الى اين انتم ذاهبون بالوطن؟! .. محمد الدويري
03-01-2011 01:50 AM
احتفل الشعب بـ" رأس السنة" برفع تاريخي لاسعار المحروقات وهو التاسع على التوالي خلال الولاية الرفاعية الجديدة ، في خطوة تنذر بعدة قرارات مشابهة على المواطن ان يبتلعها برضاه او دونها تحت ذريعة انقاذ اقتصاد الدولة فلا خيار امامه الا بقبول الاوضاع المبهمة دون سؤال والتكيف بلهيب الاسعار دون شكوى او الموت ولا شفاعة حينها للدمعة التي لم تطفئ يوما لو مجرد شمعة.
المشهد يدل على ان المجتمع سيواجه اياما اكثر سوداوية مما مضى ، وفي العام الجديد كانت اول قطرة من سحابة "الغل" ارتفاع اسعار المحروقات بنسبة غير مسبوقة لتنطلق قائمة الموت البطيء الموعود بها الشعب فلا تتفاءلوا كثيرا فهذه الخطوة بداية الموت ، واول الموت سكرة .
ما ذنب الشعب ان يبقى يدفع فواتير مسخرة الحكومات المتعاقبة التي لم تسجل نجاحات من صنيعة ابتكاراتها الا على حساب المواطن المسكين؟! فتوهمه بتنفيذ سياسات تخفيف وطأة العيش ثم تلطمه من حيث لا يحتسب ، فالحكومة الحالية التي تتغنى بخفض عجز الموازنة بوقت قياسي بمقدار نصف مليار دينار لا يجير النجاح لها فالبطولة يستحقها الشعب الذي دفع من جيبه ثمن بذخ حكومات سبقت اوصلت عجز الموازنة الى رقم تاريخي في عمر المملكة يزيد عن مليار ونصف المليار دينار لتأتي حكومة الرفاعي التي لا تختلف عن غيرها من الحكومات الا بالشكل فالمضمون واحد والسياسات هي ذاتها فعكست فشل تلك السياسات التي فاقمت رقعة العجز من جيوب المساكين وفرضت اتاوات جديدة وزادت ضرائب قائمة على مواد اساسية واستحدثت اخرى على البنزين اضافة الى ضريبة المبيعات ، فتغنت بخفض العجز بطريقة لا تصعب على طالب بالصف العاشر في حل معادلة رياضية تفاضلية او تكاملية بسيطة فما ينقص بفعل الحكومات تغطيه الجيوب وسهم الامداد واضح من دم المواطن الى وريد الحكومة.
يا من تمتلكون القرار في الحساب والمحاسبة ارحموا الوطن والناس وحاسبوا انفسكم على زلات يصعب حصرها وتعدادها ولا تعكسوا نتائج الفشل في التعاطي مع الظروف على عاتق المواطن "الصابر" ، حاسبوا من جاء باجندة برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي هدر الملايين وكانت نتيجته الفشل الذريع فلا ازدهر الاقتصاد ولا تحسنت اوضاع المجتمع وظلت من سيء الى اسوأ في تزايد الفقر والبطالة و الجرائم وحالات الانتحار والمشاجرات والاعتصامات والتحرشات وغيرها.. والاجندة الوطنية التي لم تأت أكلها وقد خصصت لها مئات ملايين الدنانير من موازنات سبقت ولم يحسن التصرف معها ، ودراسات المشاريع الكبرى التي انفق عليها الملايين على مدى عقود من الزمن مثل القطار الخفيف ومشروع الديسي والموانئ البرية ولم تر النور.. وبيع الممتلكات والاراضي الاميرية ، هذا فضلا على المحاسبة الانتقائية للفساد والمفسدين وشخصنة الامور وخصخصة الدوار الرابع .. وتوريث المناصب وتزكية مجلس النواب وتعيين رؤساء البلديات وغيرها من سياسات السلب..فالى اين انتم ذاهبون بالوطن؟!! وما جدوى هذه السياسات في ارهاق المواطن وجعله فقط يفكر بلقمة العيش؟ّّّ!!.
استهلال الشعب بلطمة رفع اسعار المحروقات في العام الجديد قد يكون اول مسمار في نعشه ونذير لايام عجاف ، فحرارة الماء تزداد مع مواصلة تسخينها تدريجيا ، فاحذروا يوما يصل فيه الى درجة الغليان.
dwairim@gmail.com