عمون - انطلقت في الخميس 4 أيلول/ سبتمبر 2025 في لندن، فعاليات اليوم الأول من محكمة غزة الشعبية في لندن، والتي عُقدت على مدى يومين كمبادرة مدنية للبحث في دور بريطانيا في جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.

وافتتح الفعالية "جيريمي كوربين" بالشراكة مع الدكتورة شهد حموري (خبيرة القانون الدولي) والبروفيسور نيف غوردون (أستاذ حقوق الإنسان)، لتشكل هذه الجلسة منصة لمناقشة التواطؤ البريطاني المحتمل في جرائم الإبادة، وتسليط الضوء على الأبعاد القانونية والسياسية والتاريخية المتشابكة.

وشهد الافتتاح مشاركة المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، التي تحدثت عن الإطار القانوني الدولي وضرورة محاسبة الدول التي تسهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، في وقوع جرائم ضد الإنسانية.

ثم تلتها شهادات ميدانية وإنسانية، أبرزها:

• نيك مايوارد، جراح جامعة أكسفورد، والذي قدم شهادته المباشرة من غزة، مؤكّدًا أنه شهد استهدافًا متعمدًا للمستشفيات والعاملين الصحيين، لا سيما قصف آخر لمستشفى ناصر أثناء وجوده هناك؛
• هالة صبّاح، مؤسِّسة مشروع “سمير” لدعم غزة، التي حمّلت سياسات بريطانيا مسؤولية استمرار المجاعة، فقالت بحسرة:
"المملكة المتحدة لا تُكتفي بقتلنا فعليًا، بل ترفض استقبالنا"؛ في إشارة إلى تباطؤ الترحيب بحالات إنسانية مقارنةً بدول أوروبية أخرى.
• أبوبكر عبيد، صحفي فلسطيني نُقل إلى أيرلندا، وصف تدهور الوضع الإنساني بأنه امتداد محلك سر لتاريخ طويل من الحصار، منتقدًا الإعلام الدولي لعدم أكبر التغطية العادلة، كما لفت إلى تعرض الصحفيين الفلسطينيين لـ”استهداف مباشر”، حيث قُتل أكثر من 250 منهم.
تميز اليوم الأول بعدد من الجوانب البارزة:
• المساءلة الجماعية :كُرس اليوم لإيصال الأصوات الفلسطينية، وتأكيد أن التحرك المدني العالمي ضرورة لمواجهة تجاوزات المؤسسات الدولية.
• الاستجابة القانونية: جرى التركيز على استخدام الطائرات التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية (RAF) للدعم الاستخباري، ومبيعات قطع غيار طائرات حربية، والعلاقة بين وزارة الدفاع البريطانية وشركات الأسلحة الإسرائيلية.
• قدر الحياة في غزة: شمل النقاش جوانب إنسانية مروّعة، خاصة فيما يتعلق بفقدان أفراد الطواقم الطبية واستهداف البنى الصحية، وانهيار وصول المساعدات.
وثلثًا من اليوم كان مخصصًا للمداخلات السياسية، حيث طالب وفد فلسطيني بقيادة د. حسام زملط الحكومة البريطانية بفرض حظر على المنتجات القادمة من المستوطنات، وسحب التنازلات الممنوحة للمستوطنين، معتبرًا أن ما حدث مجزرة مدعومة.

وجاء ختام اليوم بتأكيد صريح من المنظمين على أن هذا الحدث يمثل نداءً ضميرياً أمام تحويل الانتهاكات إلى مسألة مكافآت سياسية أو تحالفات أمنية.

وقد أكّد "كوربين" أن الحدث يمثل "خطوة أولى نحو تحقيق عدالة يتأخر بها المجتمع الدولي" عبر وثائق وشهادات تُسجل في أرشيف يُعدّ لدعم متابعة قضايا مستقبلية.