الشاعر الجهالين يصطحب فريق "الصيف لا يحلو إلا بمكتبتي" بجولة في السلط
01-08-2025 01:30 PM
عمون - في لحظة التقاء بين الكلمة والتاريخ، وبين الثقافة والجمال، اصطحب الشاعر والأديب محمد الجهالين، يرافقه الأستاذ كمال قطيشات رئيس منتدى الطفل العربي، فريق مبادرة "الصيف لا يحلو إلا بمكتبتي" في جولة سياحية وثقافية بين أزقة السلط القديمة، المدينة التي لا تزال تنبض بالحياة بين حجارتها الصفراء، ونوافذها المفتوحة على الزمن الجميل.
وشارك في الرحلة كل من الأستاذة ميرنا حتقوة، مديرة المبادرة، والأستاذة رجاء كنعان، والشاعر عادل الخطيب، حيث تجول الفريق في شوارع السلط التي تحاكي الحنين، وتتنفس عبق الحضارة الأردنية الأصيلة، فكانوا كمن يسير في صفحات كتاب تاريخ حيّ، يروي قصة مدينة لم تتوقف يوماً عن احتضان الفن والثقافة والكرم.
من سوق الحمّام إلى ساحة العين، ومن الممرات الضيقة المبللة برائحة الزمن، إلى الحجارة التي صمدت في وجه التحول دون أن تفقد بريقها، سار الوفد برفقة الجهالين بخطى المحبة والانبهار، واكتشفوا خلال الجولة وجه السلط الإنساني، ذاك الوجه الذي لا تلتقطه العدسات بل تشعر به الأرواح.
ولم تكن الرحلة مجرد تجوال سياحي، بل كانت رحلة روحية ثقافية، تعكس روح المبادرة التي تُعنى بإحياء الوعي والانتماء من خلال القراءة، وتمتد لتحتضن الأمكنة التي تُشبه الفكرة ذاتهاـ عراقة الماضي وجمال الحاضر.
واختُتمت الجولة بأجواء دافئة على مائدة إفطار أردنية أصيلة، في أحد المطاعم التراثية التي لا تقتصر على تقديم الطعام، بل تقدم تجربة متكاملة من الدفء والتاريخ، حيث طغى الحضور الودي على المكان، وتبادل الجميع الأحاديث حول الثقافة، والطفولة، والمبادرات المجتمعية، وكيف يمكن لجمال المدن أن يعزز من أثر الكلمة، ويغذي الإلهام.
لقد كانت هذه الرحلة في السلط تجسيداً حياً لفلسفة مبادرة "الصيف لا يحلو إلا بمكتبتي"، حيث لا يقتصر دور الكتاب على صفحات الورق، بل يمتد ليكون جسراً يصل الإنسان بجذوره، ومدنه، وتاريخه، ليُصبح الوعي تجربةً معاشة، لا مجرّد فكرة.
هكذا كانت السلط، وهكذا أرادها الجهالين، مدينة تحتضن الكلمة وتمشي بها، مدينة لا تزال تروي، ولا تزال تُنصت.