حكومة حرب واحتلال وضم وتهجير
كمال زكارنة
05-08-2025 10:39 AM
لا يوجد في قاموس الحكومة الاسرائيلية ولا على اجندتها ،اي مساحة او فراغ لما يسمى بالسلام وفقا لمفهومها،ولا حتى بحجم حرف او فاصلة او نقطة،وكل ما تقوم به من مناورات ومراوغات، ليس الا محاولات لفرض شروطها واملاءاتها الاستسلامية على الجانب الفلسطيني.
ان مطالب حكومة الاحتلال لوقف الحرب على غزة،هي نفس اهداف الحرب التي اعلنها نتنياهو منذ الساعة الاولى للعدوان ،بمعنى ان الذي لم تستطع تحقيقه بالعدوان العسكري ،تسعى الى فرضه على طاولة المفاوضات.
حكومة الاحتلال ،لديها اهداف استراتيجية تعمل على تحقيقها ،وهي اعادة احتلال قطاع غزة بالكامل وفرض السيطرة العسكرية والامنية والمعيشية على السكان الفلسطينيين،ومن ثم التضيقق عليهم والابقاء على حياتهم في قلب الجحيم،وفتح ابواب الهجرة لهم واجبارهم على خيار الرحيل بلا عودة،وتفريغ القطاع من اصحابه بقوة النار والحصار بعد الاستفراد بهم.
هذا النهج يجري تطبيقه على الضفة الغربية بالتزامن والتوازي،ولمن يتعامى عن ما يحدث في الضفة المحتلة،فان اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون فلسطيني هناك ،يعيشون في جحيم ورعب اسوأ بكثير من الذي يعانيه سكان قطاع غزة.
في الضفة الغربية ،جعل المستوطنون حياة الشعب الفلسطيني جحيما حقيقيا ،وملأوا الارض رعبا وخوفا،حيث يخرجون جماعات مددجة بالسلاح ،يقتحمون القرى والتجمعات السكانية والاحياء في المدن والمخيمات،ويعتدون على المواطنين في منازلهم وحقولهم ،ويستولون على اراضيهم وممتلكاتهم ومواشيهم،ويقيمون البؤر الاستيطانية فيها ،كل ذلك بحماية كاملة من جيش الاحتلال،ما يجري في الضفة الغربية ،عملية تهجير منظمة وممنهجة بافلات قطعان المستوطنين على المواطنين الفلسطينين وممتلكاتهم واملاكهم واراضيهم، وسلبها واغتصابها منهم بقوة السلاح ،واحالتها للمستوطنين والمستوطنات، الى جانب هدم الاحياء السكنية والاعتقالات والاغتيالات المستمرة ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
الخطة الامريكية الاسرائيلية المشتركة بخصوص غزة،تجاوزت هدف تحرير الاسرى الاسرائيليين ،وهي تقوم على احتلال القطاع وضمه للكيان،وتفريغه من سكانه بعملية تهجير وتطهير عرقي منظمة وممنهجة،فهم يعلمون جيدا ان احتلال القطاع بالكامل،لن يمكنهم من تحرير اسراهم،وفي افضل الاحوال بالنسبة لهم، قد يعثرون عليهم جميعا لكن جثثا هامدة،اذا وجدوا تلك الجثث،لان المقاومة وضعت هي الاخرى خطط المواجهة والتصدي للعدوان، وكيفية التعامل معه ومع الاسرى.
الادارة الامريكية لم تعط الضوء الاخضر لنتنياهو لاحتلال القطاع بالكامل،بل هي شريكة رئيسية ومباشرة في العدوان،وقد ارسلت مئات المقاتلين من قوات الدلتا الامريكية ،وهي القوات الخاصة المتقدمة على المارينز، وتعتبر النخبة في الجيش الامريكي،ارسلتهم الى غلاف غزة ،ليقاتلوا مع جيش الاحتلال.
لم يتفوق احد على نتنياهو بالكذب الا ترمب،فنجد ان الثلاثي في بيت الشر البيت الاسود،ترمب وروبيو وويتكوف،انهم الوجه الاخر لنتنياهو وسموتريتش وبن غفير في حكومة الكيان.
وهم ينفون وجود ابادة جماعية ومجاعة في قطاع غزة،ويتهمون الجانب الفلسطيني بعرقلة الاتفاق ،ويطالبون بنزع سلاح المقاومة دون ان يقدموا شيئا للشعب الفلسطيني.
خطة احتلال الضفة والقطاع وضمهما ،رغم انها اساس المشروع الصهيوني في فلسطين،فهي ايضا تعتبر ردا على مؤتمر حل الدولتين ونتائجه،ومحاولة لافشاله قبل تطبيق مخرجاته على الارض.
المهم فلسطينيا ،التركيز على ان امريكا طرف في العدوان والحرب على الشعب الفلسطيني،ولا يمكن ان تكون ضامنا نزيها وموثوقا لأي تعهد او اتفاق،وان لا تخلي عن قطعة سلاح واحدة، الا بدولة فلسطينية مستقلة بسيادة كاملة .
المشروع الاسرائيلي الامريكي التوسعي ،يشمل احتلال كامل فلسطين، واجزاء واسعة من سوريا ولبنان ودولا اخرى مستقبلا ،ولن يكفيهم السلام ولا الاستسلام ولا تسليم السلاح،لانهم يريدون ارضا بلا شعوب.