الفرق بين الحديث الموضوع والحديث الضعيف
17-01-2023 11:48 AM
عمون - تعريف الحديث الضعيف
هو الذي فقد شرطاً فأكثر من شروط الحديث المقبول، أو الحديث الذي فقد فيه شرط من شروط الحديث الصحيح أو الحديث الحسن، وقد تكون هذه الشروط في انقطاع السند، أو قدح في عدالة وحفظ الراوي، أو هناك إشكال في متن الحديث.
حكم العمل بالحديث الضعيف
تعددت آراء الفقهاء في حكم العمل بالحديث الضعيف كما يأتي:
منهم من وضع شروطًا للعمل بالحديث الضعيف
كأن يكون الحديث ضعيفاً ليس شديد الضعف، وأن يعمل به في المواعظ والقصص فقط، ولا يعمل به في الأمور المتعلقة بصفات الله أو في الأحكام، وألا يُعتقد ثبوته عند العمل به، بل يبقى في مُخيلة من يعمل به أنه ضعيف.
منهم من رفض الأخذ به مطلقاً؛ كما فعل الشيخان البخاري ومسلم.
منهم من أخذ به مطلقًا بالأحكام وفضائل الأعمال؛ كمذهب الإمام أحمد بن حنبل وأبي داود.
تعريف الحديث الموضوع (المكذوب)
هو الحديث المُفترى والمكذوب والمختلق من الراوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ سواءً كان متعمداً الكذب على النبي أو غير متعمد، وسموه حديثاً بالنظر إلى ما يزعمه رواته، وقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الكذب عليه؛ فقد ثبت عنه أنه قال: (إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، فمن كذب عليَّ مُتعمِّدًا، فلْيتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ).
وقد ذهب أهل العلم إلى أن الوضاعين أقسام كما يأتي:
منهم من يضع الحديث وذلك لإفساد الدِّين
قال السيوطي: "وَوَضَعَتِ الزَّنَادِقَةُ جُمَلًا مِنَ الْأَحَادِيثِ يُفْسِدُونَ بِهَا الدِّينَ، فَبَيَّنَ جَهَابِذَةُ الْحَدِيثِ أَمْرَهَا، وَللَّهِ الْحَمْدُ".
منهم من يضع الحديث وذلك نصرة لحزبه وأهل مذهبه
قال الحاكم: "كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّايَكَانِيُّ مِنْ رؤوس الْمُرْجِئَةِ، وَكَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ".
منهم من يضع الحديث وذلك للمنفعة
مثل حديث: "الهريسة تشد الظهر"؛ فإنَّ واضعه محمد بن الحجاج النخعي، كان يبيع الهريسة.
منهم من يضع الحديث وذلك ليتقرب من الملوك والأمراء
فعن هارون بن أبي عبيد الله عن أبيه، قال: قَالَ الْمَهْدِيُّ: "أَلَا تَرَى مَا يَقُولُ لِي مُقَاتِلٌ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ وَضَعْتُ لَكَ أَحَادِيثَ فِي الْعَبَّاسِ، قُلْتُ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا".
منهم من يضع الحديث ليُرغب الناس في الدِّين
فقد روى ابن حبان في الضعفاء، عن ابن المهدي، قَالَ: "قُلْتُ لِمَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ، مَنْ قَرَأَ كَذَا فَلَهُ كَذَا؟ قَالَ: وَضَعْتُهَا أُرَغِّبُ النَّاسَ فِيهَا".
حكم العمل بالحديث الموضوع
لا يجوز أن ننسب الحديث الموضوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يصح العمل به ولا بأي حال من الأحوال، وقد نقل الإجماع أنه يُحرم العمل بالحديث الموضوع، وذلك لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ).