facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. الدور والرسالة (٢)


د. محمد ناجي عمايرة
06-05-2025 09:56 AM

الأيام والمناسبات الوطنية متصلة منذ اذار الماضي حيث تعريب قيادة الجيش ويوم الكرامة ويوم الام والمعلم والى ايار حيث يوم الخامس والعشرين منه يوم الاستقلال والحرية والانعتاق من قيود الانتداب البريطاني ؛والى حزيران حيث يوم الجيش العربي وذكرى انطلاق النهضة والثورة العربية الكبرى .

والشعب الاردني يحيي باعتزاز هذه المناسبات الوطنية والقومية و يعبر عن تقديره للجهود الكبيرة والتضحيات الجسام التي قدمها الآباء والاجداد منذ قيام الدولة الاردنية المعاصرة في هذا الحمى العربي في اوائل العام ١٩٢١ مع وصول الامير الهاشمي عبد الله بن الحسين بن علي الى معان ليكون الاردن منطلقا لرسالة الوحدة والحرية والنهضة و تعزيزا للمبادئ والقيم العربية والاسلامية والانسانية السامية كما اشرنا في المقالة السابقة.

وهذه المناسبات الوطنية هي محطات نتوقف فيها لكي نتامل ونقيم المنجزات الوطنية والحضارية ونعمل على ادامتها وتعظيمها ، بهمم الرجال وارادة النشامى وعزم الشباب وحكمة الشيوخ وباصرارهم على ان يكون هذا الوطن موئلا للانسان العربي وقاعدة عمل دؤوب من اجل الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية.

لقد كانت الفترة بين عام ١٩٢١ وعام ١٩٤٦ مسيرة عمل وبناء وترسيخ لأسس الدولة الأردنية ومرتكزاتها وتعزيز روابطها بعمقها العربي وتاكيد انتماء شعبها الى امته العربية والاسلامية.

وهكذا كإن إعلان تاسيس الدولة في العشرينات بقيادة الامير عبد الله الاول تعبيرا عن طموح شعبنا الى استئناف مسيرته الوطنية وتوحيد جهود ابنائه في اطار كيان سياسي واحد رفضا للتجزئة وتطلعا الى تحقيق اماني العرب القومية في التحرر والاستقلال والوحدة وهي الاهداف التي لم تغب أبدا عن ذهن القيادة الهاشمية ،سواء من خلال مشروع "وحدة سوريا الكبرى " او من خلال الجامعة العربية او فكرة التعاون والتضامن الاسلامي وهي حلقات مترابطة يعزز بعضها بعضا ، وان ظلت قوى الشد العكسي موجودة دائما والتحديات الداخلية والخارجية قائمة وخصوصا منذ نشوء الكيان الصهيوني في فلسطين بدعم الدول الاوروبية والولايات المتحدة عام ١٩٤٨ م.

ولا شك ان المسيرة قد شهدت مراحل مختلفة بعضها نهوض ونمو وتقدم وبعضها انحسار او توقف ، و هذه هي طبيعة الحركات الوطنية ومسيرة الدول . ولكن شعبنا ودولتنا الفتية لم تكن تركن الى القبول بالامر الواقع او الاستسلام الى الياس او التوقف عن العمل.

ولم تكن كثرة التحديات وشدتها وقلة الموارد الطبيعية للدولة قادرة على كسر الارادة او إيقاف المسيرة الوطنية او عزل الاردن عن أمته العربية.

لقد شهدت هذه المسيرة اشتداد الصراع العربي الصهيوني ومخاطر المشروع الصهيوني على الامة ، وعلى فلسطين والمقدسات الاسلامية والمسيحية وكانت محطات هذا الصراع تشهد انكسارات كثيرة عام ١٩٤٨ وعام ١٩٦٧ نكبة ونكسة وحروبا ممتدة ، الا ان ارادة الامة لم تهزم وقدرتها على المقاومة لم تضعف ، .على الرغم من كثرة المشاريع والمخططات الاستعمارية التي اعدتها سلطة الاحتلال بدعم من الدول الاوروبية واميركا وعملت على تنفيذها بقوة المال والسلاح لتثبيت الوجود الاستيطاني الصهيوني وايصاله الى بر الامان على حساب الشعب الفلسطيني وارضه وحقوقه الوطنية وبالضد من ارادته ومصالحه وحريته واستقلاله .و عملا على كسر ارادة الامة العربية والاسلامية في التحرر والاستقلال والوحدة والتقدم .

لقد ظلت قضية فلسطين دائما قضية الاردن المركزية واهتمامه الاول على الرغم من كل المحاولات التي ما زالت مستمرة لثني الاردن قيادة وحكومة وشعبا عن هذا الموقف و ضرب هذه الارادة الوطنية والقومية .

اعود الى القول ان المشروع الوطني الذي قامت عليه الدولة الاردنية المعاصرة لم يكن يوما بمعزل عن الرسالة القومية او نكوصا عن اماني الأمة في الحرية والوحدة والسيادة والاستقلال بل تاكيدا على وجود الاردن في اطاره العربي والاسلامي والانساني .

وعلى هذا فان التحرك السياس والدبلوماسي الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني منذ عدة اشهر والذي هو موضع التقدير والاعتزاز يستهدف اولا وقبل كل شيء تشكيل قوى ضغط دولية لإيقاف العدوان الصهيوني الاجرامي المتوحش على الشعب الفلسطيني في كل فلسطين وخاصة في قطاع غزة وهو ادراك عملي لواجبنا القومي ، وتاكيد لدورنا وحضورنا الراسخ والدائم في الاطار العربي والاسلامي والدولي ، والتزام لا يتزعزع بقضايا الأمة واهدافها،

ولا شك ان الموقف الرسمي الأردني هو تعبير واضح عن ارادة الشعب الأردني ومواقفه النبيلة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق بلا تردد ولا تحفظ .وهو رفض صارم للمخططات المشبوهة التي يسعى لها الاحتلال الاسرائيلي في غزة والضفة الفلسطينية في محاولة يائسة لتفريغ الارض الفلسطينية من السكان وتنفيذ مشروعات التهجير القسري لتحقيق المطامع الصهيونية المتصاعدة .

وهذه المواقف الأردنية الصلبة تأتي في طليعة الجهود العربية والإسلامية لإنهاء العدوان الاسرائيلي المدعوم اوروبيا وأميركيا والذي يواصل عمليات الإبادة و سياسة الارض المحروقة في كل فلسطين المحتلة .

ولهذا ياتي العمل على تعزيز الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية و رفض اي محاولة للمس بالأمن الوطني الأردني الذي هو اساس منعة الوطن وتقدمه ونهضته ، وهو لا يتجزأ عن الامن القومي العربي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :