facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحرب الإيرانية الإسرائيلية… صفعة إقليمية أم لحظة تراجع؟


إسراء خالد بني ياسين
25-06-2025 01:22 PM

كأن المنطقة لم تتنفس منذ منتصف حزيران.

صوت الصواريخ، وصفارات الإنذار، وتضارب الروايات بين "ضربنا وانتصرنا" و"ردعنا العدو"، جعل من هذه الحرب فصلًا حارقًا في ذاكرة الشرق الأوسط.
لكنني – كمواطنة عربية تتابع هذا المشهد عن كثب – أرى أن ما حدث لم يكن سوى اختبار لقدرة المنطقة على الانفجار… ثم التراجع في اللحظة الأخيرة.

بدأت الضربات، كالعادة، بغارة إسرائيلية مفاجئة على منشآت إيرانية. فردّت طهران بمئات المسيّرات والصواريخ، أصابت بعضها عمق تل أبيب، وكان الرد الإسرائيلي أكثر شراسة. و

بدأنا نسمع أصواتًا تتحدث عن "حرب كبرى" تلوح في الأفق. لكن فجأة... سكتت المدافع.

لم تكن النهاية نصرًا لأحد، بل توازنًا مفروضًا بالقوة.

من وجهة نظري، هذه الحرب لم تكن شاملة… لكنها كانت كافية لتُظهر هشاشة المنطقة كلها.

لقد اهتزّ الخليج، وتوترت أسعار النفط، وتراجع الاستثمار، وشعر المواطن في بغداد وبيروت ودمشق وعمّان أن الحرب لم تعد "خبرًا خارجيًا"، بل واقعًا قد يطرق الأبواب في أي لحظة.

الأخطر من ذلك؟ أن المشهد كشف عن عمق الاختراقات الأمنية والعسكرية، سواء من جانب إسرائيل التي استطاعت استهداف مواقع حساسة في العمق الإيراني، أو من جانب طهران التي استطاعت إرباك إسرائيل لساعات.

لكن ما لا يجب أن نغفله هو الدور الأميركي.

الولايات المتحدة لم تكن مجرد وسيط. لقد أدارت المعركة من الخلف. منعت إسرائيل من التمادي، وأوقفت إيران عن تجاوز الخطوط الحمراء، وجمّدت التصعيد قبل أن يتحوّل إلى كارثة. ليس حبًا بالسلام، بل دفاعًا عن مصالحها وقواعدها وجنودها المنتشرين على خريطة النار.


وأين العرب من كل هذا؟

في خضم هذا التصعيد، بدا المشهد العربي وكأنه يشاهد من خلف الزجاج.

صمت دبلوماسي، بيانات متوازنة، ومواقف رمادية تخشى الانحياز لأي طرف، لا حبًا بالحياد، بل خوفًا من أن تُحسب الكلمة على منطق الحرب.

بصراحة، السؤال المؤلم: أين العرب خلال الأسبوعين الماضيين؟

هل كنا لاعبًا؟ أم مجرد مساحة عبور للصواريخ، وميدانًا للحسابات الإقليمية؟

الواقع أننا – كعرب – وجدنا أنفسنا بين مطرقة إسرائيل وسندان إيران.

فمن جهة، نخشى التغوّل الإسرائيلي، ومن جهة أخرى، نتوجس من التمدد الإيراني وأذرعه، ومن جهة ثالثة، نحاول الحفاظ على استقرار داخلي هش، تحكمه اعتبارات اقتصادية وأمنية حساسة.

أشعر، وأقولها بمرارة، أن المنطقة العربية باتت وكأنها بين فكي كماشة:

فكٌّ إسرائيلي مدعوم تكنولوجيًا وعسكريًا، وفكٌّ إيراني مسلّح بالأذرع العابرة للحدود.

وفي المنتصف، شعوب تبحث عن لقمة العيش، وأوطان ترمم هشاشتها بصمت.

برأيي، لن ينجو العرب بالحياد وحده.

لا بدّ من موقف واضح، واستراتيجية أمنية وسياسية واقتصادية تُخرجنا من موقع "المتفرج القَلِق" إلى موقع الفاعل المؤثّر.

لأن التاريخ لا يرحم الصامتين… ولا يمنح فرصًا طويلة للمُترددين

الحرب انتهت؟ نعم… على الورق.

لكن برأيي، ما جرى هو مجرد هدنة إجبارية، لا نتيجة قناعة ولا رغبة. وكل المؤشرات تقول إن الجولات القادمة قد تكون أكثر عنفًا وأوسع انتشارًا.

وانا كإبنة لهذه المنطقة، لا أبحث عن من انتصر ومن هزم… بل أتساءل: كم مرة سنتجنب الحرب في آخر لحظة؟ ومتى ينفد الحظ؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :