توقيع معاهدة الدفاع المشترك بين المملكة العربية السعودية والباكستان،تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح وفي غاية الاهمية ،وتشكل تحولا استراتيجيا في التحالفات العربية السياسية والعسكرية والامنية ،ولا بد من تعزيزها والبناء عليها عربيا واسلاميا ،خاصة ان مثل هذه التحالفات الجديدة لا تتعارض ،مع العلاقات التاريخية بين الدول العربية والاسلامية وبعض الدول الكبرى الاخرى .
بناء تحالفات عربية جديدة مع دول معينة ،يجب ان يترافق مع تنويع مصادر التسلح العربي ،لأن العدو المشترك للعرب والمسلمين الكيان الغاصب لفلسطين،يعتبر الحليف الاول والاهم والاقرب والاستراتيجي لحليف العرب التاريخي،ومصدر التسلح الرئيسي لهم .
ويجب الاشارة هنا الى ان نتنياهو بالذات، يستند في مواقفه المتشددة ومواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني وبعض الدول العربية ،الى مسألتين رئيسيتين،الاولى الاختراقات الامنية في بعض الدول،والثانية ،ان السلاح الثقيل الذي تملكه الدول العربية ومصدره الولايات المتحدة الامريكية، الجوي والبري والبحري،الهجومي والدفاعي، يستطيع الكيان ابطال مفعوله وتجميده في مخازنه ومرابضه ،ومنع استخدامه ضده، وهذا ما حصل على ارض الواقع اكثر من مرة،اضافة الى ان الحليف التاريخي للعرب، الولايات المتحدة الامريكية ،لا يمكن ان تقدم اي دولة عربية على الكيان الغاصب ،مهما بلغ اخلاص ووفاء وكرم وسخاء وتضحيات الدول العربية لصالح امريكا.
ثلاث دول عربية وثلاث اسلامية ،يجب ان تسموا في علاقاتها فوق اية خلافات اذا كانت موجودة ،وان ترقى بعلاقاتها وتوجهاتها وسياساتها وتفكيرها ،السياسي والعسكري والامني ،وان تتوصل الى ارضية مشتركة للتعاون والتحالف والدفاع المشترك،للتصدي للمخاطر الحقيقية التي يشكلها الكيان الغاصب ضد هذه الدول .
الاردن ومصر والسعودية ،اهم ثلاث دول عربية في هذه المرحلة ،وهي التي تشكل الثقل الاقتصادي والعسكري والامني والبشري،وتعتبر العمود الفقري للامن والاستقرار العربي ،وعليها تعتمد الشعوب العربية في اية مواجهات محتملة مع الكيان الغاصب.
اسلاميا ،الباكستان وتركيا وايران ،اهم واقوى ثلاث دول اسلامية ،تمتلك قدرات تسليحية هائلة ،نووية وتقليدية ،وقوى اقتصادية وبشرية ،وان تحالف الدول الست مع بعضها البعض ،في اطار معاهدة دفاع مشترك،يعني تشكيل قوة عسكرية عربية اسلامية يحسب لها الف حساب ،خاصة عندما تعتمد على مصادر تسليح ذاتية واخرى خارجية،لا يتعامل معها الكيان الغاصب.
بعد اعلان قادة الكيان عن نواياهم الحقيقية ومخططاتهم العدوانية والتوسعية ضد الدول العربية والاسلامية،المؤيدة بالمطلق امريكيا ،يجب الارتقاء بالعلاقات العربية الاسلامية الى مستوى التحالف والدفاع المشترك،لحماية انفسهم ومصالحهم ومستقبلهم ومستقبل شعوبهم.
معاهدة الدفاع المشترك السعودية الباكستانية ،يجب ان تكون الخطوة الاولى على طريق بناء تحالف استراتيجي ودفاع مشترك عربي اسلامي،يجمع القدرات والقوى العربية والاسلامية ،لتكون رادعا للخصم ،ودرعا دفاعيا لها.