ملتقى النخبة ينظم حوارًا بعنوان "الوعي ليس ترفاً .. فهل ندفع ثمن صحوتنا .. أم غفلتنا؟"
24-06-2025 11:20 PM
عمون - نظم ملتقى النخبة في حواراته ليوم الثلاثاء، حوارا حول الوعي بعنوان" الوعي ليس ترفاً.. فهل ندفع ثمن صحوتنا.. أم غفلتنا؟!"
وتركز النقاش، حول تقاطع الخطط وتشابك المصالح في هذا الوقت، حيث لم يعد الاعداء يتقدمون بالدبابات والمعدات العسكرية، بل بالأفكار والمفاهيم المغلوطة التي تزرع في العقول.
وأجاب الحوار، على أسئلة، الفرق بين المصارحة بالواقع والاستكانة به، واذا ما كان يسهم بالخطر في تعطيل الهمم.
كما تساءل عن إذا ما كان الناس يبالغون في تصوير العدو.. أم يقزمونه لأسباب نفسية.
وتحدث المحاورون عن مظاهر الحرب غير المباشرة التي يواجهها العالمي الححالي فكريًا وإعلامياً واقتصاديًا وكيف تختلف عن الحروب التقليدية.
وتاليًا أبرز الآراء المتداولة في الحوار:
الدكتور محمد عيسى العدوان -رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية.. كانت مداخلته تحت عنوان "صناعة الوعي - المثلث الذهبي في ادارة العقل الراشد"..
لقد أستطاع الإعلام الصّهيوني أختراق جدار الوعي العربي خصوصاً بعد أن اخترق جدار الوعي العالمي عموماً من خلال – أفكار متعددة منها:- الأفلام والإعلام والاعلانات والإستثمار القادم تحت عباءة الغرب وامتلاكهم الثروة والمال، وكذلك عبر زرع بذور الخيانة والتآمر بين العرب بعضهم ببعض فيصبح الكلّ يشك في الكلّ فلا أمل ولا أمان لأحد، فقد شكل الإعلام الصهيوني ومن سار في فلكه منظومة من الأفكار لتكون حجر الزاوية في الإستراتيجية الصهيونية.
إذا ما علمنا أن الوكالة الصهيونية رصدت مبلغ (600) مليون جنية استرليني على مدى ثلاثين عاماً لصناعة الأفلام والإعلام الموجه إلى المنطقة العربية وحدها من خلال شركات إنتاج تسير في فلك هذا الفكر تعمل على العبث بمنظومة القيم والأخلاق العربية والإسلامية كما فعلت سابقاً في المانيا و أوروبا من نشر الفساد والرذيلة والعهر الفكري والديني، منذ قيام الحركة الصهيونية على يد الصحفي اليهودي (تيودور هرتزل”، الذي أستطاع عقد المؤتمر الصهيوني الأول في 1897م في مدينة بال بسويسرا، حيث جاء في البند الثالث من مقرراته:-
ضرورة العمل على نشر الروح والوعي بين يهود العالم ، وتعزيزهما لديهم من أجل دفعهم للهجرة إلى فلسطين”وقد التقى هذا التوجه مع التوجه الإستعماري للدول الكبرى؟ وعمل الإعلام الصهيوني على ترسيخ مقولة رئيسية مفادها:-
أنه ليس للغرب في هذه المنطقة أفضل من الغرب نفسه، حيث يتمثل ذلك كله في ”إسرائيل” التي أعتمدت منذ البداية على الدول الغربية الإستعمارية، والدفاع عن مصالحها ومصالحهم.
وهذا ما أكده الأكاديمي (جورج رودر) حيث قال:
"إن بقاء (إسرائيل) كقوة غربية رادعة يعتبر مسألة بالغة الأهمية للدفاع عن أوروبا وعلى المدى الطويل عن أمن الولايات المتحدة الأميركية وهي مستعدة وراغبة في مشاركتنا أهدافنا الدفاعية، والغرب مطالب بالدفاع عنها في وجه التهديدات التي تأتيها من الدول العربية التي تستهدفها وتحاول القضاء عليها".
البروفيسور (بنيامين عزار) يقول: إن الإيحاء للعالم باستمرار العداء من قبل العرب (لإسرائيل) يخدم جملة من التصورات والمفاهيم التي تقوم على أن الدول العربية تريد إبادة (إسرائيل) وإزالتها من الوجود وهو شيء علينا أن نعمل على إقناع شعبنا والرأي العام به بكل الوسائل التي بين أيدينا لأن ذلك يعد من مصالحنا العليا”.
والهدف من هذا القول هو إضفاء الشرعية على الممارسات الصهيونية البشعة والعدوانية وأعتبارها دفاعاً عن النفس ضد الأخطار التي تتهددها كما تدعي".
إدارة (الهاسبرا) التابعة "لوزارة الشؤون الاستراتيجية الصهيونية" تتولى الحملة المضادة لمحاولات نزع الشرعية عن إسرائيل، وظيفتها احتلال عقول النُخَب، ولديها خطط للاعتماد على المصادر العلنية والسرية.
أن المقاومة الثقافية تنتصر بالحقيقة، فلا حق بدون الحقيقة، ولا حقيقة خارج الوعي، وحتى لا يكون الجواب ملتبساً، وهذا يعود إلى التباس أكبر، يعود بدرجة كبيرة إلى طغيان العامل السياسي على الثقافي، وهو ما ترتب عليه طمس الأسئلة الفكرية.
لم تساعد هذه الدوامة لا على معرفة الأسباب ولا على رسم طريق الجولة الثانية وساعد الإرهاب الفكري الذي يرافق كل الدوامات على المزيد من التخبط والإغراق في الظلام من شروط الدوامة لإنها لا تتوقف وعلى هذا أصبح من المستحيل الوقوف بروية وأناة وتجرد لمعرفة الطريق خصوصاً بعد أن تحسنت أدوات التهريج سواء بوسائلها المادية أو بخططها الجو بوليسية فزادت الطين بلّه.
من هذه الناحية مع أن ما أنفقه العرب على السلاح والإستعداد وتجيش الجيوش كان كبيراً ومؤثراً إلاّ أنه وبنفس الوقت فتح بلاليع ومسارب ومسالك ومعارك جانبية جعلت ميزان القوة يظل في جانب عدونا.
هناك مكسب واحد لابد وأن يوصلنا وبصورة حتمية إلى الطريق الحتمي الوحيد إلى إعادة تأهيل العقل العربي الجمعي هذا المكسب هو بدء يقظة العقل العربي والوعي العربي الذي ظل غارقاً في سباته ولم يظهر بصورة مؤثرة في الميدان سواء قبل النكبة أو أثناء المعركة أو بعد المعركة، الأكاذيب والدومات التي أفتُعلت بأسم فلسطين أو من أجل فلسطين بدأت تضعف وتزول وعندما تعود السيطرة للعقل والخلق سيفضح الشعب العربي الدجالين الذين ضللوا وظلموا وكذبوا باسم فلسطين وعندما تزول الأقنعة سيزول كل الذين يتاجرون بشعوبهم وبلادهم باسم فلسطين التي لم يعد هنالك مجال للمتاجرة فيها،عندها تصبح الطريق واضحة والنتيجة حتمية.
الوعي - هو طريق الرشاد المضمون - ولكنه بكل تاكيد محفوف بالمخاطر والالغام..
نقيب المهندسين الاسبق.. المهندس عبدالله عبيدات.. كانت وجهة نظره كما يلي..
الوعي هو الاداه المعنويه الفكريه الحسيه التي تحدد للانسان طريقه ومواقفه وان تشكيل الوعي وتوجيهه عمليه معقده ركز عليها من يتحكم بتشكيل الوعي الفردي والجمعي ليسهل عليه قيادة الجموع والشعوب
وكان له أدوات صناعة الايدولوجيات والفلسفة والفكر والتربيه والاعلام ضمن عمليات ممنهجه ومعقده جنودها مجندون بعلم واخرون بغير علم بحيث وصلنا إلى فئات تمارس التبعيه وتهدم الوطن ويخيل لها من سحر من سحرها انها تعمل من أجل الوطن
معركه الوعي هي المعركه الأولى التي يجب أن تنتصر بها الامه حتى تنتصر في معاركها السياسيه والفكريه وكل انواع المعارك وصولا للمعركه العسكريه
ابتليت الامه بانصاف المتعلمين وخوف المصلحين وبطش وكلاء الاستعمار وقنوط الذين يسعون للتغيير وكل ذلك لعدم وعي العامه من الشعوب لتتبع من يريد نهضتها ولتقاوم من يريد استعبادها
ان الشعوب التي لا تستخدم اعينها لتبصر ما حولها ستسخدم هذه الأعين لتبكي على ما حل بها
المهندس خالد خليفات.. كانت مداخلته كما يلي..
... وكما للاقتصاد مؤشرات تدل على تقدمه أو تراجعه ، وللسياسة مؤشرات تدل على قوتها أو ضعفها ، فإن للوعي - الفردي والمجتمعي- مؤشرات تدل على نضجه أو سطحيته ، وأولى مؤشرات النضج المجتمعي تبدا بالقدرة على فهم الذات -الفردية- والتي هي المدخل لاحداث الوعي المجتمعي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وكلما كان منسوب الوعي متدنيا، كان الثمن الذي يدفعه المجتمع باهضا والعكس صحيح .
الوعي المجتمعي ليس مجرد أماني وأدعية وطقوس بدنية يمكن ممارستها في أوقات محددة ولفترات معينة، إنه خبرات تراكمية وثقافة مجتمعية ورؤية راشدة لمختلف مجالات الحياة، إنه الإيمان بالمثل العليا ومكارم الأخلاق والإصرار على العمل بضمير حي بحيث نضع نصب أعيننا أن ننقل الوطن من مرحلة الجيوإستهلاك إلى دولة الإنتاج، وأن تكون نظرتنا إلى الإبداع والابتكار نظرة تكاملية شريفة وليست نظرة تنافسية حاسدة وحاقدة.
وبالمختصر ، فإن قمة الوعي أن نعرف ماذا نريد ! وكيف نحقق ما نريد ! وكيف نتخلص من كل مالا نريد !
السيد جميل خالد القماز.. كانت وجهة نظره تحت عنوان "امة مغيبة"..
عندما نتحدث عن الوعي فانه يتبادر للذهن سؤال مدى وجود الوعي بين الناس ،،،فتخرج بنتيجة مخجلة اننا لا نحصل نسبة العشرين بالمئة ان لم تكن هذه النسبة مبالغ فيها ،،،
هذا الوعي الذي يمنحنا الاحساس بالوجود ،وكيفية التعامل مع الغير ابتداءا من بيتك وجارك واقاربك ووطنك وصديقك وعدوك،،،
فيجب ان نمتلك الوعي الكافي عندما نتعامل مع الغير،،
فهل نمتلك الوعي الكافي للتعامل مع العدو،،،
وهل نمتلك المقدرة الكافية لايقاف العدو عند حده ،،ام اننا لا نمتلك ذلك ونسقط امامه وبعدها نبكي حضنا،،،
العدو قد ياتيك بثوب ملاك وقد يغريك بالمال كما المسيح الدجال،،فهل تستطيع ان تتمالك نفسك وتقتل شهوتك ولا يزيغ عقلك،،،
دول ذهبت في مهب الريح لقلة الوعي وكان ذلك باب لكل عدو،،،
وعندها يتبادر للذهن هذا السؤال هل قلة الوعي سببه عوامل داخلية ان بسبب عوامل خارجية موجهة للداخل،،،،
ان استطعنا تحديد المشكلة ،عندها سنخرج بالحلول،،،
ان زيادة الوعي من خلال برامج موجهة للمواطنين بشكل مستمر وتثقيفهم ،سياسيا،،، واجتماعيا،،، ودينيا ،،،
هو مخرج لكل معضلة،،
والعكس صحيح فان الجهل لا يهدم بيوتا فحسب وانما يهدم الاوطان،،،،
فالبوصلة يحب الا تتجاوز المواطن ،،فهو اساس المجتمع واساس الاوطان فلا تهمشوهم وامنحوهم فسحة لابداء ارائهم الملتزمة دون رادع يجعله يرى الخطأ ويقول في قرارة نفسه ،،،،،طول ما هي بعيده عني لا شلت،،،
السيد ابراهيم ابو حويله.. كانت مداخلته تحت عنوان "الوعي هو اساس البنيان"..
مشكلة الوعي والإنسان والمجتمع، هي مشكلة مركبة، هي مشكلة حجر ايليا ابو ماضي الذي ملّ مكانه في هذا السد الكئيب، ما الذي يفعله هنا، ولماذا هو هنا، لا يدري؟ ماذا لو ترك مكانه وذهب، ما الذي سيحدث، لن يحدث شيئا في هذا الوضع الذي لم يتغير ولن يتغير، إذا لماذا عليه البقاء.
هل أنت ذئب منفرد ام فرد في القطيع؟ وهل يستطيع الذئب بناء حصن او حضارة او مدنية؟ وهل يستطيع الفرد في القطيع ان يكون متميزا ومنجزا، ويساهم بعقل وعلم وعمل في تطوير القطيع؟ اين تتقاطع التشابهات بيننا وبين الحيوانات، وأين تختلف؟ هل تستطيع ان تعيش وحدك وتفترس وحدك وتكون رهنا لغرائزك؟ وهل تستطيع ان تعيش بدون دائرة حريتك وقرارك وقدرتك؟ وذاكرة تتميز بها ومشاعر تشكل وجدانك، ولغة تعبر بها عن خلجات نفسك.
تزعجنا الغريزة وتنادينا الطبيعة البشرية للتجمع والعمل والبناء، وهنا يأتي دور الدين والمدنية والحضارة، هل لذلك تجد بعض المجتمعات وكأنها تعيش حالة من الإنسجام الحيواني مع الطبيعة، بحيث لا تحدث اثرا وتكون العنصر المتأثر، فهي تجمع بعض الإغصان، وتستخدم بعض الأخشاب وتصنع السهم من الحجر لتصيد به ما تأكل، فلا تزرع ولا تبني ولا تغير في واقعها شيء، وكأنها هي الطارىء هنا، وعندما تنفعل الطبيعة البشرية تحول الحجر إلى أهرامات وقلاع وحصون ومدن كالبتراء، وتستخدم الطبيعة بدل ان تستخدمها الطبيعة.
هل لأجل هذا الفهم الواعي، استطاع الرسول صل الله عليه وسلم، من خلال الدين تغيير الإنسان البدوي الفرد البسيط، الذي كانت اعقد صوره الحضارية يعرفها هي قبيلة، استطاع دفعه ليشكل حضارة غيرت وجه الإنسانية إلى الأبد، أنت لست ذئبا ولا فردا في القطيع، أنت من تحركه الدوافع الأخلاقية والإنسانية والمدنية ويسعى لبناء حضارة، ولذلك كانت هناك حضارات عمرت وجه الأرض وغيرت تاريخ الإنسان، كما ان هناك قبائل طواها النسيان في غياهيب الغابات والصحراء.
الصحفي ممدوح النعيم.. كانت وجهة نظره كما يلي..
إن الحديث عن الفرق بين المصارحة بالواقع والاستكانة له يقودنا إلى سؤال من هو الشخص الذي يستكين ومن هو الذي يعتمد الصراحة والمهنية، من هو الشخص الذي يعني الوقوف على واقعه الثقافي والاجتماعي.
فالمصارحة سلوك لا يقوم به إلا الشخص السوي القادر على تحديد المخاطر والوقائع والحقائق، شخص تكون لديه المقدرة على مواجهة الحقائق كما هي دون تجميل أو تسخيف مع تقديره لحجم الخطأ إن كان مارسه.
والمصارحة عنوان المصالحة مع الذات ومع الآخرين، فهي تتطلب شجاعة فكرية وقوة نفسية، لأنها الأرضية الصلبة لبناء علاقات اجتماعية قوية حقيقية تنعكس إيجابيا على جميع مكونات المجتمع، وتعزز القيم الإيجابية.
أما الاستكانة للواقع، فهي تعني الاستسلام للأمر الواقع والقبول به والخضوع والقبول السلبي لكل ما يرافق الواقع.
سيكولوجية الشخص المستكين تتوافق أيضا مع أي أمة تستكين لعدوها، فلا طموح ولا إرادة ولا قدرة على التحرير من العجز والفقر الأخلاقي والسلوكي، وكل ما يعزز الموت السريري للإبداع والتحرير. فعندما يستكين الفرد تستكين الأمة وتتعطل الإرادة، ويصبح الاستسلام للأمر الواقع ثقافة، والخنوع شطارة، والمذلة سياسة، وأي تحرك نحو تغيير الواقع خيانة وعمالة.
الفرد جزء من المجتمع الذي يحمل قيمه ومبادئه، ومن يخرج عن المألوف الاجتماعي يعد خارجا عن الأعراف، وبالتالي فإن وعي الفرد ضرورة جماعية في المجتمعات التي تقوم على حماية مصالحها الوطنية، لذلك فإن الاستكانة والمصارحة والمكاشفة، وإن كانتا ذات أبعاد شخصية، إلا أنهما يعكسان واقع البيئة الثقافية للفرد على أساس أن الإنسان ابن بيئته.
فالشخص الذي يمتلك رؤية واضحة وقدرة على تحليل الواقع بموضوعية هو الأقدر على حماية المجتمع وتعزيز القيم الإيجابية وبناء الشخصية القدوة.
المصارحة والمكاشفة والمصداقية وكل القيم المرتبطة بها هي ثوابت إيجابية تعزز البناء التشاركي لأي مجتمع، وعملية بناء تدفع المجتمع نحو بناء دولة تقوم على عقد اجتماعي يأخذ بكل الإيجابيات والحقوق الطبيعية للإنسان الذي يشكل في النهاية دولة المجتمع والقانون وحقوق الإنسان، الدولة الديمقراطية صاحبة الشأن والتي تمتلك القرار، فلا مستقبل لمن يتخذ من الاستكانة نهجا واستسلاما.
السيد محمود ملكاوي.. كانت مداخلته في هذه النقاط..
-الوعي ليس ترفًا ، بل هو ضرورة ملحة لفهم الذات والمجتمع من حولنا، إنه الأساس الذي تُبنى عليه القرارات والافعال المدروسة ، ويجعلنا نميِّز من بين الحقائق والزيف ، ويساعدنا على التفاعل بشكل أفضل مع العالم من حولنا.
-المرحلة الحالية التي نعيشها حساسة ودقيقة ، والمطلوب رفع مستوى الوعي ، وأنْ نكون على قدر المسؤولية ، وأن نترفع عن الفتن والضغائن وعدونا الصهيوني المجرم يتربص بنا ولن يترك أي سبيل من أجل إشعال الفتنة أنى امتدت يده في هذه المنطقة عامة وبلدنا الأردن خاصة.
-الحرب النفسية هي حرب معنوية بالأساس وشكل من أشكال الصراع الذي يهدف للتأثير على الخصم وإضعاف معنوياته وتوجيه فكره وعقيدته وآرائه ، وإحلال أفكار أخرى مكانها تكون في خدمة الطرف الذي يشن الحرب النفسية وعدونا بارع في هذا المجال ، وعلينا توخي الحيطة والحذر ، والالتفاف حول قيادتنا وجيشنا واجهزتنا الأمنية في التعاطي مع كل ما يُشاع ويتسرب من أخبار مفبركة هدفها كسر الجبهة الداخلية ، وإحداث بلبلة تفتح الباب على مصراعية لتداعيات سلبية على المجتمع لا تٌحمد عقباها.
-يُعدّ الوعيّ السياسي مؤشرًا صادقًا على النضج المجتمعي ، إذ يستهدف كافة الأعمار والفئات دون استثناء ، ويعكس الحالة الديمقراطية بصورة تتسم بالشفافية ، ومن ثم تصف مراحل التطور الديمقراطي الذي تمر به البلاد ، والحقائق تُشير إلى العلاقة الارتباطية بين حالة النهضة التي تسير عليها الدول ومستوى الوعي السياسي لدى المجتمعات ، فكلما ازداد الوعي ازدادت نهضة المجتمع في مختلف المجالات إذ انّ حالة الوعي الإيجابي تؤكد على الفرد ضرورة المشاركة الفاعلة في بناء وطنه والمشاركة السياسية ضمن الإطار الدستوري العام.
الدكتور عيد ابو دلبوح.. كانت مداخلته تحت عنوان "ضبط الوعي"..
الوعي في البلاد العربيه يقع ضمن نطاقين،الوعي الاول؛هو مستوى وعي ادارات الدول العربيه والتي تستغفل شعوبها وتفرض عليها الذي تريده وبالاستعانه باعلامها المدفوع الثمن من اشباه صحافه او الاعلام بشكله المحتلف.
الوعي الثاني: وهو مستوى وعي الشعوب العربيه والتي تعي وتطلب الوعي السياسي والاقتصادي والعسكري الحر .الان اصبح الوعي هو ملك فردي سواء على مستوى الحكومات والتي لديها رساله توصلها كما هي،،،وبالتالي يفهمه كل من يتبع الحكومات على ليلاه ومن حوار ولا نقاش ولذلك نجد صفه الصمت لدى ادوات الحكومات.وبالتالي تتضارب المعاني .
وعلى مستوى الشعب فاصبح فردي ايضا وحيث ان توفر تكنولوجيا العلم المفتوح وكل حسب سوقه.فهنا نحن اليوم في وعي متفسخ من جميع الاتجاهات وعلى كافه المستويات سواء الحكوميه او الشعبيه.
فما هو الحل:الحل هو ان تكون الدوله شامله لجميع مكونات شعبها وأطيافها وعلى جميع المستويات ،اي مستويات الحكم بكافه اشكاله ومستويات الشعب وبكافه اشكاله ومن اجل ان يحمل كليهما رساله الوطن والتي تمثل غالبيه رؤيه اهله.
عند توفر تلك تبدا المرحله التاليه وهي توعيه من يحمل رساله الوطن ونوعيه الآخر إلى كيفيه فهم الرساله والى كيفيه تحويل الوعي إلى ادوات تنفيذ بنيان الوطن ولاجل الوطن والمحاوله هنا تكون مكشوفه ومن دون ارهاب دوله داخليه او مفروض عليها من الخارج.وللنظر إلى حالنا اليوم،،،ان جهل الحكومات العربيه بحساسيه الشعوب العربي تجاه فلسطين وغزه اداه العوده وكيفيه تعامل الاحتلال معها وكيف كان الحهل العربي بتشويه ايران ومن خلال انها شيعيه وضد السنه والجماعه والكثير من يفكقود هذا هو نفسه لا يعي ولا يطبق الاسلام الصحيح،،،وماذا اصبحت النتيجه اليوم ان الكثير من البيوت العربيه رفعت القبعه لايران وحلت مكان حكومات العرب ضمنا،والايام القادمه صعبه جدا على الحكومات العربيه لاقناع شعوبها بحسن ادائها وصدقها مع شعوبها وصدقها مع دينها وعروبيتها،،،،وما أوصلنا إلى ذلك هو انعدام الوعي الحكومي العربي بكيفيه احترام شعوبهم.
الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات.. كانت مداخلته كما يلي..
عندما تتكلم عن الوعي فهو مفهوم شامل لايغطيه جزء من كل فوعي الشعوب لمصالحها يعني ذلك أن لها الأدوات التي تستغل بها مصالحها وتحميها لايكفي ابدا أن تكون الشعوب واعيه أن لم تكن هناك قوه تحميها مانراه اليوم من تقدم وتطور وحداثه في كل شيء يصعب علينا الإحاطة اقلها بمايسمى مصالح فالسرعه عنوان المرحله والتغيرات أساسها ولا اعتقد ان البشريه سيمر عليها مثل هكذا عصر التكنلوجيا جديد الصباح قديم المساء بمراحل ومن يواكب يلهث حتى الصراعات غدت كأنها مسرحيات وأهم مافيها أن الدماء رخصت والارواح ليست لها قيمه فالتلاعب السياسي لاتفهمه العامه ليس لأنهم لايعلمون لكنهم احيانا الثقه تخونهم وهي خنجر قاتل في زمن الولاءات المتعددة للقمة الخبز ولحفنة التراب والإنسان الذي غدى لايفهم لكن علينا التعاطي مع كل هذه العقد او الحُبك حتى نستمر ليس بنفس السرعه بل نحافظ على مسافة الرؤيا.
المحامي أمجد خريسات.. كانت وجهة نظره كما يلي..
اسعد الله اوقاتكم جميعا بكل خير ان هذا الكم الهائل من المعلومات هو من المؤكد أنه سلاح ذو حدين. لكن الحرب التى ينبغى أن نخوضها وهي حرب من أجل الوعي تستدعى شحذ الهمم لتشخيص المشكلات ثم الإنطلاق حثيثاً وبحلم ووعي وحرص لعلاج هذه المشكلات بعلاج دقيق فالوعي دوماً يحتاج إلى أن يكون الإنسان كل يوم أوعى من اليوم الذي قبله. فالوعي ليس شربة دواء تشربها اليوم لتنهض نشيطاً من يومك أو غدك ولكنه طريق طويل متشابك وشديد الصراعات
ببساطة إن من معارك الأمة التى يجب أن نُجَلِيها هي معركة الوعي. والوعي ليس كلاماً وليس استجلاب لأطراف الحديث كما أنه ليس فلسفة جوفاء وليس كلاماً متعالياً لا يراعى الواقعية. لكن الوعي إدراك الحقيقة جلية واضحة ومن إدراك الحقيقة معرفة الذات. علينا أن نعلم أننا فى أمتنا-الأمة الإسلامية- تحكمنا اليوم قيم أقل ما توصف به أنها ليست قيمنا التى تنبع من هويتنا الأصيلة وهذه أول الجولات التى ينبغى أن نخوضها. نعم معركة القيم هى أولى جولاتنا فى حربنا المفتوحة نريد أن تحكمنا قيمنا التى تنبع من هوية أمتنا. ثم تتوالى الجولات فجولات طويلة نغرس الوعي بتاريخنا وحضارتنا العظيمة. وجولات ينبغى أن نخوضها تحثنا على أن نبني في واقعنا نهضة عظيمة تتجلى فيها القيم والعظمة وأصلها عراقة حضارتنا. وقيمنا تراعى كل ماهو حديث وتراعى العلم والعمل معاً.
اذا لابد لنا من العمل على نشر الوعي بكل ما يدور حولنا وما يحاك لنا من أعدائنا حتى نتوصل للحلول المناسبة للرد عليها بما يتناسب معها
الكاتب مهنا نافع كانت وجهة نظره كما يلي..
الوعي لا يأتي إلا من خلال الخبرة، والخبرة لا تنمو إلا بتنوع المحيط لترسم بالمحصلة خطوط بصمتنا الحياتية، وكلما تنوع المحيط أكثر تنوعت الأشياء والمفاهيم أكثر، لتثري بالمحصلة الإدراك لدى الفرد منا، وبالتوازي مع معرفة الأشياء ندرك المفاهيم ثم نتعلم اسم المصطلح الذي أتفق عليه لوصفها، وباختلاف المحيط المجتمعي ندرك الاختلاف بالمفهوم، وأحيانا يصل الأمر باختلاف المحيط اختلاف المعاني للكثير من الكلمات، فبعضها قد يحتمل فهمه على معنيين وربما يحتمل البعض منه على عدة معان، ويوم بعد يوم تدرك عقولنا شيئا جديدا بعد جديد، لنبدأ أولا بفهم الأشياء أكثر ولنتعلم أنجع الطرق للتعامل معها لتحصيل الذروة من فوائدها أو أسلم الطرق لتجنبها والابتعاد عنها.
اللواء المتقاعد.. الدكتور محمد المناصير.. اختتم الحوار بهذا التفصيل.. تحت عنوان "مجرد رأي إقرأوه وألقوه"..
هل لدينا القدرة لإدراك الواقع والحقائق الّتي تجري من حولنا .. هل لدينا القدرة للدفاع عن موروثنا وهويتنا الوطنية والإسلامية .. هل لدينا عناصر القوة الوطنية لحفظ الاجيال
من ثقافة الانحلال والثقافة التي تُفرض علينا..كيف بإمكاننا استشراف المستقبل وبنائه لأجيالنا القادمة..كيف نحمي الوطن في ظل التهديدات والتحديات التي تحيط به؟!!
اظنّ ذلك لن يكون إلا بمحصول علمي وثقافي وهو بعينه ما يقود لما يُسمّى:
(الوعي)…
يمكن في دولتنا انْ نُصنِّف الوعي لقسمين:
- الوعي الحكومي
- الوعي المجتمعي
فلو تتبعنا ادارة الدولة لسنوات مضت والقرارات الوطنية التي صدرت عنها يمكننا بذلك ان نتعرف على ( الوعي الحكومي)
واذا تتبعنا حالة المجتمع ومدى تنفيذهم وانخراطهم في قرارات( الوعي الحكومي) يمكننا ان نتعرف على درجة
( الوعي المجتمعي)
ولكن لا يمكن ان نفصل الوعي عن التفكير فهما عمليتان متراكبتان فالوعي هو القدرة على ادراك البيئة الاستراتيجية المحلية والإقليمية والدولية من خلال الحواس والتجارب والخبرات…
أما التفكير فهو عملية عقلية لتحليل المعلومات وصنع القرارات. بمعنى أنّ الوعي هو الأساس الذي يبني عليه التفكير
من ذلك يمكننا ان ندرك اسباب تراجع الادارة العامة وتراجع الجيل حيث يعود ذلك ان بناء الاستراتيجيات الفرعية للاستراتيجية الوطنية يتم بنائها بدون عمليات تفكير استراتيجي صحيحة وعلميّة وهي عمليات سابقة للتخطيط الاستراتيجي وبناء الاستراتيجيات بمعنى اننا نفتقد للوعي الحكومي الذي يسبق التفكير والتخطيط الاستراتيجي وهذا ما يخص الادارة العامة..
اما مايخص الوعي المجتمعي فلدينا خلل في التعليم وفي المناهج الدراسية وفي المدرسين وفي وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والتي بها يتشكل الوعي عند الجيل وبما ان هناك تردٍّ في التعليم والمناهج فإنّ عمليات التفكير الصحيحة والإحاطة بالمستقبل من خلال تتبع الماضي وتشخيص الحاضر تكاد تكون مفقوده…!!!
وعليه يجب على ( الوعي الحكومي) خلق ( وعي مجتمعي) بدراسة الموروث الإسلامي والعربي ودراسة التهديدات والتحديات الحالية المُهدِّدة لهوية الشعب الوطنية والإسلامية وبناء استراتيجية وطنية هدفها الارتقاء بالأجيال إلى مرتبة سامية عنوانها : الدين والاخلاق والإنتاج الحضاري والإنساني ( ليتحقق الوعي( "مناهج علمية وثقافية وأساتذة أكْفاء" وبها ينتج فكر صحيح يقود لتخطيط صحيح = جيل واعٍ)
وبنظرة لواقعنا أخْتارُ اختبارين دوليين فيما يخص التعليم لتقدير ( الوعي المجتمعي) وهما:
حلَّ الأردن في المرتبة 77 من ضمن 81 دولة شاركت في اجراء الاختبار الدولي PISA والذي يعتبر دراسة دولية تعقد كل 3 سنوات، تستهدف الطلبة في سن 15 سنة في الصفوف من السابع إلى الثاني عشر لقياس مدى اكتساب الطلبة للمعارف وللمهارات الضرورية للتفاعل مع المجتمع في جميع المجالات سواء في مجال معرفة العلوم ومعرفة الرياضيات ومعرفة القراءة.( اعتقد عام 2023)
تراجع ترتيب الأردن في بعض الاختبارات الدولية الموحدة، خاصةً في مادتي الرياضيات والعلوم. ( اعتقد عام 2021)….
وهذا يعني تردي ( الوعي الحكومي) ومعه تردى الوعي المجتمعي…
كذلك:
تتعرض الامة الإسلامية والعربية إلى غزو فكري منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي وازدادت حدته في العقود الثلاثة الأخيرة وخصوصاً في مجالات: ( الجندرة، تمكين المرأة، LGBTQ community الديانة الإبراهيمية وغير ذلك )…
ومنذ عقدين من الزمان أخذنا في الاردن نسير برؤى ( سيمون دي بوفوار)
ولكن تم تجميل الامر بما يعرف ( Empowering women) وكل ذلك لتفتيت المجتمع وضياع الهوية..
والسؤال هنا: هل استطاع ( الوعي الحكومي) من بناء استراتيجية وطنية لمواجهة هذا الغزو؟!!!! وهل ( الوعي المجتمعي ) قادر على مواجهة ذلك؟!