بين الحماس والانضباط: اسطح المنازل منابر اخبارية للاردنيين!
إسراء خالد بني ياسين
19-06-2025 01:08 PM
مشاهد تتكرر كل يوم، فكلما دوت صافرات الإنذار، أو لاح خبر عن سقوط جسم غريب في منطقة ما، لا يخلو المشهد في الأردن من تلك الظاهرة المتكررة: صعود الناس إلى أسطح المنازل، وكأنها لحظة عرض جماهيري، او تعليلة وسهرات عائلية ،يترقبون فيها الصواريخ وهي تعبر السماء، متجهة نحو فلسطين المحتلة وتحديدًا تل أبيب.
نعم جميعنا نتفق انه لشعور حماسي ينم عن وطنية متجذر، نابع من انتماء عروبي عميق، وكأن الأردني في تلك اللحظة يتابع قصاصًا من عدو لطالما اغتصب الأرض وقتل الأحلام. هذه المشاهد تكررت، وأصبحت جزءًا من المزاج الشعبي، حتى بات البعض يوثقها بعدسات هواتفهم، غير آبهين لما قد تؤول إليه عواقب تتعلق بسلامتهم.
وللاسف فاننا نتسابق لسطوح منلزلنا نشاهد سيل الصواريخ والمصيبة اننا نصطحب اطفالنا لاستكمال المشهد غير آبهين بالمخاطر سواء من تساقط شظايا او من الأثر النفسي الذي لن تستوعبه ذهنية اطفالنا.
ولكن، وبكل محبة، لا بد من التذكير: ليس كل ما يلامس الشعور الوطني يُترجم على أرض الواقع بأمان. فالمتعة اللحظية قد تخفي خلفها خطرًا حقيقيًا.
فسقوط المسيّرة صباح اليوم في منطقة أبو نصير، والتي خلّفت أضرارًا مادية دون إصابات بشرية، يُعدّ تذكيرًا صارخًا بأن السماء ليست دومًا آمنة، وأن الانضباط والتعليمات التي تصدرها مديرية الأمن العام والأجهزة المختصة ليست مجرد اقتراحات، بل تعليمات للنجاة.
ندرك جميعًا أن الوقوف على السطح لمشاهدة صاروخ يتجه نحو العدو يُشعر البعض بنوع من "الانتصار"، ولكن سلامتك وسلامة من تحبّ أولى من لقطة فيديو أو شعور لحظي.
الأجهزة الأمنية والعسكرية تعمل على مدار الساعة لحمايتك، فكن شريكًا في الأمن لا عبئًا عليه.
فلنحتفل بمواقفنا، ونفخر بمشاعرنا، لكن بعين ترى المخاطر، وعقل يحمي الجسد من أذى لا يُعوّض.