عمون- في القرن العشرين، كانت المدرسة التكعيبية واحدة من أهم وأكثر أساليب الفنون البصرية تأثيراً. وكان الفنانون المنضمون لهذه المدرسة يتميزون بتقديم واقع آخر من محض خيالاتهم وتصوراتهم دون التقيد بالشكل الواقعي للأشياء، مما أتاح لهم التعبير عن الرسائل الفكرية والسياسية والاجتماعية من خلال أعمالهم الفنية.
من بين أبرز رواد المدرسة التكعيبية كان الفنان بابلو بيكاسو (1881م-1973م)، الذي كان له تأثير كبير في تطور الفن الحديث. قام برسم آلاف اللوحات والرسومات والمجموعات المسرحية وحتى الأزياء والمنحوتات. كانت فنونه تحمل رسائل معقدة ومتنوعة، وقد بدأ بفترة تسمى الفترة الزرقاء، التي اشتهر فيها بلوحات تعكس مشاعر الدمار والكآبة والوحدة.
بول سيزان (1839م-1906م) كان فنانًا آخر مهم في المدرسة التكعيبية، واستخدم الألوان الداكنة في لوحاته الرومانسية والكلاسيكية. في لوحته "لاعبي الورق"، استخدم التدرجات اللونية لخلق جو ثلاثي الأبعاد نادرًا في المدرسة التكعيبية.
أما فرناند ليجر (1855م-1881م) فكان معروفًا بأسلوبه المختلف وتنوعه بين التجريد وإظهار الأشكال بشكل واضح. استخدم الألوان الأساسية ورسم أشكالًا أسطوانية وبشرية تشبه الروبوتات، وكانت لوحته "الغواصون السود الكبار" تُظهر قدرته على تصوير الجسد البشري بطريقة غير تقليدية وتجريدية.
كل هؤلاء الفنانين - بابلو بيكاسو، بول سيزان، وفرناند ليجر - ساهموا بشكل كبير في تطوير وتجديد الفنون البصرية خلال القرن العشرين، وأثروا في الحركات الفنية والتجريدية بأعمالهم المبتكرة والمتنوعة.