facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مطلوب لفرع فلسطين!


د. عامر بني عامر
24-08-2025 10:52 AM

حطّت الطائرة في مطار دمشق بعد غيابٍ طويل، على شبّاك الجوازات، تصفّح الموظف اسمي بعين باردة، وأخبرني بأني “مطلوب لفرع فلسطين”، لحظة تختزل تاريخاً من القمع، فرع مخابرات كان من أسوأ أدوات النظام المستبد الغليظ، حيث تُدار الملفات بالترهيب والتعذيب لا بالقانون، والمفارقة أن يُلصق اسم فلسطين، بكل ما يمثله من شرف وكرامة، بمكان لا يعرف سوى البطش، فلسطين أشرف من أن تُحشر في لافتة على باب فرع أمني.

ورغم هذا المشهد، كان في داخلي شعور آخر: فرحٌ بالعودة إلى سوريا بعد أكثر من عشر سنوات من الانخراط مع السوريين في الخارج، اليوم أراها بعيوني: ورشة بناء تتحرك في كل الاتجاهات، صحيح أن التحديات ثقيلة والإيقاع بطيء، لكن عجلة الحياة تدور، وسوريون عادوا من كل أصقاع الدنيا بدافع الأمل في المساهمة بإعادة البناء.

أما الأردن، فالمقارنة تحضر من تلقاء نفسها. بلد اختار أن يكون متسامحاً متنوعاً، فظل بيتاً مفتوحاً لكل أبنائه، ومرفأً للغريب الذي عصفت به أزماته في بلاده، هذه السماحة لم تكن ترفاً ولا زينة خطاب، بل سر قوته وصموده في وجه عواصف الإقليم، لكنها أيضاً ليست رصيداً لا ينفد، بل قاعدة تُبنى وتُحرس باستمرار، وحمايتها واجب يومي، حتى تبقى بعيده عن الاختراقات، من أي قوى سياسية سواء داخل السلطة التنفيذية أو من خارجها، لأن سماحة الأردن وتنوعه هما خط الدفاع الأول، وعلينا أن نصونهما.

السوريون بدورهم يعرفون قيمة الأردن، ويقدّرون دعمه، في لقاءات عديدة، كان الانطباع واضحاً: الأردن اليوم داعم حقيقي وملموس لسوريا، وصوته مسموع، وموقفه مختلف عن الكثير من الجيران والأشقاء والأصدقاء، هذه الحقيقة تمنح العلاقة بين البلدين بعداً أعمق من السياسة، فهي قدر جغرافي وتاريخي يفرض على الطرفين أن يكونا سنداً لبعضهما البعض.

“مطلوب لفرع فلسطين” لم تكن مجرد جملة عابرة، بل مرآة لمرحلة كاملة، وهي تذكير بما فقدته سوريا حين غاب عنها التسامح والتعدد، وما يجب أن يحافظ عليه الأردن ليستمر، وهذه الخلاصة، بعد رحلة عمل إلى دمشق تقول لنا: طريق السوريين صعب لكنه ممكن، والأردن، ما دام يحمي سماحته وتنوعه، سيبقى السند الأقرب لهم، بين دمشق وعمان، حكاية عشق مشتركة، وحاضر يطالبنا بالحكمة، ومستقبل نريده أوضح وأعدل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :