فغض الطرف انك من غير
فلا كعباً بلغت ولا كلابا

من لا يعرف من هم الاردنيون , فأقول له بأننا من اليبوسيين
( القبائل العربية ) التي جاءت من شرق الجزيرة العربية منذ ستة الاف عام وقطنت في ربوع الاردن وفلسطين , وحفدة الأنباط الذين سادوا المنطقة وكانت لهم دولة مترامية الأطراف منذ آلا ف السنين وعاصمتها البتراء .

نحن الغساسنة الذين سكنوا بلاد الشام منذ آلاف السنيين ونحن العرب الذين خرجنا من الجزيرة العربية للفتح الأسلامي في بلاد الشام مع أبناء عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وأبو عبيدة عامر بن الجراح (أمين هذه الأمة) وشرحبيل بن حسنة وغيرهم من الصحابة .

وإننا من بلاد الشام وجنوب سوريا الكبرى حيث كانت دمشق عاصمة الأمويين وكان خلفاؤهم يحضرون للتمتع والصيد في جنات الأردن وغاباته وينعمون بالطقس الجميل والهواء العليل والبيئة النظيفة .
ونحن أيضاً أحفاد صلاح الدين الأيوبي .

إن الشعب الأردني شعب عربي أصيل وحدوي لايعترف بالتقسيم الذي فرضه الاستعمار, كسايكس بيكو ولا يؤمن بفك الأرتباط ويؤمن ببلاد العرب أوطاني .

لقد هب الأردنيون منذ نصف قرن ونيف للذهاب للجزيرة العربية مصداقاً للآية الكريمة على لسان إبراهيم عليه السلام :
بسم الله الرحمن الرحيم
" ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ,ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "

جاءوا بكل كفاءاتهم من أطباء ومهندسين ومدرسين وإداريين لأقامة البنية التحتية والعمران وتطور البلدان من منطلق قومي بحت , كما قامت جحافل الادارة لتدريب الكوادر هناك على كل أنواع الأعمال , وذهب المدرسون لنشر العلم والمعرفة في أرجاء المناطق .

سارت الأمور بشكل جيد ومنتظم ولم تحصل حوادث تذكر ولكنني أذكر مرة أن جاء المدرسون يشكون الى وصفي التل رحمه الله بأنهم لايعاملون معاملة طيبة ولا ينصفون كباقي المدرسين من الأقطار الأخرى حيث لا بواكي لهم ولا تدعمهم حكوماتهم وسفاراتهم وزمجر وصفي وهدد بسحب جميع المدرسيين وعودتهم لبلدهم لتوزيعهم لبلدان أخرى مما أسفر عن حل مشكلتهم وإنصافهم .

وأما ما قيل بأن الأردن لا ينبت به عود أخضر فإن ذلك أساءة لنا حيث كانت معسكرات الحسين في الصيف تضم الطلاب من المدارس لتعليمهم الأنتماء والألتصاق بالأرض والشجرة ويقومون بزراعة الأشجار على جوانب الطرقات وتكثيف الغابات .

وعن ذكر وصفي كان يقول لو بقيت رئيسا للوزراء عشر سنوات لاستطعت إقامة مشاريع في هذا البلد مما يدر الدخل عيها بأستمرار دون حاجتنا لأحد من الخارج وإنني يجب مقاومة مراكز القوى حيث يوجد في البلد عدة حكومات غير حكومتي مع العلم بأنه كان أقوى رئيس وزراء جاء للأردن منذ فترات طويلة وكان نظيفاً منتمياً عربياً أصيلاً .

وعلى ذكر الرجال أيضاً تقدم المرحوم شمس الدين سامي وهو من الشراكس الأشواس المنتمين والمحببين لهذا الوطن وتقدم الى رئيس الوزراء آنذاك المرحوم ابراهيم هاشم وقال له يجب تخفيف النفقات وتبدأ بتخفيض راتبك حيث إنك تتقاضى 36 جنيهاً بالشهر وهذا يساوي ثمن أربعة بيادر شعير .

لقد كان الأردن يكتفي بزراعة الحبوب والخضراوات ولا يستورد شيئاً كما لا يستورد اللحوم ومشتقات الألبان .

أما مشكلتنا الأقتصادية فهي المديونية التي تبلغ خمسة عشر بليون دولار ولدينا عجز سنوي مقداره بليوناً واحداً , فإذا تكاتف الجميع وأصبحت لدينا حكومات منتمية تعمل للصالح العام وتنشىء دولة المؤسسات والقانون ويتعاون القطاع العام والخاص ويحاربون الفساد و المفسدين ويطورون الموارد الطبيعية من بوتاس وأملاح وفوسفات ويورانيوم وغيره ويشجعون السياحة العلاجية والتاريخية والطبيعية ويخفضون النفقات ويكتفون بالضرورات ويضعون الرجل المناسب في المكان المناسب ويحافظون على البيئة ويشجعون الأنتماء فإننا قطعاً سنبني بلداً نموذجياً يسر الصديق ويغيظ العدى .

لقد آن الآوان أن نحمي بلدنا ولا نقبل أن يعيرنا أحد لظروفنا الأقتصادية الصعبة التي تمر علينا في هذه الفترات فإننا قادرون على تجاوز المحنة وتخطي الصعاب .

الدكتور المهندس سامي الرشيد
Dr.sami.alrashid@gmail.com