facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اردنيات هزمن السرطان ..


د.حسين الخزاعي
28-04-2011 03:23 AM

*وبشر الصابرين * هذا قول الله تعالت عظمته،وتجلت قدرته،اما سيد البشرية فقال" اذا احب الله عبدا ابتلاه" فالابتلاء في الصحة والمال والولد امتحان رباني للمؤمن،ومدى قدرته على الصبر،ومواجهته الازمات ،فالحياة دار ابتلاء،و مزرعة الآخرة كما يقول اهل الله وخاصته،وفي الاثر التقى صوفيان من طريقتين مختلفتين،فسأل الاول الثاني:اذا اصابتكم مصيبة فماذا انتم فاعلون،فرد عليه نصبرعلى البلاء،فأمتعظ السائل من الاجابة، مما دفع الآخر لسؤاله،ولكن قل لي ماذا انتم تفعلون،فأجاب بهدوء:نحمد الله ونشكره على البلاء.
آيات كثيرة، واحاديث شريفة ،وقصص بطولية مرت في ذاكرتي،عندما كسرت رجلي حيث تعرضت خلالها لألآم مبرحة،واقامة جبرية في البيت،طريح الفراش و حبيس جدران اربعة،مع ارشادات صارمة من طبيب العظام،بعدم الحركة،الا في حالة الضرورة القصوى،مع وجوب الاستعانة بـ"العكاكيز"او "walker"والمشي قفزا على طريقة طائر الحجل الذي يمشي "حنجلة"ومنه اشتقت كلمة "لعبة الحجلة" التي تمارسها الفتيات الصغيرات.الرقابة القاسية المشددة لم تقتصر على تعليمات الطبيب،بل اتسعت دائرتها لتشمل افراد الأسرة كافة،حيث ابتدأت من رأس الهرم " ام عمر" لتنتهي بآخر العنقود الغالية " لين" ولم اجد مهربا من الاذعان للاوامر العسكرية،والضبط والربط التي تعكس سلطة مطلقة وديكتاتورية ناعمة محببة.هذا العارض الصحي المؤقت حرمني من نعمة التواصل مع الناس،والمشاركة في الندوات وحضور المؤتمرات،وخاصة "اليوم العلمي المخصص للدعم النفسي والاجتماعي الذي تتلقاه الناجيات من سرطان الثدي،الذي نظمه البرنامج الاردني لسرطان الثدي،اذ انني احد المتطوعين فيه. والحقيقة ان اسعد لحظات حياتي ان استمع الى قصص التحدي والبطولة ،من لدن سيدات فاضلات،يمتلكن الارادة الفولاذية،والثقة بالنفس،وفوق كل ذلك الايمان بالله على الانتصار على هذا المرض الخبيث. ولا يوازي المي من مرارة الغياب عن هذا اليوم العلمي،الا شكري لله تعالى على السراء والضراء" وان تعدوا نعم الله لاتحصوها ".فالانسان مهما بلغ من القوة فهو محكوم بارادة الله وقضائه وقدره ـ فانا اريد وانت تريد والله يفعل مايريد ـ.فهي مشيئة الله اولا واخيرا.*ولا تقولن لشيء اني فاعل غدا الا ان يشاء الله*صدق الله العظيم
لم يمنعن حضور هذا اليوم العلمي من متابعة ما تناقلته الصحف المحلية عن مجريات هذا اليوم العلمي.ولقد استوقفني الصحفي المبدع احمد النسور من جريدة الرأي والذي تجلى ابداعه في الجرأة في فتح الملفات الطبية ذات الصبغة الاجتماعية الساخنة وعرضها بطريقة مشوقه ساعدت على تقبل المجتمع لها والبحث عن طرق العلاج والتوعية ومنها امراض الايدز ، السرطان " ، واحمد النسور يواصل مسيرة الابداع في قصته الاخبارية المنشورة على الصفحة الأولى في ملحق ابواب يوم 25 نيسان 2011 بعنوان " اللص والشنطة " ،يتحدث فيها، عن قصة نجاح " ختام ابو هنطش " في تحديها لمرض سرطان الثدي، بمساعدة ابنتها الطالبة الجامعية " وئام " .هي قصة واقعية تنطوي على الايثار والتحدي والابداع وتميزالعلاقة الحميمة والفريدة بين الام وابنتها الصغرى،وكيف تجلى حزم وتحدي وجرأه وئام في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لوالدتها وقهر المرض رغم شراسته واستعصائه، هذه هي العلاقة الانسانية في اعلى تجلياتها،في وقوف الابنة الى جانب والدتها وايصالها الى بر الامان ، حتى استعادت الأم عافيتها وعادت الى حياتها الطبيعية، بكامل حيويتها،ولياقتها النفسية، ونشاطها الاجتماعي والعملي، متسلحة بالامل والارادة القوية ،ولهذه القصة الانسانية الذي لم يرق اليها خيال كاتب سينمائي بقية،فيها من الاثارة ما يوازي قهر المرض ذاتة من ايثار وغيرية حيث تقول الابنة وئام : " بدأ شعوري وإحساسي بقيمة أمي وسعادتها وابتسامتها، يزداد يوما بعد يوم، وخاصة في محنتها، فهي عندي اهم شيء في الدنيا، فقد علمني مرضها، كيف احل مشكلاتي وحدي، وكيف اصنع ضحكة للآخرين حتى لو لم أكن أنا سعيدة، كنت انام بقربها، واعيش مشاعرها،اغفو عند نومها،واستيقظ معها،فمحنة المرض لم تقربني من امي فقط بل وحدتني معها " . ما اروع كلامك يا " وئام " ، وكم كان والداك مبدعين عندما اختاروا لك اسم " وئام " ، لتكوني الوئام النابض لهم بالحياه ، وكنت " وئام " الاسم والمسمى حتى يقال في الامثال الشعبية "الاسماء تنزل من السماء مع المولود" ، هذه الوئام الراضية المرضية، قررت تأجيل امتحاناتها الجامعية خلال الفصل الدراسي كي تتابع مراحل العلاج وخطوات الشفاء.
وئام الحانية النبيلة، لم تفارق امها للحظات ،لانها تدرك ان الامومة والابوة هما اقوى الروابط الانسانية،وهما مقدمان على كل شواغل الدنيا ومنافعها.ولاشىء يعلو التماسك الاسري في الوجود الا حب الله جل جلاله..
وبعد ،،، هذه مواقف وخبرات وتجارب كثيرة يمر فيها الانسان،تبقى خالدة في الفكر والوجدان،يفتخر بالحديث عنها ويسعد لتذكرها،لتكون عبرة ودرسا للآخرين،ومواقف سرعان ما تزول وتمحى من الذاكرة،لانها اقل من ان تنطبع في الذهن لسوء طباعتها و بؤس الانطباع عنها. هكذا هي الحياة وصاحب الحظ السعيد من يتسلح بالايمان،والارادة الصلبة، والصبرعلى المصائب، ومتابعة السباحة إلى شاطئ الأمان من دون كلل ولا ملل.
عندما كنت احضر الايام العلمية التي ينفذها البرنامج الاردني لسرطان الثدي كنت أقرأ في عيون الناجيات من مرض السرطان، وانا اتابع حديثهن المشوق المليء بالحكم والدروس الحياتية ،انهن يتسلحن بالحكمة الذهبية: " لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس " ، نعم سيدات مبدعات تحدين مرض سرطان الثدي، ويتحدثن بثقة عز نظيرها،عن قصص نجاحهن والمراحل التي عاشوها في تحدي المرض، وغمرتني مشاعر الفرحة والاعتزاز، عندما كنت اسمع من بعضهن كيف كان للزوج والأسرة والابناء الدور الكبير في رفع معنوياتهن لمواجهة المرض، ومتابعة تلقي العلاج، فالحب الحقيقي والمودة الصادقة تظهر في مثل هذه الظروف، ومن الصور النبيلة والمشرقة والتي لن تغيب عن ذاكرتي قول أحدى الناجيات بان أبناءها عندما شاهدوا أن شعر والدتهم يتساقط، قاموا بحلق رؤوسهم وتضامنا معها، وبالمقابل كم حزنت لما سمعته عن ازواج تخلوا عن زوجاتهم،فور سماعهم عن مرضهن،اذ انهم بدأوا فورا بالبحث عن " عروس جديدة " ،ولا زلت اتذكر قول احد السيدات الناجيات من المرض، امام حشد كبير من المدعوين،والذي قوبل بتصفيق كبير وإعجاب شديد " لم يهزمني قرار زوجي المتسرع او المرض وحتى عنف المجتمع فعلى العكس فان الإصابة أعطتني القوة والعزم على العمل والكفاح واحتضان أولادي والإنفاق عليهم إلى أن تخرجوا من الجامعات فضلا عن تأسيس مشروع تجاري خاص بي انفق منه على نفسي وأسرتي " ، ما أروع هذا التحدي والتصميم الذي غرس وأثمر ولم يستسلم للمرض او جحود الزوج ونكرانه الجميل.
اذا فالزواج ، والأولاد نعمه ، والنجاح نعمه، والمرض والصبر على الشدائد ومواجهتها وقهرها امتحان ونعمة،والمطلوب التسلح بمكارم الأخلاق فـ"الايمان هو الخلق ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الايمان" .والزواج عقد اجتماعي ومدرسة ايمانية وعلاقات نموذجية تشاركية تسعى للسعادة ومواجهة الظروف الطارئة التي قد تتعرض لها الأسرة، ومرض احد أفراد الأسرة يعتبر من أهم الظروف الطارئة التي يجب مواجهتها من الجميع، بتعاون ومحبة وصبر وطمانينه .
وبات من الضروري التوعية لمواجهة الوصمة الاجتماعية التي تواجه المريضات المصابات بالمرض الناجمة عن الموروثات الاجتماعية والعادات والتقاليد والصورة القاتمة الخاطئة المرسومة في أذهان بعض أفراد المجتمع عن المرض، والتي تؤثر في معنويات المصابات وتحد من شجاعتهن. في التوجه إلى المراكز الطبية المتخصصة لتلقي المشورة والعلاج ، ومن الشائعات والصور القاتمة عن سرطان الثدي بان المصابة به نهايتها الموت، وانه يصيب النساء فقط وانه مرض منفر للزوج لأنه يعرض الثدي إلى عمليات جراحية واستئصال وتشوهات و تساقط الشعر وعدم الاستمتاع الجنسي . والأنثى التي تصاب به لا يوجد فرصة أمامها للزواج بسبب تأثير العلاج الكيماوي والإشعاعي على الإنجاب .وانه مرض معدٍ ، يبعد بعض الناس عن اسر المصابات خوفا من عوامل الوراثة،وان المريضة بحاجة إلى الرعاية الدائمة والشفقة والدعاء الدائم لها بالشفاء . لهذا نجد كثيرا من المصابات ينعزلن عن الأقارب. ويخشين فقدان الزوج وتعرض الأسرة للانهيار.
ولمواجهة هذه المعتقدات الخاطئة حول مرض سرطان الثدي ننطلق من الحقائق العلمية التي تبين أن الشفاء من المرض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرحلة اكتشافه؛ والأردن حقق نجاحات كبيرة في مجال العلاج وتوفير الأجهزة والطواقم الطبية المتخصصة في علاج سرطان الثدي حيث تتجاوز فرص الشفاء (90 % ) في بدايات اكتشاف المرض ، وهذا المرض مثل باقي الأمراض، يصيب كافة فئات المجتمع رجالا أو نساء ، والتعاون والتكاتف المشترك وتقبل الأزواج للمرض أفضل سلاح يساعد الزوجة على قهر المرض ، فالأزواج اكبر سند وعون للأزواج في حال الإصابة بالمرض، وسؤال يجول في خاطري لو تعرض الزوج الى الاصابة في السرطان هل ستتخلى الزوجه عنه او النفور منه اوتتنكرللعشرة، والعلاقات الجميلة بينهما؟!.
مسك الكلام ،،، تحية اعجاب وتقدير لاسرة البرنامج الاردني لسرطان الثدي على هذه الجهود المثمرة في عقد مثل هذه الايام العلمية والنشاطات التوعية لتحفيز المجتمع لمواجهة المرض وتشجيعه لاجراء الفحوصات الطبية للتأكد من خلو الجسم من المرض وتوفير وسائل العلاج والوقاية ، ولنتذكر بان قهر المرض والشفاء منه يتم من خلال تكاثف جميع أفراد الأسرة، فالمصابة بالمرض لا تعاني من المرض ومضاعفاته ، ولكنها تعاني من النظرة الاجتماعية الخاطئة للمرض، فلنتعاون لمواجهة هذه الموروثات التي تظلم المرض والمريضات ، وتحول صراع المريضة من صراع مع المرض الى صراع مع المجتمع ، فلنتق الله.ورفقا بالقوارير كما قال رسولنا العظيم عليه افضل الصلاة والتسليم.
ohok1960@yahoo.com

اكاديمي ، تخصص علم اجتماع ، متطوع في البرنامج الاردني لسرطان الثدي





  • 1 abdallah o k 28-04-2011 | 04:09 PM

    اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين وامنحهم الصبر والتحمل الهم آمين


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :