عمون - أرسطو، الفيلسوف الإغريقي، كتب العديد من الأعمال التي تناولت فلسفة العقل، واعتبر أن علم النفس هو جزء من العلوم الطبيعية. ومع ذلك، كانت نظرته نحو الروح مختلفة عن غيره من الفلاسفة مثل أفلاطون. اعتبر أرسطو أن الروح مرتبطة بالتركيب العضوي، سواء في الإنسان أو الحيوانات أو النباتات، وأنها تعتبر جسمًا عضويًا له وظيفة محددة ومنظمة.
قسم الروح في تصنيف هرمي، حيث وضع أرسطو الروح النباتية للنباتات والروح الحساسة أو العقلانية للحيوانات والإنسان في تصنيف واحد؛ لأنهما يشتركان في عدة جوانب مثل الحواس والرغبات والعقل والفكر. وكان لهذا التصنيف تأثير كبير على الفلسفة والعلم على مر العصور.
حياة أرسطو بدأت في عام 384 قبل الميلاد، حيث ولد في عائلة مقدونية مرموقة، وكان والده طبيبًا. سافر أرسطو إلى مدينة أثينا اليونانية عندما كان في سن السابعة عشرة للدراسة في أكاديمية أفلاطون. وقضى هناك ما يقارب العشرين عامًا كمساعد مدرس. كان اهتمامه الأساسي بالمجال البيولوجي، لكنه اضطر لترك الأكاديمية بسبب انتشار مشاعر الكراهية في اليونان. ثم توجه إلى مدينة أسوس الساحلية في آسيا الصغرى بسبب صداقته مع حاكمها هيرمس الذي كان مهتمًا بعلوم الفلسفة. بقي أرسطو في أسوس لمدة ثلاث سنوات وتزوج وأنجب طفلته بيثياس.
يُنسب لأرسطو الفضل في كتابة العديد من الأعمال الفلسفية التي كانت إطارًا للديانة المسيحية والفلسفة الإسلامية خلال فترة العصور الوسطى. وتُشير المصادر التاريخية إلى أن أرسطو توفي في عام 322 قبل الميلاد.
في فلسفته، قسم أرسطو الفلسفة إلى عدة فروع رئيسية، منها:
الميتافيزيقية: وهي علم دراسة الوجود والحقيقة وما وراء الظواهر الظاهرة.
نظرية المعرفة: التي تُعنى بالبحث عن آلية حصول البشر على المعرفة وطبيعتها.
الأخلاق: القسم الذي يهتم بدراسة سلوك الإنسان وتصرفاته وما يجب اتباعه من أخلاقيات للعيش بشكل جيد.
علم السياسة: الذي يدرس كيفية إدارة الحكومات وكيفية المواطنة الصالحة.
دراسات الفنون: التي تشمل الأحاسيس والجمال والثقافة والطبيعة وتتناول آلية نشوء كل منها.
تُعتبر فلسفة أرسطو جزءًا هامًا من التراث الفلسفي الإغريقي والذي أثر في الفكر الغربي والعلم على مر العصور.