facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسرائيل التي يحركها الخوف


سعود الشرفات
26-03-2024 11:52 AM

الخوف هو الذي يحرك إسرائيل. وهو الشيفرة السرية لفهم سلوك النخب السياسية الإسرائيلية منذ تأسيس إسرائيل الحديث 1948م. ومن المتفق عليه بين علماء النفس والسلوك بأن الخوف وحده القادر على شل قدرة البشر على التفكير المنطقي والعقلاني. والخوف على أشكال؛ بداية من الخوف من الأماكن المرتفعة إلى الخوف من الأماكن المغلقة إلى الخوف من الحشرات، والفئران... الخ. وكلها في النهاية تعمل بنفس الآلية السيكولوجية للإنسان.

لكن إسرائيل في بنيتها السياسية العميقة يتملكها الخوف المستقر من الابادة والمحرقة "الهولوكوست" أو على الأقل الشتات. وباختصار يتملكها الخوف من أن الفلسطينيون والعرب يريدون القضاء عليهم هكذا مرة وحدة.

وحقيقة الأمر أن العرب طوال عقود من التاريخ لم يقصروا في ترسيخ هذه الرواية في خلد الإسرائيليين. وبالتالي فإنهم يرون بأن الخيار الوحيد أمامهم هو المبادرة دائماً والرد بعنف مفرط وقسوة على أي تهديد متخيل أو حقيقي. وتاريخ إسرائيل المعاصر، وسلوك قادتها منذ تأسيسها ١٩٤٨م شاهد على ذلك. وهناك الكثير من الأحداث والأمثلة من تاريخ إسرائيل الحديث التي تفسر سيكولوجية الخوف هذه وأنها مستقرة عميقاً في بنية العقل والسلوك خاصة لدى النُخب السياسية الإسرائيلية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ في رواية نقلها المؤرخ الإسرائيلي/ آفي شلايم في كتابه المرجعّي "الجدار الحديدي" نقلاً عن مذكرات وزير الخارجية الأمريكي/ ألكسندر هيج، الذي كان يعتبر من أكثر مؤيدي إسرائيل في إدارة الرئيس ريغان يصف فيها بدقة متناهية السلوك العنيف جداً لرئيس وزراء إسرائيل حينها مناحيم بيغن، بأنه ينبع من شعوره الداخلي بالهشاشة، وأن إسرائيل محاصرة، وان واجبه هو حماية أرواح اليهود، وانه لم يكن قادر على الهروب من ذكرى المحرقة (الهولوكوست). هذه الذكرى التي كانت محرك السلوك الشخصي والسياسي للكثير من قادة إسرائيل تاريخياً وحتى الآن.

واعتقد بأن أفضل من فهم سيكولوجية الخوف لدى النخب الاسرائيلية الحاكمة هم حلفائهم الأمريكان الذين ضلوا منذ تأسيس إسرائيل يتعاملون معها معاملة الطفل الخائف المرعوب فكلما شعر هذا الطفل بالخوف من محيطه الخارجي وبدأ بالتصرف بشكل هستيري وغير عقلاني، وتكسير الأشياء؛ وقفوا معه واحتضنوه وشجعوه على الصبر والصمود، وأحيانا تقريعه واجباره على الانضباط إذا لزم الأمر دون التخلي عنه بشكلٍ نهائي.

ولدي هنا بعض الأمثلة البسيطة من الماضي، خلال إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري القوي رونالد ريغان، ورئيس وزراء إسرائيل الليكودي مناحيم بيغين، لتوضيح النقطة أعلاه. وأعتقد بانه هذه الأمثلة قد تكون مفيدة لفهم سلوك إسرائيل الحالي بزعامة نتنياهو، وفي نفس الوقت تحليل سلوك الإدارة الامريكية الحالية برئاسة الديمقراطي جو بايدن، وهل يمكن المراهنة عليها لضبط السلوك السياسي لنتنياهو ووقف الحرب في غزة؟

المثال الأول، قام ريغان أقوى حلفاء إسرائيل في العصر الحديث عام 1981م بوقف مؤقت لمذكرة التفاهم للتعاون الاستراتيجي بين البلدين التي وقعتها ادارته لأول مرة في 30 نوفمبر 1981م، ووقف المساعدات العسكرية الامريكية لإسرائيل التي كانت تبلغ 300مليون دولار عقاباً لإسرائيل بزعامة بيغين لقيامها في 14ديسمبر 1981م بعملية ضم هضبة الجولان التي احتلتها من سوريا بحرب الأيام الستة 1967م رسمياً، رغم معارضة أمريكا" آنذاك "، ورفض الأمم المتحدة للقرار. طبعاً عاد الرئيس الأمريكي ترامب عام 2019 في مؤتمر صحفي مع بنيامين نتنياهو واعترف بهذا القرار.

المثال الثاني، أعلن الرئيس ريغان بأنه فقد صبره على إسرائيل؛ وهدّد بإعادة النظر بالعلاقات السياسة والعسكرية معها عقاباً لها على اجتياح بيروت 1982م والمطالبة الفورية لبيغن بالوقف الفوري لقصف بيروت.

السؤال؛ هل تملك إدارة الرئيس بايدن الرغبة بالتدخل، والقدرة على ضبط سيكولوجية الخوف لدى نتنياهو من خلال التهديد بقطع العلاقات والمساعدات العسكرية عن إسرائيل إذا لم يوقف الحرب على غزة؟ ربما.

بالمناسبة؛ قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، الأحد 24-اذار 2024م في مقابلة مع شبكة "إي بي سي" الأمريكية. "لا أستبعد أن تكون هناك عواقب أمريكية على إسرائيل في حال مضت في غزو مدينة رفح". وبعد هذا التصريح بيوم، وفي قرارٍ يبدو أنه عقاب من أمريكا لإسرائيل؛ امتنعت امريكا عن التصويت على قرار مجلس الامن الدولي، الإثنين 25-اذار -2024م، الذي طالبّ فيه بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

مؤسس ومدير مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :