هناك من يعتقد أن الحرب في غزة قد حسمت لصالح المقاومة ،وأن السابع من أكتوبر قد حسم الحرب ، وما بعدها تفاصيل ، هذا الكلام غير دقيق ،فالحرب لم تنهي بعد وقوات الاحتلال داخل قطاع غزة ، والمعارك مستمرة بين المقاومة المتخندقة تحت الأرض والقوات الإسرائيلية ، حيث الاشتباكات تجري من شارع لشارع ومن بيت لبيت ،وهناك قوات الاحتلال بكل ما تملك من قدرات ومعدات وخبرات تقاتل في المدن التي دخلتها ، فالقتال حامي الوطيس والخسائر هائلة من الطرفين وخاصة المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ ، وهناك حصار قاس على القطاع من الجهات كافة ، وثمة دمار شامل في غزة ، في البنية التحتية والفوقية ، وحصار ومنع دخول المساعدات ونقص حاد في مياه الشرب والأدوية والخدمات الأساسية ، هناك كوارث حقيقية وهناك نزوح هائل للمواطنين الغزيين ، فالحرب لم تضع أوزارها بعد ، والحديث عن انتصار حديث من السابق لأوانه
رغم وجود الكثير من المحللين العسكريين والسياسيين والإعلاميين ، الذين يتحدثون عن الأوضاع في القطاع ساعة بساعة ويحللون ، ومنهم منحاز إلى هذه الجهة أو تلك ، وخاصة الدويري المشهور في تحليلاته المعسولة ، ولكن الواقع يختلف عن التنظير ، فالمعركة مستمرة ولا يوجد أفق لنهاياتها

والقادة الصهاينة كلهم يجمعون على مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف التي حددوها في بداية الحرب ، وهي القضاء على حركة حماس وتخليص الرهائن ، ولكن الحرب مستمرة ولم يتحقق أي من الأهداف الإسرائيلية ، والمقاومة لها مطالب وقف إطلاق النار وإخراج المساجين من السجون الإسرائيلية ،وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة

فالحرب لم تحسم ، وعشرات الآلاف من القتلى الفلسطينين وعشرات الآلاف من الجرحى ، وملايين من النازحين ، هناك كارثة إنسانية هائلة في غزة ، ولا يمكن أن يقال أن المقاومة انتصرت فشروطها لم تتحقق ، وإسرائيل ترفض وقف إطلاق النار ، والعالم يقف عاجزا عن فعل أي شيء ، والانتصار مستحيل للمقاومة في ظل هذا الدمار الذي تتعرض له غزة ، والعالم الغربي يقف مع محاربة حماس ، لانه يعتبرها هي حركة إرهابية ،،هكذا هو الحال ، والدول العربية ترنو إلى إنهاء الحرب من أبعاد إنسانية.