بقلم: د عاطف زريقات

في زمن تتسارع فيه التحولات العالمية وتتلاحق فيه الثورات العلمية ويقتحم العالم عصر الذكاء الاصطناعي بلا هوادة لم يعد بإمكان أي مجتمع أن يقف متفرجاً أو يكتفي بالتنظير فمواكبة هذه المتغيرات أصبحت شرطاً أساسياً للبقاء وتحقيق التقدم وحماية الأوطان من الانكماش والتراجع .

إن أي مجتمع لا يفتح أبوابه للحوار ولا يفسح المجال أمام جميع فئاته وأطيافه يواجه خطر الجمود والتخلف عن ركب الحضارة الذي لا ينتظر أحد ولا يلتفت إلى المتقاعسين، من هنا تبرز أهمية تأسيس منصة وطنية فكرية واجتماعية شاملة تتيح المجال للجميع حزبيين ومستقلين ومختصين لتبادل الأفكار والخبرات ومناقشة التحديات ووضع حلول عملية تخدم مصلحة المواطن والوطن .

جاءت فكرة الملتقى الوطني التقدمي الديمقراطي الأردني كخطوة نوعية ومشروع وطني جامع يهدف إلى بناء فضاء حواري حر يعكس التعددية الأردنية ويُرسخ ثقافة المشاركة الفاعلة هذا الملتقى ليس مجرد تجمع فكري بل إطار عملي يوحّد الجهود ويساهم في صياغة رؤى وطنية مستقبلية ويضع برامج ومبادرات حقيقية قادرة على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات أمام الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي .

إن تأسيس هذا الملتقى ليس ترفاً فكرياً ولا خياراً ثانوياً بل ضرورة وطنية ملحّة تفرضها اللحظة التاريخية التي نعيشها. إنه دعوة صادقة لتوحيد الصفوف وتحفيز العقول واستنهاض الطاقات الكامنة في أبناء الأردن ليكونوا شركاء في صناعة مستقبل وطنهم وبناء أردن قوي ديمقراطي تقدمي مزدهر وراسخ في مكانته بين الأمم .

فلنمضي معاً في هذه المسيرة مدفوعين بالإيمان بأن لا نهضة حقيقية دون مشاركة الجميع ولا إصلاح مستدام دون حوار ولا مستقبل مزدهر دون تخطيط علمي جماعي .

الملتقى الوطني التقدمي الديمقراطي الأردني هو دعوة لكل من يؤمن بأن الوطن مسؤولية مشتركة وأن التقدم لا يتحقق إلا بسواعد جميع أبنائه ٠