facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ظاهرة العدوى .. المنطقة العربية نموذجا


د. هايل ودعان الدعجة
17-05-2011 04:20 PM

عرفت الادبيات السياسية ما يسمى بظاهرة العدوى او الانتشار ، التي تفترض إن التحول القيمي ( الديمقراطي ، الانساني .. ) الناجح في دولة ما يشجع على التحول في دولة أو دول أخرى، إما لأنها جميعاً تواجه مشكلات متشابهة ، أو لأن هذا التحول يمثل حلاً لهذه المشكلات. فالتأثر بمنجزات الآخرين، وإثارة الحمية والحماسة لمحاكاة ما أنجزوه، كان دائماً عنصراً حاضراً في العلاقات بين الدول والشعوب، خاصة تلك التي يجمعها الإقليم نفسه، أو الخلفية الحضارية والثقافية ذاتها. إن هذا التأثير غير المباشر، والقادم من البيئة الخارجية، لا يتجه إلى الحكومات بقدر ما يتجه إلى الشعوب والى الفئات الشعبية المتطلعة للحرية والديمقراطية وتحسين مستوى معيشتها، فيعمل على إثارة مشاعر الحماسة والغيرة ، لتتساءل أعداد وفئات متزايدة من المواطنين : لماذا لا يحدث في بلادنا ما يحدث عند غيرنا من تغيرات وتطورات؟ .وما الاحداث والثورات الشعبية التي شهدتها المنطقة العربية منذ مطلع العام الحالي ، والمطالبة بالحرية والديمقراطية والاصلاح السياسي والاقتصادي والقيمي وتفعيل القوانين والتشريعات الناظمة لحقوق الانسان وتحسين مستوى معيشته ، كما هو الحال في الثورات الشعبية التي شهدتها مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين وسوريا ، الا الدليل الواضح على اثر ظاهرة العدوى وانتشارها بالمنطقة بشكل لافت وسريع ، وذلك في ظل تأثير ثورة الاتصالات والمعلومات العالمية، والعولمة الإعلامية والثقافية. فالثورة التكنولوجية المعاصرة في مجال المعلومات والاتصالات والأعلام، وما حققته من نمو هائل في نظام التواصل العالمي من خلال الأقمار الصناعية وشبكات الكمبيوتر والإنترنت وغيرها، شكلت عملية نشطة لتكوين بنية أساسية حديثة لعالم موحد وصغير، إلى الحد الذي جعل العالم أشبه ما يكون بقرية كونية . بحيث أضحى بإمكان المجتمعات المختلفة أن تطلع على مجريات الأحداث في كل منها ، مهما كان موقعها الجغرافي في الوقت نفسه تقريباً. وأضحى بإمكان المواطن العربي أن يشاهد بسهولة ما يجري حوله في دول الجوار من ثورات شعبية. في تأكيد على ان ظاهرة العدوى تكون اقرب للحدوث بين المجتمعات المتقاربة جغرافياً والمتشابهة ثقافياً.

كذلك فقد حرمت الحكومات التسلطية من ميزة احتكار المعلومات، وأصبح من المتعذر عليها حجب هذه المعلومات عن شعوبها فيما يتعلق بنضال الشعوب الأخرى من أجل الحرية والديمقراطية. كل ذلك بسبب ظاهرة عالمية الاتصال، وما تجسده من نقلة نوعية في اتجاه عبور الحدود بين الدول والقوميات، والتأثير المباشر على الرأي العام في العديد من الدول في وقت واحد، فما يعيشه العالم من تقارب معلوماتي وتكنولوجي وسهولة في وصول الخبر والصورة ساهم في تنامي هذه الظاهرة ، التي سبق وان اصابت اعراضها دول اوروبا الشرقية اثر انهيار الاتحاد السوفيتي ، حيث أجتاح مد التحول الديمقراطي هذه الدول بأكملها تقريبا . فقد أشار السياسي الأمريكي" صامويل هانتنجتون" إلى ما قاله أحد الاعلاميين المصريين ، بأنه لا مفر من الديمقراطية الآن، فكل هذه الأنظمة العربية لا خيار أمامها إلا أن تنال ثقة شعوبها وترضخ للخيار الشعبي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :