عمون - كتب المحامي سليمان فارس النابلسي مستذكرا ما ورد على لسان جده الراحل سليمان النابلسي في مذكراته المسجلة قبل حوالي ٥٠ عاما بالفترة من ١٩٣٣-١٩٣٦ ما يلي حرفيا :

"وفي هذه الفترة اسست مع بعض الإخوان منهم الدكتور قاسم ملحس مد الله في عمره النادي الفيصلي، وتألف هذا النادي من شباب بسطاء موظفين صغار او أذنه او درجة عاشرة وبعض العمال من الحدادين والنجارين، وكان الهدف من وراء هذا أن اخلق وعيا سياسيا بين هؤلاء الشباب من الطبقات العاملة الكادحة.

‏لم يكن بالإمكان إيجاد محل لأن ذلك يحتاج إلى اجور فأخذنا سطح بناية لعبد الله أبو قورة "أصبحت فيما بعد رئاسة وزراء" والآن فيها محل الشعلان وعملنا من هذا السطح نادي اشترك فيه النجارون والحدادون من الأعضاء، وخلاصة القول أن الأعضاء هم الذين بنوا هذا البركس واصبح لأعضاء النادي الفيصلي لباس خاص ويحملون عصيا، وكان للنادي فرقة كشفية ولم يكن للنادي أي اتجاه فاشستي، كما يدعي الإنجليز وفي كل يوم جمعة يتمرن الأعضاء على مختلف انواع الرياضة، وكان اثنان من حملة الشهادات (العاشر) كما اذكر هما مصطفى سيد الكردي وناظم قردن (شركسي) وكنا نحاضر مرتين او ثلاثة في النادي، وكنا نلتقي في النادي يوميا وأتحدث إليهم عما قرأت من المجلات والكتب فأقوم بعملية التوعية.

وفي يوم الجمعة كان لدينا استعراض في المدينة، عندنا فرقة موسيقية، نتجول في المدينة يوم الجمعة، ‏وحاولت السلطة ان تقاوم النادي فكنا نذهب للصلاة يوم الجمعة بعد جولتنا وكان يسكن قبالة النادي الفيصلي بيك باشا القائد العام للجيش الأردني في دار المرحوم عبدالله النمر وهي الآن مدرسة داخلية في جبل اللويبدة فكان بيك متزوجا جديدا بعد أن كبر سنة وخرف.

‏وكنا ننشد أناشيد وطنية وقت عشائه وينشدها حوالي 100 شاب باصوات جهورية، فكان يتصل هاتفيا بطارق الجندي الذي كان قائد شرطة عمان فيقول له تريدون أن نمنع الناس من الأناشيد الوطنية والاناشيد الدينية، هذا يزعج بيك باشا ان نقول محمد رسول الله وفعلا اهلكناه فأخذ يتعشى في المحطة لأننا كنا نزعجه تماما، ولكننا كنا نعتبر ذلك خدمة وطنية وأن كانت (ولدنه) .

‏كان النادي الفيصلي الوحيد في عمان، وبعد فترة قصيرة قام شباب وأنشأوا النادي الأهلي الرياضي، وكانت اهدافه رياضية بحتة بينما كانت أهداف النادي الفيصلي رياضية ثقافية وخلق وعي سياسي عند الشباب وتوجيهم قوميا وطنيا، ولذلك كانت تلقى فيه المحاضرات السياسية ويستدعي بعض رجالات البلد المهتمين في القضايا العامة للمشاركة في نشاطات النادي"، "انتهى الاقتباس ".

وتابع المحامي النابلسي، هذا اساس النادي الفيصلي، اذا طفل توفي -الله يرحمه - في ذكرى وفاة سليمان النابلسي ال ٤٦ امس لأنه فرح لفوز فريق آخر غير الفيصلي هذا اكيد لا يرضي المؤسسين ولا من وضع مبادئ النادي .

اذا كان من يشجع الفيصلي يكره الفريق الاخر هذا ليس فيصلي اصيل، واذا كان مشجع الفيصلي لا يعتبر فلسطين قضيته الاولى والاخيرة "يشوف نادي ثانٍ" يرضي امراضه النفسية، فالمندس والهامل الذي غنى باسم الفيصلي لشارون وباراك هذا جعل سليمان النابلسي وقاسم ملحس ومصطفى سيدو الكردي وناظم قردن يتقلبوا بقبورهم .

وأضاف، "إحنا النادي الجامع.. إحنا تاريخ الاردن ، وما يحصل بالانتخابات القادمة ليس صحيح، فالعشيرة الفلانية مع المرشح والقبيلة الفلانية مع .. و المدينة بتحب .. والقرية تؤيد.. انا أقول بقلب قوي لانه ببيتي اربع اجيال مع الفيصلي جدي وابي وانا وابني فلتروني دارا فيها ٤ اجيال مثبت انها فيصلاوية"؟!..

وختم أخيرا، هذا ما قاله المؤسس حرفيا عن نادي مقاومة الاحتلال، والاحتلال البريطاني حط على صدره وسام انه نادي فاشستي (يعني فاشستي بحب الوطن) .. فمن يحب الفيصلي فاليمشي على ما قاله المؤسسين ، ومن يختلف فهذه النوادي كثيرة بالبلد "ما بدنا اياك".