facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشرق الأوسط بعد الضربة الأمريكية لإيران


إسراء خالد بني ياسين
22-06-2025 11:08 AM

بينما كانت عيون العالم تترقب لحظة الانفجار، جاءت الضربة الأمريكية لإيران لتخلط أوراق الإقليم بأكمله. استهدفت واشنطن مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، في تصعيد محسوب لكن مدوٍّ، يُعيدنا إلى حقيقة لا يمكن إنكارها: الشرق الأوسط لا يهدأ إلا ليبدأ جولة جديدة من التصعيد.

في طهران، انقسم الموقف الإيراني بين تيارات تدعو إلى الرد العنيف حفاظًا على الهيبة، وأخرى تطالب بضبط النفس خشية الانهيار الداخلي. الحرس الثوري أطلق صواريخ نحو قواعد أمريكية في العراق، في رد بدا رمزيًا أكثر منه انتقاميًا. لكن الرسالة كانت واضحة: إيران لن تصمت، لكنها في الوقت ذاته تدرك حدود قوتها بعد سنوات من العقوبات والأزمات.

أما إسرائيل، فكانت في حالة استعداد قصوى، تراقب بدقة تحركات حزب الله في لبنان، وتُفكك التهديدات المحتملة من الجبهة الجنوبية في غزة. في الوقت ذاته، كثّفت تل أبيب اتصالاتها مع عواصم عربية لتأكيد شراكتها الأمنية، وتقديم نفسها كدرع إقليمي ضد التهديد الإيراني.

وإذا ما نظرنا إلى العراق وسوريا واليمن، نكتشف حجم التشابك في الصراع. فصائل موالية لإيران بدأت تنفيذ ضربات محدودة على مصالح أمريكية، بينما جاء الرد الأمريكي سريعًا ومحدودًا هو الآخر. لعبة "العض على الأصابع" بدأت، لكن لا أحد يعرف من سيفلت يده أولًا.

الدول الكبرى، من روسيا إلى الصين، اكتفت بالتصريحات. موسكو أدانت الضربة لكنها لم تتدخل، منشغلة بجبهاتها الخاصة. أما بكين، فدعت إلى التهدئة، واضعة عينيها على أمن إمدادات الطاقة. أوروبا بدت مرتبكة، وعاجزة عن التأثير في مسار الأحداث.

لكن، بعيدًا عن السياسات والبيانات، يبقى الإنسان العادي هو الحلقة الأضعف. من بغداد إلى صنعاء، من بيروت إلى طهران، يعيش المواطن في خوف من مستقبل ضبابي:
هل نحن على أعتاب حرب كبرى؟
هل تتكرر مآسي العراق وسوريا؟
هل يكون لقمة العيش ثمنا جديدا للمواجهات الجيوسياسية؟

الشرق الأوسط اليوم، بعد الضربة الأمريكية، لا يشبه نفسه قبلها. تراجعت فرص الحلول الدبلوماسية، وتقدمت مؤشرات المواجهات غير المباشرة. المنطقة دخلت مرحلة جديدة، لا تُدار فقط بالصواريخ، بل بالتحالفات المتغيرة والتكتيكات المؤقتة.

في النهاية، تبقى الحقيقة الكبرى أن الشرق الأوسط لم يكن يومًا ساحة مستقرة، لكنه في كل مرة يعيد تشكيل نفسه بعد الصدمة. فهل نحن أمام بداية نهاية المشروع الإيراني في المنطقة؟ أم أمام فصل جديد من صراع طويل لا يعرف نهاية؟

الأسابيع القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن أحدًا لن يخرج من هذا التصعيد كما دخل فيه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :