عمون - شجرة الدر هي امرأة استحقت اهتمام المؤرخين بشكل كبير رغم أنها كانت زوجة السلطان الأيوبي الأخير ومن ثم زوجة أول سلاطين المماليك. ما منحها شهرة كبيرة هو أنها تولت مقاليد الحكم في مصر لفترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وهذا كان حينما كانت مصر تواجه هجومًا فرنسيًا.

شجرة الدر كانت معروفة بجمالها، بشرتها البيضاء، وشعرها الأسود الجميل. كانت أيضًا شديدة الذكاء وحازمة في طبيعتها، وكانت لديها مهارات في القراءة والكتابة والغناء.

تربت شجرة الدر كجارية في القاهرة حينما ألقى عليها السلطان الأيوبي نجم الدين أيوب النظر وأدرجها ضمن جواريه. بعد عودته من قلعة الكرك، أعلنها زوجة مفضلة له وأنجبت له ولدًا اسمه خليل.

واجهت مصر تحديات كبيرة بعد وفاة السلطان نجم الدين أيوب، حيث كانت تخضع لهجوم فرنسي. لكن شجرة الدر تدخلت بشكل فعّال للحفاظ على استقرار الدولة والتصدي للهجوم. وقد اكتسبت احترام قادة الجيش الذين وافقوا على أن تصبح سلطانة عليهم.

نسب شجرة الدر لا يُعرف بالتحديد، حيث يعتقد بعض المؤرخين أنها تركية أو أرمينية، بينما يرى آخرون أنها ربما تنحدر من بيئة بدوية.

شجرة الدر أدارت الدولة بذكاء وحكمة خلال فترة حكمها، وكانت معروفة بقراراتها السياسية والعسكرية الصائبة. وقامت بدور مهم في صد هجوم الفرنسيين والحفاظ على استقرار مصر.

بالرغم من تمكن شجرة الدر من الحفاظ على الاستقرار لفترة قصيرة، إلا أنها تنحت في النهاية عن العرش بسبب ضغوط شرعية واجتماعية، وتم قتلها بعد فترة وجيزة.

شجرة الدر تمثل شخصية تاريخية مثيرة وقوية، وقد تركت بصمة في تاريخ مصر والمنطقة