facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




متغيرات تطال المنظومة العسكرية


د. حازم قشوع
26-09-2022 10:36 AM

هنالك دولة واحدة في العالم قادرة على تصنيع اجهزت اشباه الموصلات الاكترونية او ما يعرف "Semiconductors" وهي دولة هولندا وهي تقوم بذلك عبر شركة "asml"، وهناك دولتان تصنعان هذه الشرائح الاكترونية هي تايوان من خلال شركة "tsnc" وكوريا الجنوبية من خلال شركة سامسونج، وهي منظومة الشركات التي تعتمد عليها في الاساس الولايات المتحدة في عمليات التصنيع والتجهيز اضافة للهند باعتبارها طرف بديل للصين في عمليات الانتاج الكمي، وذلك للتخفيف من موضوع الكلف المترتبة على هذه الرقائق التي ان انخفضت اسعارها فإنها ستقوم بتخفيض اسعار السيارات الكهربائية وغيرها من الاجهزة التي تدخل في تصنيعها هذه الرقائق الاكترونية.

وهي المعطيات التي جعلت من الولايات المتحدة تقوم باعادة توطين هذة الصناعات في داخل الولايات لتأمينها والمحافظة
عليها من التمدد الصيني الذي أخذ يغزو ويستحوذ على هذه الصناعات وذلك عبر نقل الشركة التايوانية الى اريزونا والعمل على توطين الشركة الهولندية في سيليكون فالي وتفتح باب الهجرة الجزئية امام بعض الشركات الهندية من اجل توطين هذه الصناعة الدقيقة في الولايات المتحدة بهدف حمايتها من القرصنة الصينية على حد تعبير بعض السياسيين، وكذلك فرض سياسية التحكم على هذه المنظومة وصناعتها الدقيقة وكذلك السيطرة على كل مراحلها التصنيعية .

إلا أن هذه الاستراتيجية التي تتبناها الادارة الامريكية ماتزال تصطدم بمعيقات كبيرة بسبب تعقيد سلسلة التوريد من جهة والتعقيدات التي تفرضها متوالية التصنيع من جهة اخرى والتي ترتبط بالحقوق الملكية، وهو ما جعل من عملية توطين هذه الرقائق في الولايات المتحدة تعمل ضمن مسارات بطيئة لدرجة كبيرة الامر الذي جعل من طبيعة المنافسة تشتد بين الولايات المتحدة والصين التي اخذت تشكل منافس حقيقي لها في ظل هذا التباطؤ الحاصل.

فالصين التي تمتلك شركة smic الكبيرة والتي تعمل بشمولية على تصنيع هذه الرقائق وتنتجها باسعار ارخص من منافسها لكنها مازالت متأخرة عن المنافسة بسبب غياب العلوم المعرفية المتطورة في التصنيع والانتاج وهي العلوم التي تمتلكها منافسيها لكن الحكومة الصينية بالمقابل بدأت تعمل على تسريع وتيرة العمل لانتاج هذه الشرائح الاكترونية وتقوم بشراء براءات اختراع بمبالغ طائلة وتعطي امتيازات كبيرة للمخترعين والدول التي تتعامل معها، وهذا ما جعل من ميزان المنافسة يشتد الى حد كبير واخذت عناوين المشهد تقوم على طبيعية امتلاك القدرة العلمية والمعرفية حتى ان هذا العامل اخذ يشكل (بيضة قبان) مفصلية في ميزان المنافسة السائدة بين الولايات المتحدة والصين .

الرقائق الاكترونية التي تدخل في نصف الصناعة الانتاجية الحالية يتوقع ان تشكل العنوان الاساس في معظم الصناعات المستقبلية مع دخول قطاع السيارات في منظومة الطاقة الكهربائية ودخولها "الطاقة الكهربائية" في منظومة الطاقة النظيفة، الأمر الذي يجعل طبيعة المنافسة لا تقوم على الاستحواذ بالموارد البشرية او الطبيعية بل تقوم على امتلاك العلوم المعرفية التي من يمتلكها
من يمتلك ورقة الاستحواذ وقوة التاثير في مسرح الاحداث العالمية .

فإذا كانت نقاط الاستحواذ قد تغيرت عند الجيوش ونقاط الاستهداف قد تبدلت بالحروب، فإن ذلك سيكون له انعكاسات كبيرة على واقع العمل العسكري بتكويناته وعلى حالة المنظومة الامنية بتشكيلاتها التي باتت لا تخدمها العددية بل النوعية والقطاعات التقنية وهذا ما يجعل من حرب الرقائق الاكترونية حرب مفصلية .

كما ينتظر ان تسقط بمتغيرات على واقع العمل العسكري والامني وهو ما يجعل من طبيعة الحرب السائدة بشكلها وعنوانها حالة تاريخية ينتظر ان تحمل نتائج ومتغيرات استراتيجية في الطبيعة القتالية وأدوات الصراع وبيئته لتكون الآلات الحربية الى رقائق الاكترونية واشعاعات غير مرئية واحتوائية واجسام افتراضية وصواريخ مدارية .

وهنا يتوجب سؤال عريض حول قدرة المجتمعات النامية على الاستدراك وننقل المستقبل المقروء الى حاضر معلوم، وهذا ستجيب عنه مسألة تحويل الرؤية الى ارادة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :