أمين عام وزارة الثقافة، سمعت عن سيرته العطرة أول مرة يوم استفاد من خردة حديد من بقايا بناء مجلس النواب في تعمير جزء من ساحة المكتبة الوطنية. يومها عرفت أن هذا الرجل قلبه على وطنه، وتتالت الأخبار الزكية عنه، وعرفت أنه صاحب عطاء لا ينضب وقلب عامر بالحب والعطاء، وأنه أكبر بكثير من الكرسي الذي يجلس عليه. ولمست تواضعه وأنه رجل تنفيذ، يعني ما يقول ينفذ كلامه.

ولقد عرفت أن للأخ الفاضل عبد الله توفيق كنعان، أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، دورًا مبكرًا في اكتشاف مواهب وعطاء الدكتور نضال يوم استعان به لأول مرة.. وقد تشرفت قبل أسبوعين بحضور افتتاح مؤتمر دولي ناجح عن المخطوطات حضرته 18 دولة وعقدته المكتبة الوطنية، ونجح هذا المؤتمر نجاحًا كبيرًا. كنت ألاحظ الدكتور نضال وهو يصول ويجول وبتركيز شديد وحضور كان يملأ كل متر في أرجاء المكان.

ومثل هذا الإخراج والتنفيذ يحتاج إلى اتحاد الجامعات وأكبر من جهد المكتبة الوطنية، ولا شك أن البيئة بيئة عمل وأن الوزير متعاون وأنه من النوع الذي لا يخاف أن يظهر جهد مدير في الوزارة، بل إنه من النوع الذي يدعم الكفاءات العلمية الوطنية. هنيئًا لنا بهذه النوعية من الأمناء والوزراء.

أقول هذا لأن هذا الواقع محى من ذاكرتي شكوى وزير ثقافة لي وأنا في مكتبه يوم قال إن الأمين العام لم يداوم والساعة كانت تجاوزت العاشرة. أهلًا بالروح الوطنية وأهلًا بالعطاء وأهلًا بالكفاءات والمتواضعين والمحترمين وأصحاب الأبواب المفتوحة والذين يصرفون كل ثانية في سبيل المصلحة العامة.. إنهم يعطون الوطن شيئًا من روحهم، هذه العبارة التي قالتها زوجة نيلسون مانديلا وجعلتها عنوانًا لكتابها الموسوم بـ "شيء من روحي".