facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




درس من وزارة الصحة


د.حسين الخزاعي
21-04-2011 02:58 PM

هناك قصة مشهورة ومتدوالة منذ ايام الحرب العالمية الثانية، اذ انه تم القاء القبض على احد العملاء من ذوي المناصب العالية، بتهمة التعامل مع العدو، وتقديم خدمات كبيرة وجليلة له، لكن التحريات لم تكشف عن شىء يدين الرجل، وكاد العميل ان يفلت بجلده؛ لولا خبرة احد المحققين المحترفين، الذي انتزع منه اعترافا مدهشا ومثيرا، حيث اعترف العميل" الرفيع " بان عمله يقتصر فقط على وضع الرجل المناسب في المكان اللامناسب من اجل تخريب الوظائف العامة، والمساعدة على الترهل الاداري، وخلق البلبلة بين الموظفين لزرع الاحقاد بينهم بقلب ميزان العدالة، والاهم تخفيض الانتاج المادي والعلمي والاكاديمي في الدولة.
الدكتور ياسين الحسبان وزير الصحة، اعاد المعادلة الى طبيعتها، وكال بميزان الحق والعدل، والغى الادارة الساكنة التي تشبه الى حد بعيد الكهرباء الساكنة التي لا تستطيع اشعال مصباح في العتمة، ولا توليد طاقة محدودة للانتفاع بها، واعتمد الطاقة المتحركة النظيفة لانارة دروب علم الادارة التي تضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
الدكتور الحسبان اول ما فعله هو نفض الغبار عن الملفات القديمة، والبحث بين ركامها عن الخلل وعلاجه الفوري، باقصاء من لايستحق، واعطاء المظلوم حقه، فالشخص اللامناسب جاء على ظهر دبابة الواسطة والمحسوبية فيما الثاني انتزع حقه ظلما وعدوانا. وكل مافعله الحكيم الحسبان كما يقول الاغريق، تصحيح العلاقة بين الفرد والوظيفة، وتصحيح العلاقة بين الفرد والدولة، باتباع منهجية علمية موضوعية ،لاتهادن احدا في الكشف عن الحقيقة، وتجسيدها على ارض الواقع، من خلال الاستفادة، من ذوي الكفاءة والمعرفة والخبرة في الوظيفة العامة، ودفع عجلة التطور والتحديث. وبناء على هذه الرؤية اتخذ وزير الصحة قرارا اداري باقصاء باقصاء ( 56 ) موظفا في وزارة الصحة عن مناصبهم لعدم توليهم لها عن طريق المؤهل او الخبرة بل عن طريق " الواسطة والمحسوبية والشللية " ، في خطوة هي الاولى من نوعها في الادارة الحكومية. قد نختلف مع وزير صحتنا في هذه الرؤيه بانه اسقط جانب الخبرة في العمل التي بدأ يتقنها هؤلاء المسؤولين مهما كانت درجاتهم العلمية والطرق التي وصل بها هؤلاء لهذه المناصب ، ولكن نتفق مع الوزير برسالته المطمئنة بان الواسطة والمحسوبية والشللية والمقايضة الادارية ليست في قاموسه، وانه يقدر ويحترم حملة الشهادات العلمية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذه اخطاء تراكمية لم يتوقف عندها ويمر عليها مرور الكرام ويسكت على وجودها ،
وبعد،،، ان العملية التطهرية التي قام بها النطاسي الجرىء، بازالة الاورام والادران بمبضع الجراح الماهر في فترة قياسية من وزارة الصحة، كان له وقع كبير في نفوس الخيريين،ورعب في صدور الهابطين ببارشوتات المحاباة،ممن قفزوا على رقاب اهل العلم والمعرفة والخبرة.
كل الامل ان تعمم هذه الظاهرة الصحية ذات الابعاد الادارية والاجتماعية والعدالة الوظيفية والاثار النفسية الايجابية،على كافة وزارات الدولة والمؤسسات والجامعات ، آملين ايضا من الوزراء ان يحذو حذو الدكتور الحسبان ويستأصلوا شأفة القرارات الظالمة،وينفضوا الغبار عن الملفات المخبوءة في العتمة،ويثبتوا للناس جميعا احترامهم للعلم والعلماء،ولشهاداتهم العلمية ،والعمل على الاطاحة بالمحسوبية والشللية التي تتحكم بمفاصل وتفاصيل الوظائف العليا بخاصة،والمتوسطة بعامة حتى ان الدنيا لم تسلم من العبث فيها.

مسك الكلام: عملية الاصلاح لا تحتاج اكثر من ميزان عدل ووقفة مع الضمير.

اكاديمي ..تخصص علم اجتماع
ohok1960@yahoo.com





  • 1 طبيب صحة مغترب 21-04-2011 | 04:57 PM

    كلام من ذهب .. لو كل الناس فهمانين القصة زيك .. شكرًا علا هذا المقال الجميل د.حسين

  • 2 نازك الصرايرة 23-04-2011 | 02:33 PM

    تستحق كل تقدير واحترام على مقالك الفريد فالمبدع يجب ان يأخد حقه ومن يأتي على ظهر الواسطة عليه ان يرحل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :