في تراث الطفيلة الشفوي ان جلالة المرحوم الملك الحسين- طيب الله ثراه - قد توقف في بلدة القادسية في ستينيات القرن الماضي خلال زيارة من زياراته الى جنوب المملكة التي حرص على ان لا تتوفف للتواصل مع الاهل والسؤال عن احوالهم والاطمئنان على الاوضاع والاستماع الى المطالب وتلبية الممكن منها دون ابطاء

يومها سأل جلالته الاهالي عما ينقصهم فقال له احد الوجهاء "بدنا الحكومة توصل النا المية يا جلالة الملك... صار الها زمان بتوعدنا والمية ما اجت".. وقد قال ذلك بصوت سمعه الجميع وهو يصافح يد جلالته.

في تلك اللحظة وبعفوية بالغة قال احد ابناء القرية ممن عرفوا بحس الدعابة بصوت مسموع اضحك جلالته والحضور "إرر يا نعاج ابن ثلجي ما بشربن غير من حنفيات" في إشارة الى ان الشيخ الذي طالب بايصال المياه هو صاحب قطعان وانه يريد الماء لسقاية مواشيه..

في زيارة الحكومة الاخيرة للطفيلة انجازات مهمة ومواقف مقدرة من الاهالي فقد تكون المرة الأولى منذ عقدين التي يشعر فيها اهالي الطفيلة بقرارات مهمة يمكن ان يكون لها أثرا واضحا على مستقبل الاستثمار والبطالة ونوعية الحياة.

اتخاذ الحكومة لقرار يعفي المستثمرين الجدد من تكاليف الكهرباء لثلاث سنوات خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح والخفض الكبير لأسعار الارض في المنطقة الصناعية قرار يصب في اتجاه خلق البيئة المشجعة كذلك تخصيص المبالغ الكبيرة لتحسين مستوى تزويد المياه للعين البيضاء ورحاب..

كنت ولا زلت اتمنى على حكوماتنا ان تلزم اصحاب حقول توليد طاقة الرياح الذين دقوا اوتادهم العملاقة في جوف الهضاب بزراعة الهضاب باشجار دائمة الخضرة لإكسابها الجمال الذي يليق بها والتخفيف من وهرة الاعمدة والأبراج التي شبكوا عليها مراوحهم.

الملف الأهم في الطفيلة لا يزال التعدين فهناك حاجة لمزيد من المسوحات الجيولوجية ولا بد من المباشرة بمشروعات التنقيب والاستخراج للمعادن اضافة الى التوسع في الزراعة باساليب وتقنيات جديدة تتجاوز الزراعات والاساليب التي اعتاد عليها الاهالي.

جامعة الطفيلة التقنية يمكن ان تلعب دورا مهما في المسوحات الجيولوجية ورفد حركة التصنيع اذا ما توفرت المرونة والاستقلالية للتفاعل مع محيطها بحاجة الى دعم يتجاوز ضمان وصول مستحقات العاملين عند نهاية كل شهر.