facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إعادة إنتاج أدوات الهيمنة


الدكتور علي فواز العدوان
23-09-2025 10:08 AM

لم يعد الصراع الدولي مجرد نزاع جيوسياسي على النفوذ، بل تحوّل إلى حرب مفتوحة للسيطرة على الثروات الحقيقية للعالم، وعلى رأسها الطاقة والغاز. وفي قلب هذه الحرب، تقف الولايات المتحدة التي اعتادت أن تمسك بمفاتيح الأسواق وتوجه بوصلتها، لتجد نفسها اليوم أمام واقع جديد يهدد ريادتها العالمية.

الولايات المتحدة، التي طالما فرضت إرادتها تحت شعار "الديمقراطية وحقوق الإنسان"، تكشّفت حقيقتها أكثر من أي وقت مضى عبر موقفها الأعمى تجاه القضية الفلسطينية. هذا الموقف الذي لم يعد يفضح ازدواجية المعايير فحسب، بل كشف عن جوهر استراتيجيتها دعم إسرائيل للسيطرة على بحر غزة، حيث يقع أحد أكبر حقول الغاز في شرق المتوسط، مفتاح إمدادات أوروبا بعد أزمة الطاقة التي سببتها الحرب في أوكرانيا.

إن ما تسعى إليه واشنطن من خلال ربط أمن إسرائيل بملف الطاقة في المتوسط ليس سوى محاولة جديدة لإعادة إنتاج أدوات الهيمنة القديمة. لكنها محاولة محكومة بالفشل، لأن المشهد الدولي تغيّر.

روسيا لا تزال اللاعب الأبرز في سوق الغاز رغم العقوبات.

الصين تبني تحالفات استراتيجية وتستثمر في البنية التحتية للطاقة عالميًا.

أوروبا نفسها تعيش مأزقًا بين التبعية لواشنطن وحاجتها لحلول أكثر استقرارًا. إن اختزال الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في بعد أمني يهدف للهيمنة على الغاز، يكشف كيف تحولت واشنطن إلى قوة عمياء تتحرك بقرارات انتحارية. فالرهان على السيطرة بالقوة على موارد غزة سيحوّل البحر إلى ساحة مواجهة مفتوحة، ويعجّل بسقوط النفوذ الأمريكي بدلًا من تكريسه.

اليوم، ومع كل رصاصة تُطلق على غزة، يتهاوى ما تبقى من صورة أمريكا كقوة قائدة للعالم، لتحل مكانها صورة دولة فقدت أخلاقها السياسية، وأضاعت قدرتها على قراءة التاريخ والجغرافيا معًا. وهنا، يصبح السؤال الأهم: هل نحن أمام بداية نهاية الهيمنة الأمريكية، أم أمام إعادة صياغة لنظام عالمي جديد تُرسم ملامحه من بحر غزة إلى قلب أوروبا؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :