غزة بين الصمت والخذلان .. والتوصيف والقلق
كمال زكارنة
22-07-2025 12:13 PM
يجب ان نؤكد دائما على الحقيقة الراسخة ونذكر بها،بأن الولايات المتحدة الامريكية ،هي التي تحتل الاراضي الفلسطينية وتقتل الفلسطينيين وتبيدهم ،وتمنع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ،وتبقي على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قائما ومستمرا ومشتعلا،وكذلك الصراع العربي الاسرائيلي،وانها تتحمل المسؤولية المباشرة والكاملة عن كل ما تقوم به اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها .
ونؤكد دائما بأن الرئيس الامريكي السابق عن الحزب الديمقراطي جو بايدن وادارته ،والرئيس الامريكي الحالي عن الحزب الجمهموري دونالد ترمب وادارته،مسؤولون امام التاريخ والحق والقانون والقضاء والانسانية، عن جميع جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها اسرائيل في قطاع غزة،كما هي مسؤولية نتنياهو والقادة العسكريين والضباط والجنود الاسرائيليين .
وعلينا ان نؤكد بأن هذا الموقف الامريكي،المشارك والداعم والمساعد للاحتلال الاسرائيلي ،والحامي له والمدافع عنه ،والراعي والمتبني لروايته ،يعتبر من اهم اسباب الصمت الدولي والتخاذل العربي والاسلامي ازاء ما يرتكبه الاحتلال من جرائم حرب في قطاع غزة،ويرهب الدول العالمية والعربية والاسلامية ،ويمنعها من تصعيد مواقفها ضد اسرائيل،وان كان الغطاء الامريكي للاحتلال، لا يجوز ان يكون مبررا لتخاذل الامتين العربية والاسلامية والعالم تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يتعرض له من عدوان عسكري وحشي اجرامي صهيوني.
اليوم وبعد ان وضعت جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، وخاصة التجويع المميت،انسانية العالم وديمقراطيته وحضارته وتاريخه ونهضته ،في حاويات القمامة ،التي يبحث اطفال غزة فيها عن كسرة خبز من اجل البقاء،تطورت بعض المواقف الدولية ،وانتقلت من الصمت الى التوصيف والقلق،فقد اجادوا وصف الجرائم الاسرائيلية ،والمعاناة والتنكيل والظلم الذي يعانيه مليونا فلسطيني في القطاع،واخذوا يطالبون على شكل مجموعات،بوقف الحرب على غزة،لكن كل هذا مع وقف التنفيذ.
الاتحاد الاوروبي يحاول ايصال موقفه المتواطيء مع اسرائيل، دون ان تسمعه امريكا رغم تواطئه،والدول الاسلامية تنأى بنفسها بعيدا،اما الدول العربية فان مواقفها تتحدث عنها .
ترمب ونتنياهو يتظاهران احيانا بالخلافات ،وهي عملية تبادل ادوار لا غير ،وما يجري حاليا في المفاوضات ،هو شراء للوقت لهدفين ،الاول زيادة وتشديد الضغط العسكري الاسرائيلي ليشمل جميع مناطق القطاع على امل تحقيق انجاز ما، قبل السابع والعشرين من الشهر الحالي،والثاني انتظارا لبدء عطلة الكنيست يوم الاحد المقبل ،لتمكين نتنياهو من تمرير الاتفاق دون تدخل الكنيست ومنع اسقاط حكومته.
وصف ما يجري في قطاع غزة اوروبيا بأنه وصمة عار على جبين الانسانية ،والدعوة الجماعية الى وقف العدوان الاسرائيلي فورا، وفتح المعابر امام المساعدات دون قيود او تحديد للكميات،لا يكفي ،لانه لا يعدو كونه زحزحة بسيطة جدا عن الصمت ،وتحقيق هذه الدعوة يتطلب اجراءات ومواقف قوية وفورية حاسمة ،في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية .
مرة اخرى ،امريكا هي حائط الصد والغطاء الذي يحمي اسرائيل،وتبقيها على قيد الحياة ،وتضمن استمرار احتلالها للاراضي الفلسطينية والعربية.