ديوان شعري حديقة هدى لـ حمدان نزال
04-11-2025 04:28 PM
عمون - قراءة يوسف عبد الله محمود
الراحل حمدان نزال ابن قباطية، القرية الفلسطينية المجاهدة، والده حاول الصهاينة اجباره على ترك منزله بحجة انه يؤوي ال--فأبى بشموخ ان يتركه. داسوا على عنقه فظل رافضًا تركه. بعدها بأيام غادر الحياة موجوعًا على بلاده المغتصبة فلسطين.
في "حديقة هدى" –وهي زوجة حمدان التي وفرت له حنان الفقد بعد رحيل والده، يعبر في ديوانه هذا عن عميق مشاعر الوفاء لزوجته. رحيلها اوجعه فراح يعبر عن هذا الوجع بأبيات فيها التحسر على شريكة حياة وقفت على جانبه على امتداد حياتها فيها يقول:
فقدت عصاي في ظُلَم وعتمة وكدت اغوص في شجن الليالي
فقدت شريكتي وفقدت نصفي فبت انوء منعقد اللسان
تضيع المفردات بلا بيان على شفتي تضطرب المعاني
فكيف أقول والآهات جمر وقلبي والاسى متجاوران
وفي قصيدة أخرى يقول وقد لوعه فراق هدى
هدى في القلب ما زالت مقيمة وحب هدى لقلب لا يزول
اناجيها واسمعها وابكي ونسيان الحبيبة مستحيل
وفي قصيدة أخرى يقول:
سئمت بغربتي ضعفي وهمي رضيت بما تجود به السماء
وحكم الله اقبله وارضى وعيني قد اضر بها البكاء
انه ايضًا بكاء على وطن سليب خذله تجار الأوطان. ما ابشع خيانة الاوطان
وطني لو شغلت عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي، حب الوطن من الأمان
لسان الراحل حمدان لا يفتأ يردد:
خذلوك يا وطني سماسرة الأوطان استباحت حِماك طرائد البشرية
الشاعر حمدان نزال الذي عانى آلام الفقد، واجهه اغتراب عن مسقط رأسه قباطية. وجد الدفء الى جانب شريكة عمر انسته مرارة الاغتراب. حنانها زاده عنفواناً على عنفوان.
أبو حكيم حمدان نزال، مؤمن بالقضاء وحكم الله سبحانه. لكن الحزن لا يفارقه وقد رحلت شريكته في السراء والضراء. اسمعه وهو يرثيها بمفردات تسكنها اللوعة:
ذكرتك في صلاة الفجر يومي ذكرتك في السجود وفي الركوع
وعن حفظ العهد يقول أبو حكيم:
حفظت عهدك ما خنت العهود
وفي حنينه الى مسقط الرأس قباطية يقول:
ستشرق الشمس مهما طال مغربها ونخلع الشر من ارض النبوات
وفي استذكاره للوطن السليب يقول:
فالقدس تبكي والخليل جريحة والاهل في عزماتهم ابطال
ظمئوا وجاعوا والثبات سلاحهم صمدوا وكل منهم عِبالُ
ما من غريب وإن ابدى تجلده تذكر عند الغُربة الوطنا
تغادره اقدامنا لكن قلوبنا تظل فيه
وفي رثائه لوالده يقول نجله ايمن حمدان نزال:
"حمدان وهدى يغادران الحياة –رحمهما الله- غادراها بعد كفاح طويل حافل بالعطاء والتضحيات والحب. نفحات من الحب فاضت بها نفس والدي".
بدوري أقول لا حب يعدل حب الوطن.
رحم الله الشاعر حمدان نزال. اظمته الغربة عن وطن. حبه لزوجته هدى هو أيضا حب لقباطية مسقط رأسه.
عرفت الفقيد على مقاعد الدراسة مفتونًا بجمال قباطية مسقط رأسه ولسان حاله يردد مع الشاعر قوله:
ولي وطن آليت الا ابيعه والّا أرى غيري له الدهر مالكا
رحل حمدان نزال ولسانه حاله يقول:
الوطن هو العزة والكرامة ونبض القلب.
youseffmahmouddd34@gmail.com