هكذا يريدونها نتنياهو وزمرته واركان البيت الابيض ،مفاوضات استسلام يتم من خلالها فرض الشروط والاملاءات الاسرائيلية على الجانب الفلسطيني،لتحقيق اهداف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، العسكرية والامنية والسياسية والاستيطانية، تفاوضيا بعد ان فشل العدوان في تحقيقها قتاليا.
هذا ما يحدث اليوم، في عالم تنقلب فيه العدالة ،وتغتال الانسانية والمصداقية والحقوق المشروعة والثابتة ،وتطعن فيه الحقيقة ويقتل الضمير ،ويسود فيه الظلم والقهر والباطل بفضل القوة ،ويطغى فيه النفاق والخذلان والتآمر والخيانة ،ويعلو صوت الجرائم والمجازر فوق صوت الحرية والحياة،وتدحر البلطجة والاستقواء الامل والانصاف ليسقط ميزان العدل، وتدفن قوانين الارض، تحت بساطير الاحتلال وحلفاؤه الظالمين المجرمين.
الرئيس الامريكي ترمب ،يستخدم التفوق الامريكي في جميع المجالات،لاعادة العالم الى العصور الوسطى،ويدل سلوكه على انه يمارس الدكتاتورية والاستبداد بأبشع صوره ،ويلوح باستخدام القوة لفرض سياساته وقراراته وتوجهاته والاستسلام الذي يريده على الجميع، سياسيا وتجاريا واقتصاديا وامنيا ومناخيا وفي جميع مناحي الحياة ،حتى وصل به الامر الى الازدراء من رؤساء الدول الاخرى،والتعامل معهم بفوقية مطلقة ،تؤشر الى عنصرية وفاشية ونازية حقيقية ،واستخفاف واضح بقيمة الاخرين من الرؤساء والزعماء الذين يلتقيهم او يشاركهم في اجتماعات مختلفة.
وهو يريد ان يطبق هذه القاعدة الخاصة به على الشعب الفلسطيني بالتعاون نتنياهو ،فتجده يصرح بلغة تدعو الى وقف الحرب على قطاع غزة،بينما يطلق يد نتنياهو لمواصلة الابادة الجماعية في القطاع،ويزوده بأحدث الاسلحة الامريكية لتحقيق ذلك،حتى اخذت بعض الاحصائيات تشير الى ان عدد سكان قطاع غزة تراجع منذ السابع من اكتوبر 2023 بمعدل نصف مليون مواطن ،وهذا رقم مرعب بالنسبة لمليونين وثلاثمائة الف نسمة عدد سكان القطاع الكلي الاصلي.
ورغم ذلك،فانهم يسعون من خلال المقاوضات الجارية في الدوحة حاليا،الى تجريد الفلسطينيين من اية حقوق سياسية في قطاع غزة، وتصفية القضية الفلسطينية تماما،وتهجير سكان القطاع الى اماكن متفرقة .
من الذي يجب ان يرحل عن الاخر، المحتلون ام الشعب صاحب الارض والقضية الرازخ تحت الاحتلال، المغتصبة ارضه بالقوة والمسلوبة حقوقه.
ومن الذي يجب ان يسلم سلاحه ،المحتلون المعتدون الذين يمارسون القتل والجرائم والابادة ضد الشعب الاعزل ،ام الذين يدافعون عن ارضهم وكرامتهم وحريتهم وشعبهم واعراضهم وحقوقهم وشرفهم.
ومن الذي يجب ان يبعد قادة الاحتلال المجرمون ،ام قادة المقاومة المدافعون عن حقهم وارضهم وحريتهم وشعبهم.
ولماذا القفز عن السبب الوحيد والرئيسي لكل هذا الصراع والحروب والنزاعات في المنطقة ،وهو الاحتلال الاسرائيلي ،ويتم معاقبة الضحية وسلب حقوقها واستباحة دمها ،كيف يمكن لعاقل ان يقبل او يوافق او يستوعب،ان يكون المحتل الغاصب القاتل المجرم على حق وتسخر القوانين لصالحه ،فيما يعاقب الشعب الواقع تحت الاحتلال لأنه يطالب بحريته التي سلبها المحتل ،ومنحته الشرعية الدولية الحق بالمطالبة بحقوقه وحريته باستخدام جميع الوسائل التي يقدر على استخدامها .
انه عالم الهرم المقلوب، الذي يقف مع باطل القوي ضد حق الضعيف ،تلك هي امريكا التي انتجت رئيسا دكتاتوريا يغتال حرية الرأي والاختيار والديمقراطية داخليا لاسباب عنصرية بحتة ، وفاشيا عنصريا نازيا في سلوكه وتعامله ومواقفه وتصرفه خارجيا.
على المفاوض الفلسطيني ان يحمي الهوية الوطنية الفلسطينية ،وان يبقى قطاع غزة فلسطينيا خالصا دون ان يتلوث بالآخرين،وان تبقى الحقوق الفلسطينية والقضية والهوية والشخصية الفلسطينية، ثابتة مرفوعة صامدة مستقلة حاضرة .