facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تفسير آية (إلا من أتى الله بقلب سليم)


28-01-2023 01:12 PM

عمون - تفسير آية (إلا من أتى الله بقلب سليم)
وردت الآية في سياق دعاء النبي إبراهيم بحسن الخاتمة عند المشهد الختامي لقصته في سورة الشعراء: (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ* يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)، وكان ختامُ دعائه أن لا تفضحني يا رب بعتابك لي على تفريطي بطاعتك، ساتراً خليلك من الخزي يوم يُبعث الخلق للحساب يوم القيامة.

والخزي كلمة تحتمل معنيين: الهوان أمام الطرف الآخر أو الحياء منه، في يوم لا يقيه شيء من موقف الخزي أمام الله ولو افتدى بملء الأرض من أموال وبنين، ويكمل النبي إبراهيم دعاءه فيقول: يا رب نجني من موقف الخزي أمامك في ذاك اليوم الذي لا يحمي مِن موقف الخزي فيه إلا (مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).

أي سليم مِن شوائب ما يكره من عقائد وأقوال وأعمال وأخلاق؛ فستنفعه في ذلك الموقف سلامة قلبه فقط، لا المال ولا البنون، ولا المنصب ولا الجاه الدنيوي، ومن المؤكد أن خليل الرحمن إبراهيم كان ذا قلب صاف من كل معكرات الإيمان، وكان ذا فطرةٍ سليمة من جميع شوائب الضلال والفساد اعتقاداً وسلوكاً

ونبي الله إبراهيم -عليه السلام- ينبّه سامعي دعائه بأنه لا يقي المرء من عذاب الله -ولو افتدى بملء الأرض ومن عليها ذهباً وبشراً- إلا مَن أتى الله بقلب سليم طاهر مِن كل المساوئ والشهوات الممرِضة له.

أهمية القلب السليم وعلاماته
قد يقول قائل: لماذا يحرص إبراهيم كل الحرص على سلامة القلب؟ فالجواب: القلب بالنسبة لأعضاء جسم الإنسان وجوارحه كالملك المتصرف في الجنود الذي تصدر كلها عن أمره، فبما أنه الملك عليها فهي المنفذة لما يأمرها به، المطيعة لما يأتيها من أوامره، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصد هذا القلب ونيّته.

إذاً فالقلب هو المسؤول عنها كلها؛ لأن كل راع مسؤول عن رعيته، ولأجل ذلك كله كان الاهتمام بتصحيحه وتسديده "أولى ما اعتمد عليه السالكون، والنظر في أمراضه وعلاجه أهم ما تنسّك به الناسكون"، وللقلب السليم علامات يمكن استنباطها من النصوص الشرعية وأقوال السلف التي تحدثت عن سلامة القلب، ومنها:

القلب الخالي من الشرك وكبائر الذنوب؛ فصغار الذنوب قلَّما يَسلم منها أحد.
القلب النقي عن البدعة، المطمئن إلى السنة.
القلب السالم من التعلق بآفات المال والبنين.
القلب الذي لا يؤذي أحداً، وإذا اصطنع مع أحد معروفاً لم يتوقع منه المكافأة.
أنوع أمراض القلوب
إبقاء القلب سليماً من الأمراض هو الشغل الشاغل لكل من يريد حفظ نفسه، وأمراض القلوب نوعان:

مرض شهوة
وهو معروف، كالمذكور في قوله -تعالى-: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)، وهذا المرض واضح، وسهل الكشف وسهل العلاج.

مرض شبهة
وهو مثل النفاق المستتر المذكور في قوله -تعالى-: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا)، وقوله -تعالى-: (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ)، وهو أردأ من مرض الشهوة.

وذلك لأن مرض الشهوة سهل الاكتشاف والفضيحة، فيسهل تشخيصه ثم علاجه، فيُكتب له الشفاء بقضاء الشهوة، ولكن مرض الشبهة لا يمكن اكتشافه إلا بعلامات صعبة الظهور، فلا شفاء للمريض به المُخفي لمرضه إن لم يتداركه الله برحمته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :