عمون - الطفرات الوراثية هي مسألة توليها العلماء اهتمامًا كبيرًا ويدروسونها بشكل مستمر، نظرًا لتأثيرها على الإنسان، مثل الأمراض السرطانية. تحدث الطفرة عندما يحدث تغير في المادة الوراثية (الحمض النووي)، مما يؤدي إلى ظهور صفات جديدة تختلف عن الأبوين. عادة ما تحدث الطفرات إما في الخلايا الجسدية أو الخلايا التناسلية.
حتى الآن، لم يُعرف بالضبط سبب حدوث الطفرات، ولكن العلماء يشيرون إلى أنها قد تحدث نتيجة للتعرض للأشعة السينية، الراديوم، الإشعاع فوق البنفسجي، وبعض المواد الكيميائية، وأحيانًا تكون ناتجة عن عوامل بيئية. هذه العوامل يمكن أن تتسبب في خلل في ترتيب الكروموسومات أو تغير كيميائي في الجينات.
تحدث الطفرة على مستويين رئيسيين. أولًا، مستوى الكروموسومات، حيث يحدث تغير في عدد الكروموسومات أو نظامها الطبيعي. الكروموسومات هي الهياكل العصبية في نواة الخلية التي تحمل الصفات الوراثية وتنقلها من الآباء إلى الأجيال القادمة. إذا حدث خلل في هذه الكروموسومات، فإن الطفرة قد تنتقل إلى الأجيال القادمة.
ثانيًا، التغير الكيميائي، وهو تغير في ترتيب القواعد النيتروجينية في جزيء الحمض النووي (DNA). هذا التغير الكيميائي يؤدي في النهاية إلى تشكيل إنزيم مختلف تمامًا، مما يؤدي إلى ظهور صفات جديدة غير موجودة عند الآباء. يُعرف هذا النوع من الطفرات أيضًا بالطفرات الجينية.
لا يعتبر وجود طفرات بالضرورة أمرًا ضارًا، حيث توجد بعض الطفرات التي تكون ضرورية وتسهم في تطور الكائنات الحية. تحدث الطفرات نتيجة لعوامل مختلفة، سواء كانت عوامل خارجية مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو الإشعاع النووي، أو عوامل داخلية ناجمة عن عدم ثبات التركيب الكيميائي والفيزيائي، وهناك عوامل أخرى كثيرة. تعتبر الطفرة نتيجة لاضطراب في ترتيب الأحماض الأمينية، ويمكن أن يحدث هذا الاضطراب في خلية واحدة أو في جميع خلايا الجسم. تنتقل الطفرة إلى الأجيال القادمة إذا حدثت في الخلايا التناسلية، سواء كانت في البويضة للأنثى أو الحيوان المنوي للذكر.