facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المهندس بدر الكعبي إماراتي .. وشماغ أردني


د. هاشم محمود الزيود
25-06-2025 10:40 AM

أكاد أجزم أن هناك من فعّل تنبيهاً في أجهزته، يعمل بمجرد ورود اسم الأردن، أو المملكة الأردنية أو حتى كلمة الهاشمية وحتى Jordan وإن كانت تشير إلى لاعب كرة السلة العالمي، وما إن يدقّ ذلك الجرس الداخلي، حتى يستنفر طباعه، ويشحذ لسانه، وتتحرك أصابعه لتنهال بالشتائم والاتهامات والتخوين، وكأن الأمر مبرمج في داخله منذ زمن.

والعجيب أن الوجوه لا تتغير، هي ذاتها في كل أزمة، في كل عاصفة، وكأن النكران يجري في عروقهم كما يجري الدم، وكأنهم ورثوه جيلًا بعد جيل.

حين استقبل الأردن لاجئين، قالوا: أُجبرتم.

حين قدّم المساعدات، قالوا: قبضتم الثمن.

حين مدّ يده للسلام، اتُهِم بالخيانة.

أسعف جرحى، أرسل مستشفيات وأدوية، أسقط مساعدات من الجو، سهّل العبور، ودوّى صوته في المحافل الدولية موظفاً علاقته وصداقاته، وإن كانت على حساب موارده… فلم يلقَ إلا الجحود.

لكننا لم نفعل ذلك طلبًا لمديح، ولا انتظارًا لعرفان، لكننا نؤي إلى الظل بعد كل معروف.

فاليد اليمنى لا تشكر اليسرى حين تعينها، ولا الشرايين تمتنّ للقلب لأنه يمدّها بالحياة. هكذا خُلقت الأعضاء في الجسد: متكاملة، متعاونة، لا يمنّ بعضها على بعض.

وقد كُتب على هذا الوطن أن يُظلَم كثيرًا، وأن يُحاكَم بنوايا غيره، وأن يُرى بعين الصغار مهما كَبُر فعله.

كُتب عليه أن يكون في امتحان دائم، لا ينجح فيه إلا بالصبر والموقف.

وفي كل صيف، نستعد للسفر إلى ربوع الوطن، إلى حضن العائلة، إلى الهواء الذي يعلّق عليه القلب ذكرياته. لم نكن نُدرك قيمة الإجازة الصيفية، إلا حين أُغلقت الأجواء،

وارتفعت الأسوار، وابتعدنا قسرًا.

يا الله… كم عرفنا عندها أن الإنسان لا يشعر بقيمة النعمة حتى يفقدها.

أتذكّر صديقي السوري الذي زاملني قبل خمس سنوات، هو وعائلته. كانت العائلات تستعد لقضاء الصيف في أوطانها، بينما هو ينظر بصمت، يبتلع حسرة، ويخبّئ وجعًا في

عيون أطفاله… فقد حُرموا نعمة الوطن.

نعم، قد يكون أعداء الوطن قلّة من حيث العدد، لكن أصواتهم عالية، وضجيجهم يسبقهم.

ومع ذلك، يبقى الأردن محاطًا بأبنائه الأوفياء، وأشقائه المخلصين، وأصدقائه النبلاء الذين لا تجمعهم به مصلحة، ولا تربطهم به قرابة، لكنهم أحبّوه بصدق، ووقفوا إلى جانبه بثبات.

أعرف أحدهم – وإن لم ألتقه يومًا – اسمه المهندس بدر الكعبي.

على منصة "إكس"، عرّف نفسه ببساطة: إماراتي مخلص لوطنه، محبّ للأردن، وداعم لسياحتها.

نذر مفاتيح حاسوبه للدفاع عن الأردن، يدحض كل افتراء، ويقاتل الكلمة بالكلمة، والباطل بالحجة.

يكتب وكأن الأرض أرضه، والناس أهله، والراية رايته.

ومثله كثير… لا نعرف أسماءهم، لكننا نحفظ مواقفهم، ونردّ التحية بالدعاء، والوفاء بالمحبة.

"شكرًا بدر، وشكرًا لكلّ بدرٍ ذبّ عن وجه الأردن وذبّ عن عرضه، فأنتم ضوء الفجر في زمن الرماد".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :