رئيس الجامعة الأردنية نذير عبيدات: رؤية استثنائية لتطوير التعليم
د. عبدالله حسين العزام
05-03-2025 02:26 AM
حققت الجامعة الأردنية برئاسة الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، تحولًا فريداً ونوعياً في مسيرتها الأكاديمية والإدارية، حيث تمكّن من وضع بصمته كرئيسٍ استثنائي يعمل بجدّية لتعزيز مكانة الجامعة محلياً وعربياً وعالمياً.
تميّزت فترته بإطلاق مبادرات طموحة تركز على تطوير البرامج الأكاديمية، والارتقاء بجودة التعليم، وتعزيز التفاعل مع الطلبة والمجتمع المحلي، مما جعل الجامعة تحتل موقعاً متقدماً في التصنيفات العالمية.
أدرك د. عبيدات أن تطوير البرامج الأكاديمية هو أساس التميز الجامعي، فقام بإعادة هيكلة الخطط الدراسية لتواكب متطلبات العصر وسوق العمل. تحت إشرافه، أُطلقت برامجٌ مبتكرةٌ في مجالات عدة مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والطاقة المتجددة، وريادة الأعمال والخدمة المجتمعية والمبادرات مع التركيز على التخصصات البينية التي تجمع بين العلوم الإنسانية والتكنولوجيا، كما حرص على تعزيز الشراكات مع جامعات عالمية مرموقة، مما سمح بتبادل الخبرات وتحديث المناهج وفق المعايير الدولية الرصينة.
لم يكن دخول الجامعة الأردنية إلى التصنيفات العالمية مثل تصنيف QS والتايمز للتعليم العالي وليد الصدفة، بل جاء نتيجة استراتيجية واضحة قادها د. عبيدات. من أبرز محاور هذه الاستراتيجية:
- تعزيز البحث العلمي عبر توفير الدعم للمشاريع البحثية ونشر الأوراق العلمية في مجلات مُحكّمة.
- جذب كفاءات أكاديمية دولية، ورفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس.
- تطوير البنية التحتية التكنولوجية والمختبرات العلمية والقاعات التدريسية الذكية.
- زيادة نسبة الطلبة الدوليين، مما عزّز التنوع الثقافي والاتصال النوعي بين الطلبة داخل الحرم الجامعي.
علاوة على ذلك حرص أ.د. عبيدات على أن تكون الخطط الدراسية مرنة وقابلة للتطوير، مع الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية فتم إدخال مساقات جديدة في الثقافة الوطنية المحدثة وريادة الأعمال، والمهارات الرقمية، والإعلام الرقمي والمواطنة العالمية، إلى جانب تعزيز التعلم التجريبي عبر مشاريع ميدانية وشراكات مع القطاع الخاص.
كما أطلق مبادرات لدعم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير منح دراسية للتميّز الأكاديمي علاوة على دعم الطالب الفقير مؤكداً بأن ما يهم الجامعة بناءاً الإنسان بعض النظر عن ملاءته المالية وتم ذلك عبر عدة سياسات منها، تقسيط الرسوم الجامعية، والسماح للطلبة الالتحاق بالدراسة دون دفع الرسوم المالية وإلى حين نتائج المنح والقروض الطلابية من وزارة التعليم العالي، علاوة على دعم صندوق الطالب ورعايته بشكل شخصي باستمرار.
تميّز د. عبيدات بقيادةٍ قريبة من الطلبة، من خلال جولاته الميدانية المكثفة التي تسمع صوتهم وتستجيب لتطلعاتهم عبر إنشاء لقاءات حوارية مثل رئيس الجامعة يلتقي طلبته، وفتح قنوات اتصال مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أولى اهتماماً خاصاً لخدمات الدعم النفسي والأكاديمي، وأنشأ مراكز متخصصة لمساعدة الطلبة في التوجيه الوظيفي وبناء المهارات، مؤكداً على مقولة على أن الإداري الناجح هو من يتقن فن الإتصال مع الآخرين وإتاحة قنوات التواصل على مدار الساعة من خلال وحدات الإعلام والعلاقات العامة ومكاتب نواب الرئيس والمعنيين من العاملين في عمادة شؤون الطلبة.
لم يقتصر دور الجامعة تحت قيادته على الجانب الأكاديمي، بل امتد ليكون شريكاً فاعلاً في تنمية المجتمع عبر مبادرات مثل:
- تنظيم مؤتمرات علمية مفتوحة للجمهور.
- تقديم استشارات مجانية للمؤسسات المحلية.
- إطلاق حملات توعوية في الصحة والبيئة.
- تعزيز التعاون مع المدارس الحكومية لرفع مستوى التعليم الأساسي.
- تعزيز المشاركة السياسية بين الطلبة وتعزيز النشاط السياسي داخل الحرم الجامعي امتثالاً إلى مشروع الدولة الوطني في التحديث السياسي بمساراته الثلاث السياسية والإقتصادية والإدارية.
يؤمن د. عبيدات بأن التطوير عملية مستمرة لا تتوقف، لذا يعمل على تحويل الجامعة إلى نموذج للـجامعة الذكية من خلال توظيف التكنولوجيا في الإدارة والتعليم والمساقات الدراسية، مع التركيز على الاستدامة البيئية عبر مشاريع الطاقة النظيفة وتبني معايير المباني الخضراء.
ختاماً أ.د نذير عبيدات الرئيس والطبيب برؤيته الثاقبة ونهجه الإنساني الدؤوب، نجح في جعل الجامعة الأردنية منارةً للعلم تتماشى مع العصر، دون أن تفقد ارتباطها بقيم المجتمع وقيم الدولة الوطنية، ونجح في بناء خريجين منتمين للوطن وقيادته متفانين بالعمل الوطني ومشاركين فيه معتزين بمناسباته الوطنية وإنجازاته المتواصلة، ولقد أثبتت مسيرته أن القيادة الواعية قادرة على صنع الفرق، وتحويل التحديات إلى فرصٍ لتحقيق الإنجازات، وهكذا، يصبح د. عبيدات نموذجاً لرئيس الجامعة الذي يجمع بين العقلية الاستراتيجية والقلب الإنساني، ليرسم مستقبلاً مشرقاً لأكبر صرح تعليمي في الأردن.