عمون - نظم برنامج الصحافة في معهد الدوحة للدراسات العليا، الثلاثاء 15 أبريل 2025، ندوة نقاشية حول "معنى الأخبار عند العرب: دراسات في الثقافة الإخبارية في البيئة الرقمية". أقيمت الندوة في مقر المعهد، وقد أعلن المشاركون في ختامها عن إطلاق أول مجموعة بحثية عربية متخصصة ببحوث الثقافة الإخبارية في السياق العربي.

وفي افتتاح الندوة قالت د. أمل غزال عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في المعهد إن هذه الندوة تأتي ضمن فلسفة المعهد في دعم وخدمة البحوث العلمية المرتبطة بالسياق العربي، وتشجيع المبادرات البحثية الجماعية وتحديدًا العابرة للتخصصات في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

من جانبه قال د. باسم الطويسي رئيس برنامج الصحافة في المعهد إن الندوة تشتمل على مناقشة 11 بحثًا أكاديميًّا سوف تصدر في كتاب، موضحًا أهمية بحوث الثقافة الإخبارية في العالم العربي حيث أصبحت المنطقة العربية الأكثر إنتاجًا للأخبار في العقود الأخيرة والأكثر تأثرًا بالأخبار، ولهذا تركز الندوة على دراسة ثقافة الأخبار من نواحي الإنتاج والاستهلاك والتوزيع والتأثير.

واشتملت الندوة على ثلاث جلسات نقاشية سلطت الضوء على موضوعات الثقافة الإخبارية، البيئة الرقمية، صناعة الأخبار، التحولات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، بمشاركة باحثين من قطر ومصر والأردن وفلسطين ولبنان وتونس والمغرب والإمارات العربية.

وحسب الورقة الخلفية للندوة يشير مفهوم ثقافة الإعلام إلى المعتقدات والممارسات والقيم المشركة التي تنشأ حول استهلاك وإنتاج وتوزيع منتجات وسائل الإعلام، وهي تشمل أشكالًا مختلفة من وسائل الإعلام، بما في ذلك التلفزيون، والأفلام، والراديو، والمطبوعات، والوسائط الرقمية، وتبحث الثقافة الإعلامية في الطرق التي تتبادل فيها وسائل الإعلام التأثير مع المجتمع. وتشير الثقافة الإعلامية، في المجمل، إلى فهمنا للإعلام والمجتمع والعلاقة بينها، وهو ما يتطلب منظورًا متعدد التخصصات وعابرًا لها، في سياق العلوم الاجتماعية والإنسانية.

في الجلسة النقاشية الأولى التي أدارها، د. عبد الرحمن الشامي من جامعة قطر، تناول د. الصادق الحمامي من جامعة منوبة، تونس، ونصر الدين اللواتي من جامعة غرونوبل بفرنسا، موضوعًا تحت عنوان: "أبستمولوجيا الأخبار في السياقات الانتقالية العربية" وتطرق الباحثان في عرضهما إلى إشكالية دراسة الأخبار في السياق العربي من منظورات إبستمولوجية ونظرية. فيما تطرق د. بسام البطوش من جامعة الأمير الحسين التقنية، الأردن، إلى موضوع بعنوان: "الأخبار والتأريخ العربي، نظرة في المنهجيات والسرديات" محاولًا فهم العلاقة بين الأخبار والتدوين التاريخي، انطلاقا من نشأة تدوين التاريخ العربي إلى التأريخ المعاصر في الزمن الرقمي.

بعد ذلك ناقش د. محمد عبد الوهاب من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالمغرب، ورقة بحثية حول الثقافة الإخبارية والإصلاح الديمقراطي في العالم العربي، شارحًا العلاقة بين ثقافة الأخبار والإصلاح الديمقراطي في العالم العربي، ومشيرًا إلى دورها الحيوي في دعم التحولات السياسية. لتختتم الجلسة الأولى بمداخلة للدكتور بسام عويضة من جامعة بيرزيت، فلسطين، تناول فيها "تحولات قيم الأخبار في القنوات الإخبارية العربية في البيئة الرقمية".

كما شهدت الجلسة النقاشية الثانية، التي أدارتها د. سالي حمود، من الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، في لبنان، مداخلة بعنوان: "خطابات منقسمة: كيف تعيد الأصوات المتنافسة تشكيل الثقافة الإخبارية على منصة إكس" من تقديم د. مصطفى شحاتة، جامعة المنوفية، مصر، حيث تناول فيها تطور ثقافة الأخبار الرقمية في سوريا ما بعد الأسد، مع التركيز على إنتاج واستهلاك القصص الصحفية على منصة إكس.

أما د. ميرال صبري، عميدة كلية الإعلام والاتصال، جامعة شرق لندن - فرع القاهرة، فقدّمت دراسة حالة حول سياسات التغطية الإعلامية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في غرف الأخبار العربية: حرب غزة 2023. وناقشت ميرال الأطر المؤسسية والسياسات التحريرية وعمليات اتخاذ القرار التي تؤثر في تغطية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني داخل غرف الأخبار العربية. فيما تناول د. عبد الرحمن الشامي من جامعة قطر، ورقة ناقش فيها صناعة الأخبار العربية في البيئة الرقمية: التجديد في أساليب التعرض والتلقي، محاولًا سبر بيئة الأخبار العربية في بيئة الاتصال والتواصل الرقمي، ومنصات التوزيع وأساليب التلقي، وتقصي التحديات المتنامية التي تفرضها على وسائل الإعلام التقليدية العربية.

عقب ذلك مداخلة لرئيس برنامج الصحافة الدكتور باسم الطويسي، حول الإرهاق الإخباري: أدلة من تغطية العالم العربي. وطرح الطويسي خلال مداخلته سؤالينِ أساسيين هما: ما سِماتُ الإرهاقِ الإخباريِّ في السياقِ العربي من خلال فحص المضمون الإخباري؟ وما العوامل المهنية التي تدفع نحو تفاقم ظاهرة الإرهاق الإخباريّ؟.

وفي الجلسة الثالثة والأخيرة، التي أدراها د. الصادق الحمامي من جامعة منوبة في تونس، قدّم أحمد الجودي أستاذ مشارك في دراسات الإعلام والاتصال، جامعة أوريبرو، السويد، مداخلة ناقش فيها رقمنة ثقافة الأخبار: دور الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، من خلال دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على إنتاج الأخبار في ثلاث مؤسسات إعلامية بارزة.

أما د. وليد السقاف من معهد الدوحة للدراسات العليا، فتطرق إلى موضوع بعنوان: الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار العربية: نظرة أولية. واستكشف السقاف واقع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار العربية عبر مراجعة الأدبيات المتاحة. لتختتم الندوة بورقة حول التحولات التكنولوجية وإعادة تشكيل عادات استهلاك الأخبار في العالم العربي من تقديم د. سالي حمودي، الجامعة اللبنانية، لبنان.