facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تداعيات الربيع العربي على إسرائيل


د. هايل ودعان الدعجة
06-08-2011 06:21 PM

ما من انسان الا ويعي حتمية انعكاس تداعيات الربيع العربي على قضية الصراع العربي ـ الاسرائيلي، باعتبارها الوجهة او المقصد الذي يسعى اليه هذا الحدث العربي النوعي والتحولي في اجندة المشهد الاقليمي برمته. فاذا كانت الثورات والمسيرات الشعبية العربية الاحتجاجية المطالبة بالاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديمقراطية والحرية والتعددية والمشاركة السياسية في عملية صنع القرار، تجسد مطلبا عربيا (داخليا) يهدف الى اعادة ترتيب البيت العربي الداخلي اولا، فذلك لان الخلل في الجبهة العربية يتمثل في هذا الجانب، الذي جسد نقطة ضعف واختراق في هذه الجبهة، التي امكن للجانب الاسرائيلي استغلالها وتوظيفها في مصلحته وتعزيز تفوقه وانتصاره في هذه المعادلة الصراعية، التي على ما يبدو انها (بدأت) تشهد ما يشبه اعادة ترتيب او نظر في ادواتها واوراقها السياسية تحديدا، وذلك على وقع الموجات العربية التي ضربت المنطقة، فاطاحت بعض الانظمة السياسية، وما تزال تهدد البعض الاخر. ان مثل هذه الانعطافات المؤثرة في مسيرة القضية الفلسطينية يدركها جيدا الجانب الاسرائيلي الذي عبر في اكثر من مناسبة عن قلقه وتخوفه من تبعاتها ونتائجها عليه، معطيا لنفسه مساحة من الانتظار والترقب لما ستؤول اليه الامور والتطورات المفاجئة، التي يتوقع ان لا تكون في صالحه على الاطلاق للتغيرات المتوقع حدوثها في العلاقة بين الانظمة السياسية والشعوب في المنطقة العربية، بحيث تصبح هذه الانظمة اكثر استجابة واصغاء لمطالب الشعوب وتطلعاتها باعتبارها المعيار الذي تقاس عليه شرعيتها. مثل هذا القلق الاسرائيلي عبر عنه قائد الاركان الاسرائيلي السابق امنون شاحك بالقول: ان كل سقوط في العالم العربي سيؤثر سلبا على اسرائيل امنيا وسياسيا واقتصاديا، مرجحا حدوث انتفاضة فلسطينية جديدة اقتداء بالثورات العربية التي تشهدها المنطقة.

ان محاولة ترطيب الاجواء بين فتح وحماس وطرح ورقة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الامم المتحدة ايلول القادم والضغوط العالمية والاوروبية تحديدا على اسرائيل للتعاطي الجدي مع جهود السلام وعدم اتصال الدول العربية مع الحكومة الاسرائيلية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، وظهور دعوات في مصر تطالب بالغاء اتفاقية كامب ديفيد، وانعدام الثقة الاردنية بالمواقف الاسرائيلية ازاء عملية السلام، كلها اشارات على حدوث مستجدات في مشهد الصراع الاقليمي على خلفية الربيع العربي الذي فرض نفسه على هذا المشهد، بصورة ستجعله يؤثر في ملفاته واجندته حد بعثرة الاوراق الاقليمية واعادة ترتيبها بشكل يضمن تعزيز الموقف العربي وتقويته في معادلة الصراع مع الجانب الاسرائيلي، الذي يتوقع ان يكون على موعد مع مواجهات عربية مختلفة وذات طبيعة شعبية يتوقف فيها مصير الانظمة السياسية العربية على مدى استجابتها لمطالب شعوبها، وفي مقدمة ذلك مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وربما هذا ما يفسر نداءات بعض الاطراف الاسرائيلية ودعواتها للحكومة الاسرائيلية الحالية بضرورة اخذ تبعات الثورات العربية على اسرائيل بجدية من خلال االاستمرار في المفاوضات السلمية وعدم اضاعة المزيد من فرص السلام واقامة الدولة الفلسطينية وذلك حفاظا على المصلحة الاسرائيلية. فقد اكدت قيادات امنية اسرائيلية سابقة مثل رئيس جهاز الشاباك وسلاح البحرية داني يتوم، وقائد الاركان امنون شاحك، ورئيس الشاباك يعقوب بيري على ان نتنياهو يشكل خطرا على اسرائيل، وان سلوكه السياسي يشكل بداية نهايتها، إضافة الى ان لا مبالاته وسلبيته حيال السلام ـ حسب هذه القيادات ـ تنطويان على مصيبة.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :