facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مراكز اعدام بغطاء انساني مزيف


كمال زكارنة
12-06-2025 10:25 AM

اغتصبت الادارة الامريكية دور المنظمات الدولية، وسلبت وظائفها ومهماتها الانسانية التي انشئت ووجدت من اجلها ،وفي مقدمتها القيام باعمال اجتماعية وخدماتية للمواطنين المدنيين وقت الحروب والكوارث الطبيعية ،وتقديم المساعدات المحتلفة للمتضررين والمنكوبين ،دون اية اعاقة او ممانعة او تعطيل من قبل اية جهة كانت.

لكن في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب الابادة الجماعية العلنية والواضحة والمكشوفة ،من خلال العدوان العسكري الاسرائيلي المتواصل للشهر العشرين على التوالي،وفرض الحصار المطبق على القطاع ومنع ادخال المواد الغذائية والطبية والوقود وجميع اسباب الحياة ،تقدمت الولايات المتحدة وانتزعت دور ومهام وواجبات ووظائق جميع المنظمات والهيئات الدولية المناط بها تقديم المساعدات والرعاية والحماية للمدنيين وقت الحروب،وأنشأت مراكز لتوزيع المساعدات على سكان قطاع غزة ،تحت عنوان اعمال انسانية ،لكن هي في الواقع مراكز اعدام للمواطنين الفلسطينيين هناك،حيث يتجمع السكان في تلك المراكز او قريبا منها،للحصول على مساعدات تسد رمقهم وهم يموتون جوعا هم واطفالهم،لتقوم قوات الاحتلال الاسرائيلي باطلاق النار عليهم وقصفهم بالطيران وقتل العشرات وجرح المئات منهم.

المفروض بمن ينشيء مراكز المساعدات ان يحميها ويوفر لها الحماية الكاملة،ويحمي من يرتادها من المجوعين للحصول على كسرة خبز،وان يضمن ايصال المساعدات لهم بأمان ،وان يحصلوا على احتياجاتهم من تلك المساعدات ،دون ان يدفعوا ارواحهم ثمنا لها،لكن في الحالة الامريكية ،كما يظهر فان تلك المراكز،لها اهدافا اخرى مختلفة تماما ،فهي اولا للاعدام،وثانيا مراكز عسكرية امنية احتلالية ،يجب التعامل معها على انها احتلال عسكري لاراضي قطاع غزة،لأن القائمين عليها من الجيش الامريكي ،والجيش الاسرائيلي ،وعناصر "الـسي آي ايي" والموساد،لها مهمات امنية واستخباراتية .

اعتقد بعض الغزيين للوهلة الاولى، ان امريكا يمكن ان تشكل ضمانة قوية لعمل تلك المراكز وانها فعلا ستقدم مساعدات لهم،لكن سرعان ما تكشفت الاهداف ،وتبين انها شماعة تعلق عليها دعاية انسانية في باطنها الموت.

ترافق ذلك مع محاولات فاشلة لانتاج ميليشيات مسلحة في قطاع غزة،هدفها خلق الفوضى وارباك المجتمع الغزي ،والضغط على المقاومة وحاضنتها الشعبية،واشعال نار الفتنة الداخلية ،واحداث اقتتال داخلي فلسطيني فلسطيني ،واشغال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ببعضه البعض،والعمل على نقل هذا الاقتتال ان حدث، الى المجتمع الفلسطيني في مخيمات اللجوء في لبنان ،وربما غير لبنان وفي الضفة الغربية وشمال فلسطين المحتل ،كل ذلك بسبب فشل الكيان والعدوان في تحقيق اهدافه حتى الان.

لا شك ان الكيان يتصدع من الداخل بشكل خطير ومتسارع،لكن الولايات المتحدة هي التي تقوم بضخ الحياة في تشققاته لابقائه متماسكا وواقفا.

امريكا التي تغرق اليوم في آتون الفوضى الخلاقة الداخلية،بسبب سياسات ترمب الفاشلة والعدائية للكون كله،تسعى الى تصدير ازماتها التي تهدد وحدتها ووجودها ،وربما تؤدي الى تفتيتها وشرذمتها ،ولا تجد الا الشرق الاوسط لاشعال الحروب، باعتباره بيئة ملائمة ومناسبة للصراعات والنزاعات وصب الزيت على نيرانها.

تناقضات كثيرة نلاحظها في السياسة الامريكية وداخل حكومة الكيان،فنجد ظاهريا، ان ترمب يطالب نتنياهو بحزم بضرورة وقف الحرب على غزة والتوصل لاتفاق على صفقة التبادل،وفي ذات الوقت يعلن استعداد بلاده لحرب واسعة وشاملة في الشرق الاوسط ،اما حكومة الكيان، ففي الوقت الذي يمطر نتنياهو كيانه والعالم بكميات هائلة من الكذب ،ويعرب عن قرب التوصل لاتفاق مع حماس ،يخرج سموتريتش لينفي كل ما يصدر عن نتنياهو بهذا الشأن.

تفاؤل نتنياهو الذي اعلنه امس ،يستند الى انباء غير مؤكدة اشارت الى استعداد حماس لقبول ضمانات امريكية شفوية وليست مكتوبة كما كانت تطالب سابقا ،بعدم عودة نتنياهو للحرب بعد انتهاء الهدنة المؤقتة ،بسبب ضغط الوسطاء العرب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :