في زمن الخذلان .. نهاية مؤلمة لسفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة
عهد عباسي
09-06-2025 06:02 PM
في مشهد يعكس عمق التناقض بين إنسانية المبادرات الحرة ووحشية الاحتلال، انتهت رحلة سفينة "مادلين" التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، حاملة على متنها نشطاء سلام من مختلف الجنسيات، هدفهم الوحيد إيصال المساعدات وكسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني إنسان.
السفينة التي أبحرت بروح إنسانية عالية، كانت تحمل آمالًا ثقيلة بقدر ما تحمل من مساعدات، موجهة نحو الأطفال والنساء الذين يكابدون ويلات الحصار والحرب في غزة. هؤلاء النشطاء لم يحملوا سوى رسالة تضامن وسعي لكسر الصمت الدولي، لكن رحلتهم لم تكتمل.
اعترض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة في عرض البحر، قبل أن يعتقل جميع من كانوا على متنها ويصادر المركب. لم يُسمح للسفينة ببلوغ وجهتها، في مشهد يتكرر كلما حاول صوت إنساني كسر جدار الصمت والخذلان.
رحلة "مادلين" لم تكن مجرد محاولة للوصول إلى غزة، بل كانت صرخة في وجه الصمت العالمي، ومحاولة لإحياء الضمير الإنساني الغائب. لكنها انتهت كما انتهت محاولات سابقة، باعتقال، ومصادرة، وتجاهل دولي متكرر لمعاناة المحاصرين.
في زمن يتكلم فيه العالم كثيرًا عن حقوق الإنسان، يبقى فعل التضامن الحقيقي نادرًا، ويواجه بالحديد والنار. لكن "مادلين" وإن منعت من الوصول، فإن رسالتها وصلت، ورسخت في الذاكرة حقيقة أن هناك من لا يزال يؤمن بالإنسان وبحقه في الحياة والحرية.