الروابدة يفتتح المؤتمر العلمي السابع لجامعة الزرقاء
30-11-2010 05:37 PM
عمون - قال العين الأستاذ عبد الرؤوف الروابدة " أن اللغة العربية هي وعاء التخاطب والفهم وهي لغة القران الكريم فيجب المحافظة عليها لغة حية تستجيب للمتغيرات وتحفظ لنا هويتنا في مواجهة التغريب الثقافي " .
وأضاف خلال رعايه أفتتاح فعاليات المؤتمر العلمي السابع الذي نظمته كلية الآداب في جامعة الزرقاء بعنوان " اللغة العربية : الماضي المحمود والمستقبل المنشود ، ان اللغة العربية تعرضت لهجمات عدة ، إلا ان القران حفظها وصانها من التراجع والتدهور . حيث يشهد العصر الحاضر تسارعاً لا سابقة له في التطور والتغير والإختراعات ، وبالتالي فان العربية تتعرض لتحدي كبير يتجاوز كل ما سبق من تحديات ، وهو أن تكون قاصرة عن التعامل بواقعية وإنفتاح مع المستجدات .
وبين الروابدة أن التحدي يزداد أثراً وتأثيراً إذا ما أستمر علماء اللغة بالتحفظ على التجديد ، وأعطاء اللغة قدسية تحول دون التجدد بإعتباره بدعة وكل بدعة ضلالة .
وأشار الروابدة إلى انه اندثرت لغات عدة عندما قصرت عن التجاوب مع التطورات ومواجهة المتغيرات ، بينما بقيت لغلت حية لأنها قبلت التطور والتجديد المنضبط .
وأوضح الروابدة أنه من العجب أن جامعاتنا أصبحت ترفض تعيين الأكاديميين إلا إذا تخرجوا من جامعات غربية ( أجنبية ) دون أشتراط أتقان اللغة العربية ، قد يكون في الأمر بعض الحق فقد تقوقعت العربية وأنحصرت في قواميس تأبى في العادة استيعاب المستجدات ، ورفض العديد من علمائها أي تطوير كما هو حال جميع اللغات الحية .
ومن جانبه قال رئيس جامعة الزرقاء الدكتور يوسف أبو العدوس إننا في هذا المؤتمر نفكر معاً في قضية تعد نقطة تقاطع إشكاليات التفكير في اللغة ونصوصها ، وان كل هذه الجهود المعرفية الجليلة تنزل في إطار الحرص على أن يتلاقى الباحثون من أقطار شتى ، وما يحمله هذا الالتقاء من فرص التعارف وتعميق الحوار وبلورة الرؤى ، وكثير من الباحثين سافرت ألينا مؤلفاتهم قبل حلولهم علينا .
لقد رأت جامعة الزرقاء أن تبادر إلى الرهان على مرحلة جديدة للبحث ، تؤسس ما نضج من الرؤى ، وتفتح مجال الدراسة على إمكانات التعليل والتأويل والتنظير .
وأضاف قائلاً إننا كمشتغلين بقضايا اللغة في حاجة إلى هذه اللقاءات الفكرية ، وإن لم يكن لنا من حجة على ضرورتها فليس أقل من أننا أهل صناعة ، وحري بصاحب الصناعة أن يتفقد نجاعة أدواته .
وبين عميد كلية الآداب في الجامعة الدكتور عبد الحميد غنيم أن حاضر لغتنا لا يمكن ان يوصف الآن بالازدهار بل هي الى الانكماش والانحسار أدنى وأقرب ، لكن بشائر المستقبل في لغتنا العربية تشير الى ان العيب ليس في اللغة ذاتها ، وأنما هو قصور في أهل هذه اللغة ، فلغتنا تمتلك من المزايا العلمية والأدبية والحضارية الكثير ، فقدرتها فائقة التقدير على توليد الألفاظ بعضها من بعض ،والاشتقاق من مادة اللفظ الواحد عشرات الألفاظ ، وانتقال اللفظ من معناه الأصلي الى معان مجاورة له ،وهو ما يسمى بالمجاز كما أنها لغة روحية واجتماعية في كل مكان وفي كل زمان ، موصولة الاسباب بماضٍ عريق ، عتيق ، وأساس من أسس الثقافة ، وشطر مهم من التراث الروحي والفكري لاكثر من ثلث سكان الارض ، بل هي وعاء للفكر البشري عامة .
بدوره قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور جميل بني عطا لقد اختارت كلية الاداب لمؤتمرها هذا العنوان لاسباب منها ، عظمة اللغة العربية ودورها في صنع الحضارة الانسانية ، الصلة الوثيقة بين اللغة العربية والقرآن الكريم ، بالاضافة الى الخصائص التي مكنت اللغة العربية من الاستمرار في تأدية رسالتها القومية ودور اللغة العربية في تحديد هوية الامة ، تأثير رياح العولمة سلباً على اللغة العربية واضاف بني عطا أن من الاسباب تزايد الاقبال على تعلم اللغة العربية لغايات مختلفة مما يلقي على كواهلنا مسؤوليات جساماً لتطوير شامل في تعليم اللغة وتعلمها .
ويناقش المؤتمر والذي يستمر لمدة يومين اربعة محاور رئيسة هي : اللغة العربية في عصورها الزاهرة ، اللغة العربية وتحديات العصر ، اللغة العربية رؤى وافاق مستقبلية ، تجارب عالمية في الحفاظ على لغاتها .