facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"اسرائيل" تقف على رأسها


كمال زكارنة
25-05-2024 12:56 PM

يضيق الخناق على عنق الكيان الغاصب ،وهو يتلقى الضربات تباعا من جميع الاتجاهات ،العسكرية والامنية والسياسية والقانونية والدبلوماسية والاقتصادية وغيرها،وكلما ضاقت مساحة الحركة المتاحة له ،تضيق اكثر الزاوية التي يحشر فيها،ولا يجد امامه الا اتخاذ القرارات المتسرعة والمتشنجة ،التي تؤكد ارتباكه وتخبطه وفقدان التركيز والصواب،واشتعال الخلافات الداخلية الى حد الصدام والشجار ،بين اعضاء حكومة العدوان ومجلس الحرب الاجرامي الارهابي بقيادة نتنياهو.

الضربات الموجعة والمؤلمة التي تلقاها الكيان المجرم ،والتي تسبق الضربة القاضية ،كثيرة ومؤثرة جدا،اهمها ،الخسائر العسكرية في الارواح والمعدات التي يمنى بها جيش الاحتلال في قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي،والفشل الذريع في تحقيق اي انجاز او انتصار عسكري على الارض ،وهنا لا بد من الاشارة الى مسألة العثور على جثث بعض الاسرى كما يدعي الاحتلال،فهناك عدة احتمالات لاسباب الوصول الى هذه الجثث ،منها،احتمال التخلص من الاسرى لاسباب اضطرارية ميدانية تفرضها طبيعة وخطورة المعارك،او ان تلك الجثث لم تكن اصلا في حوزة المقاومة الفلسطينية،او انها وجدت في انفاق تم اخلاؤها مسبقا،وفي كل الاحوال اما يكون جيش الاحتلال قتلهم ام تسبب بمقتلهم،والعثور على عدد من الجثث خلال ثمانية اشهر من الحرب على القطاع ،لا يشكل انجازا امنيا ولا نصرا عسكريا.

اما الضربة السياسية الموجعة جدا،فهي اعتراف بعض الدول الاوروبية ،وغير الاوروبية في هذا الوقت بالذات بالدولة الفلسطينية المستقلة،خاصة وان الهدف الاستراتيجي للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية،هو تصفية القضية الفلسطينية بالكامل،وشطب فكرة الدولة الفلسطينية من الذاكرة الدولية والعربية،فجاء هذا الاعتراف ليفشل اهم هدف استراتيجي في تاريخ وحياة الكيان الغاصب لفلسطين.

يوم الثلاثاء المقبل الثامن والعشرين من الشهر الحالي،موعد الاعلان رسميا من قبل ثلاث دول اوروبية ،اسبانبا والنرويج وايرلندا ،الاعتراف بالدولة الفلسطينية ،وربما تنضم اليها سلوفينيا ومالطا ،او تلحقان بها بعد عدة ايام،يجب ان يشهد ذلك اليوم احنفالات فلسطينية وعربية ،تعبر عن الترحيب والتأييد بهذا الاعتراف ،من خلال مسيرات ضخمة في العواصم والمدن والمخيمات ومن قبل الجاليات العربية والفلسطينية في جميع انحاء العالم ،والمطالبة بمزيد من الاعترافات الدولية وخاصة الاوروبية ،وكندا واستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها ،بالدولة الفلسطينية المستقلة.

اما الضربة الدبلوماسية التي بدأ شررها يتطاير،فهي المعركة التي بدأها الاحتلال مع الدول التي اعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية ،واعلن في قرارات متشنجة ومرتبكة ، انه سيمنع نشاطها الدبوماسي في الاراضي الفلسطينية ،وهي قرارات غبية جدا،سوف تعزل الكيان الغاصب عن العالم ،وتتيح الفرصة لهذه الدول للتعامل بالمثل ،واغلاق السفارات والبعثات ومراكز النشاط الاسرائيلية في تلك الدول.

الضربات القانونية التي تشكل الاهمية الاستراتيجية بالنسبة للقضية الفلسطينية ،فهي ،القرارات التي صدرت عن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية،وهي سابقة لم تحصل منذ عام 1947،وتكمن اهميتها بأن الكيان الغاصب لم يعد فوق القانون ،ولا خارج اطار المحاسبة والعقاب ،وقد اصبح معرضا ،للمساءلة وفرض العقوبات، واعتقال وسجن قادته المجرمين من العسكريين والسياسيين،وربما لاحقا يتم تفعيل البند السابع من ميثاق الامم المتحدة بحق الكيان المحتل.

اقتصاديا الكيان في وضع صعب جدا،لكن للاسف اهم البنوك والصناديق والخزائن والجيوب المالية في العالم مفتوحة له دائما،ويمكنه الخروج من الازمة الاقتصادية بسهولة.
وعلى صعيد الازمة التي يواجهها الكيان بسبب نقص الذخائر والعتاد والمعدات ،فان مخازن ومستودعات الاسلحة الامريكية والاوروبية وغيرها مفتوحة له،والنقص الكبير في عدد الجنود يقوم بتعويضه من المرتزقة الذين يأتون من بعض الدول للقتال في صفوف جيش الاحتلال،لاسباب مالية وسياسية،لكن هزيمة الكيان مؤكدة.

مخرجات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة،كلها تصب لصالح القضية الفلسطينية ،في جميع المجالات السياسية والدبلوماسية والقانونية والقضائية والحقوقية ،وعلى رأسها الاعتراف الدولي الواسع بالدولة الفلسطينية ،وهذه الفرصة الذهبية التي يجب التركيز عليها فلسطينيا وعربيا،من اجل نسف المشروع الصهيوني برمته في فلسطين التاريخية ،والاهداف التوسعية التابعة للمشروع على حساب الوطن العربي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :