يحمل العنوان "نابليون في عمّان" دلالة رمزية وثقافية غنية، تجمع بين البعد التاريخي والأسطوري المرتبط بشخصية نابليون بونابرت، والواقع المحلي لعمان في سبعينيات القرن العشرين. وهو عنوان يثير التساؤل ويجذب القارئ لما يحمله من مفارقة بين شخصية إمبراطورية أوروبية وبين بيئة عربية معاصرة.

أبرز دلالات العنوان:

التناقض بين المكان والشخصية:

نابليون، الشخصية التاريخية الكبرى المرتبطة بالحرب والسياسة والسلطة، يُوضع في سياق جغرافي مختلف تمامًا – مدينة عمان. هذا التناقض يخلق صدمة فنية تُمهّد لفهم عميق للشخصية التي يتقمصها البطل.


رمزية الاغتراب:
العنوان يوحي بوجود شخصية "تظن" أنها نابليون، ما يلمّح إلى معاناة أو وجود حالة من الاغتراب الاجتماعي، وهي دلالة على رفض الواقع أو محاولة التمرد عليه بتقمص شخصية تاريخية لها سطوة ومكانة.

البحث عن الهوية:
تقمّص شخصية نابليون يمكن فهمه كنوع من الهروب من واقع قاسٍ إلى وهم القوة والمكانة. وهو ما يفتح الباب لتأملات فلسفية حول الهوية، والفرد، والمجتمع، وهي مواضيع تطرقت لها الرواية بأسلوب مصطفى القرنة الفلسفي.

نقد اجتماعي ضمني:
من خلال ربط شخصية نابليون بسياق محلّي في عمّان، يحمل العنوان انتقادًا مبطنًا للواقع الاجتماعي أو السياسي، وكأن الرواية تقول إن شخصًا بمثل هذه الهواجس والتخيلات لا يمكن أن يظهر إلا في مجتمع يعاني خللاً ما أو يغيب فيه الاحتواء.

إذًا، فالعنوان ليس مجرد إشارة إلى شخصية غريبة في المدينة، بل هو مدخل تأويلي يعكس المضمون العميق للرواية، ويكشف عن جدلية العلاقة بين التاريخ والواقع، الفرد والمجتمع .