طبيب نفسي: الأردنيون مدمنو أخبار .. ويتمتعون بمناعة لتكرار الازمات
15-06-2025 02:03 PM
عمون - نداء عليان - في ظل تصاعد التوترات الإقليمية إثر الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، يعيش الأردنيون، كغيرهم من الشعوب، حالة من الترقب الدائم، ومتابعة الأخبار على مدار الساعة دون توقف، خصوصًا مع ما تشهده المملكة من محاولات مرور للمسيرات في سمائها.
في هذا السياق أكدّ الطبيب النفسي عمر الفاعوري أن متابعة الأخبار تمنح الشخص شعورًا زائفًا بأنه "يعرف ما يجري"، وبالتالي يمكنه التهيؤ. فالدماغ، في حالة التهديد، يميل إلى الإفراط في جمع المعلومات، حتى وإن كانت مخيفة، لأنها تعد وسيلة للبقاء. كما أن الموقع الجغرافي القريب يزيد منسوب التوتر بشكل لا واعٍ، إذ يشعر الفرد أن الحدث قد يطرق بابه في أي لحظة. ويؤدي التعرّض المستمر للأخبار العنيفة إلى ارتفاع هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، ما يسبب على المدى الطويل أعراضًا شبيهة باضطراب القلق العام، حتى إن لم يكن الشخص في موقع الخطر المباشر.
وقال الفاعوري لعمون، إنّ هناك نوع من أنواع الإدمان يُعرف بـ"إدمان متابعة الأخبار السلبية"، حيث يصبح الشخص عالقًا في حلقة مفرغة: يريد أن يطمئن، فيتصفح الأخبار، لكنها تزيد قلقه، فيعود لمتابعتها من جديد. هذا السلوك يحمل صفات الإدمان السلوكي، تمامًا كإدمان الألعاب أو التسوق.
وأضاف أن القلق الناتج عن الأخبار يُضعف من قدرة الدماغ على التركيز، ويجعل الشخص مشتت الذهن، أقل إنتاجية، وأكثر انفعالًا داخل منزله. وفي بعض الحالات، يتحول المنزل إلى مساحة مشبعة بالتوتر الصامت، خصوصًا حين يتجنب الأفراد الحديث عن مشاعرهم خوفًا من "نشر القلق".
وقال الفاعوري إن الأردنيين باتوا يتمتعون بـ"مناعة نفسية" إلى حد ما نتيجة تكرار الأزمات، إذ نلحظ نوعًا من "التأقلم القاسي" في الشارع الأردني، وهو مزيج من الصبر واللامبالاة الظاهرة، لا سيما بين العائلات التي تضم أطفالًا. فالأطفال، وإن لم يدركوا تفاصيل ما يجري، إلا أنهم يلتقطون مشاعر الخوف والتوتر من حولهم، ويبدأون ببناء صورة مرعبة في أذهانهم.
وشدد على أن الحل يكمن في الصراحة المبسطة، إذ لا ينبغي الكذب على الأطفال، بل شرح ما يحدث بلغة تناسب أعمارهم، مع طمأنتهم بوجود جهات مسؤولة تحميهم وتحرص على أمنهم.