بالنسبة لي ولكل عربي يفهم عروبته ويخلص للأمة ويؤمن بالدين و القومية لم يأت نتنياهو بأي جديد فنحن نعرف جيدا ان إسرائيل بشكلها السياسي والعقائدي والعسكري نشأت وهي تحمل هذه الأهداف وهي تحاول التقدم باتجاه تحقيقها باستراتيجية و خطة شاملة و برنامج عمل مدروس وضمن أطر زمنية محددة.

لا أظن أنّ ما صدر عن نتينياهو من تصريحات بخصوص رؤيته للمستقبل والدور الذي يلعبه كرئيس وزراء للكيان وقائد تاريخي بقي لاعبا مهما على الساحة السياسية الإسرائيلية والعالمية لثلاثة عقود كان خلالها واضحا وعنيدا وصلبا فهم سيكولوجية العرب وحبهم المفرط للزعامة واستعدادهم الشديد للانخراط في صفقات لا غاية لها الا إطالة الأمد لبقاء الحكام في مواقعهم والتستر على ما يقومون به من أعمال و ارتباطات لا علاقة لها بالصالح العام لشعوبهم ولا أهدافها وتطلعاتها.

نتينياهو يعلن وبلا ترد بل وبايقاع يحمل الحس بالمسؤولية تجاه من ولوه أمرهم بأنه في مهمة ذات ابعاد تاريخية وروحية يحمل فيها رسالة تحقيق الحلم اليهودي بدولة تمتد حدودها لتشمل كامل فلسطين واجزاء من سورية ولبنان والاردن ومصر.

لا أعرف كيف اعبر عن شعور الغضب الذي يتملكني وانا اتابع ردود الفعل التي عبر عنها كل الذين يستلقون على مقاعدهم المريحة مثلي ويسألون عن الأسباب التي مهدت وشجعت هذا الصهيوني المتغطرس إلى الوصول إلى هذا المستوى من الغرور بنفسه والاستخفاف بنا وبهذه الأمة التي جرى تمزيق بناءها واستبدال قياداتها وتجريدها من كل ما يسهم في تماسكها وصلابتها ووقوفها في وجه هذا العدو المتوحش اللعين.

الغزيون الذين يدافعون عن شرف الأمة ويحملون ما تبقى من موروث عزتها يقدمون كقرابين على مذابح الصهيونية وسط تعتيم صهيوني وتخاذل عربي ووعي عالمي خجول بضرورة لجم هذا العدوان وانتصار الشعوب لانسانيتها التي تستباح على أيدي هؤلاء الطغاة واعوانهم.

الدعوات التي أطلقها عشرات الأردنيين بأهمية اخذ الاحتياطات والاستعداد للأسوأ امر في غاية الأهمية. من غير المعقول أن نستمع إلى هذه التصريحات ونصم اذاننا وكأن الأمر لا يعنينا هؤلاء الاوغاد لا ينظرون لنا كبشر ولا يعترفون بحقنا في الحياة ومن الحكمة ان نتعظ بما حصل ويحصل لاخواننا في فلسطين وفي غزة وجنوب لبنان وسورية. من المعيب ان ننتظر ليجري استباحة... ارضنا وفضائنا او يجري ذبحنا كالخراف. في بلد يزخر باجيال من المتقاعدين و العسكريين يصبح الاستعداد لما هو مبيت لنا واجب وفريضة على كل واحد منا.