في البدء, أود الإشارة إلى حقيقة يعرفها صحفيين كثر. وهي أني عملت منذ عام 1989 مع ما يزيد عن ستة رؤساء مجالس نيابيه وثلاثة رؤساء مجالس أعيان لم امتدح أيا منهم ولم اكتب مقالا واحدا يؤيدهم سوى مقال يتيم عن دولة الأستاذ طاهر المصري مع انه يستحق المئات من المقالات وها أنا اليوم أعود واكتب عن رجل ليس كالرجال وكما يقول البدو (قليله أمثاله)

فانا اكتب الآن ليس من اجل مكسب أو نفاق فلو كان هدفي كذلك لكتبت عن أشخاص كانوا يغدقون على من يمجدونهم و يبجلونهم بالعطايا والهبات والعقود المرتفعة والمناصب العليا فلو إني من هؤلاء لكنت حظيت على الأقل بعقد يتجاوز الآف دينار منذ سنين خلت ولكن من حق الناس علينا أن نقدم شهادتنا للأجيال عن كل الأشخاص الذين هم بسوية فيصل الفايز وطاهر المصري كمأتم تسجيل الشهادات بحق وصفي و هزاع والشريف عبد الحميد شرف لعل وعسى أن يحذو المسؤولون في بلدنا حذو هؤلاء الكوكبة الذين حتما سيخلدهم التاريخ على صحائف من ذهب.

أعود إلى الموضوع فأقول انه على خلاف كل المسؤولين لا تشعر وأنت أمام فيصل الفايز وزير البلاط الملكي الهاشمي الأسبق ورئيس الوزراء الأسبق والنائب ورئيس مجلس النواب الحالي إلا بأنك أمام رجل عظيم وكبير في أخلاقه وأدائه وسلوكه وبنفس الوقت تشعر بأنك أمام رجل دولة من طراز خاص, مواطن برتبة رجل دولة, يشعرك وكأنك تعرفه منذ عقود وليس لحظات فا لابتسامه لا تفارق محياه في أي وقت وحتى لو كان في ظروف صعبه فان ابتسامته العريضة تعطيك الطمأنينة والارتياح ولا تملك إلا أن تحترمه وتجله

الفايز ورث الزعامة كابرا عن كابر كيف لا وهو شيخ قبيلة بني صخر والتي تعد من اكبر القبائل الأردنية وهو الذي رافق عميد أل البيت الأطهار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وحاز على ثقة جلالته في أكثر من موقع ومهمة وكان دائما مثال الجندي المخلص لوطنه ومليكه عندما كان في العمل الرسمي أو خارجه

(وعلى الرغم من امتلاكه لكل هذه الصفات والميزات فقد أصر منذ فوزه برئاسة مجلس النواب على عدم استخدام ميزات رئيس المجلس الكثيرة فلم يستخدم المصعد الخاص بالرئيس وأصر على استخدام الدرج الذي يستخدمه جميع الموظفين والمواطنين ولم يقبل فلسا واحدا من المخصصات التي تصرف عادة لمكتب الرئيس ورفض صرفها لمكتبه وأمر بصرفها لمن يستحقها .

مارس قولا وفعلا مقولة الباب المفتوح فهو يستقبل المواطنين والموظفين ويستمع إلى أوجاعهم ويحاول جاهدا تضميدها وصار منظر الرئيس وهو يقف مع مواطن بسيط صاحب حاجه في باحة المجلس عند دخوله أو خروجه منظرا مألوفا وعاديا مثلما صار مرور دولة الرئيس في أي ممر أو كرادور في المجلس يصافح الموظفين ويلقي عليهم التحية أمرا عاديا ومتكررا مما حفز الموظفين للعمل بأمل وتفاؤل و نشاط ومعنوية عاليه

لقد اثبت فيصل الفايز للقاصي والداني انه رجل دوله بحق قاد مجلس النواب السادس عشر على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة والأردن بكل كفاءة واقتدار ووقف على مسافة واحده من جميع السادة النواب لم يحابي أحدا على حساب الآخر ولم يمارس فسادا أو محسوبية في التعيينات والسفرات وغيرها وإنما كان يمارس صلاحياته كرئيس للمجلس بكل مهنيه وأمانه واستقامة فكان حازما في المواقف الوطنية وكان رؤوفا عطوفا على كل محتاج ولم يصد طالب حاجه قط

طبق مبدأ الإمارة والتجارة لا يجتمعان تطبيقا دقيقا وكان ناجحا بكل المقاييس فلم يسجل عليه أي موقف سلبي أو مخالفه أو فساد طيلة حياته وكان هاجسه دائما الوطن والمليك وكما يقول هو نفسه أنا ليس لدي أجندة خاصة فأجندتي هي أجندة الوطن والملك ولا شيء غير ذلك وهذا ما تؤكده أفعاله وأقواله ويؤكده مريدوه ومحبوه مثلما يؤكده خصومه إن وجدوا
مجمل القول فان أبا غيث مواطن برتبة رجل دولة لم تغيره المواقع المؤثرة التي تقلدها, فكان يزيدها تألقا وحضورا بإنسانيته وحبه لوطنه ومليكه.