facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في زمن السوشال ميديا، هل ينجح التلفزيون الأردني بثوبه الجديد؟


م. أحمد عبدالله المجالي
09-11-2025 09:28 PM

إن الإطلالة الجديدة للتلفزيون الأردني هي خطوة إيجابية، وستكون بالفعل إطلالة مميزة وناجحة إذا التزمنا بالمعايير والمضامين التي تضمن استمرارية التطوير، وتعكس روح العصر، وتُقدِّم للمشاهد الأردني إعلامًا وطنيًا راقيًا يستحقه. لقد لفتت هذه الإطلالة أنظار الشارع الأردني بين مؤيد ومعارض، وفي هذا الزخم الكبير من الآراء دلالة واضحة على أن التلفزيون الأردني كان ولا يزال مهمًا في وجدان الناس، وهو القناة التي يحمل لها الشعب كل الحب والانتماء.

وهذا الاهتمام الشعبي الواسع يؤكد أن أي خطوة نحو التطوير في هذه المؤسسة الوطنية تُتابَع بشغف، لأن التلفزيون الأردني لم يكن مجرد وسيلة إعلام، بل نافذة وطنية رافقت الأردنيين في أفراحهم وأحداثهم وتاريخهم. غير أن الشكل وحده لا يصنع الفرق، فالتجديد الحقيقي يكمن في المضمون والفكر وطريقة التقديم وآلية التخاطب مع الناس،لتأسيس مرحلة جديدة من الإعلام الوطني المتطور.

التلفزيون الأردني مؤسسة عريقة تمتلك تاريخًا طويلًا من العطاء، لكنها اليوم أمام مرحلة تتطلب رؤية شاملة للتجديد تشمل جميع جوانب العمل الإعلامي. ويجب أن يواكب التطوير المراحل القادمة عبر فتح فرص التدريب الإعلامي للخريجين الجدد بإشراف الإعلاميين المخضرمين، واستقطاب الكفاءات الأردنية العاملة في الخارج للاستفادة من خبراتها الدولية. وفي عصر تتسيده المنصات الرقمية، أصبح من الضروري أن تتماشى البرامج وطريقة التقديم مع روح العصر والسوشال ميديا، لتكون أكثر تفاعلاً وقربًا من الناس، لأن المشاهد اليوم يريد أن يرى نفسه في الشاشة، ويشارك ويتفاعل، لا أن يكون مجرد متلقٍ.

الاستوديوهات بأحدث
كما أن أي تطوير في الشكل والمضمون يجب أن يترافق مع تحديث تقني شامل في البنية الإعلامية التي تواكب التقنيات،و مرورًا باستخدام تقنيات البث الحديثه التطورات المتسارعة في الاعلام ، بدءًا من تجهيزالأستوديوهات بأحدث والصورة عالية الجودة ، وانتهاءً بتبني أساليب إخراج عالمية .ولا بد أيضًا من الاستفادة من تجارب المحطات العالمية الرائدة في تصميم البرامج وأساليب التقديم، بحيث تقدم شاشة التلفزيون الأردني صورة بجودة عالية ومواصفات عالمية، تليق بالمواطن الأردني وتنافس القنوات الإقليمية والدولية.

ويجب أن يتركز الجهد كذلك على البرامج التي تنشر الطاقة الإيجابية وتبث روح التفاؤل والإبداع، بعيدًا عن الاقتصار على النقد أو عرض السلبيات. فالإعلام الوطني دوره البناء لا الهدم، والتحفيز لا الإحباط. والبرامج المتجددة التي تفتح المجال للطاقات الجديدة وتُكرِّم الكفاءات المتميزة هي ما يضمن استمرارية النجاح والتأثير.

ومن جهة أخرى، فإن ازدياد ثقة المواطن وأصحاب الشركات بالتلفزيون الأردني سيفتح الباب أمام زيادة الدخل من خلال الإعلانات الترويجية، مما ينعكس إيجابًا على تطوير البرامج والمحتوى واستدامة العمل الإعلامي. فكلما ارتفعت نسب المشاهدة، زادت فرص الشراكات والإعلانات والاستثمار في الإعلام الوطني. كما أن الانفتاح على التنوع الفكري والثقافي يثري التجربة الإعلامية، فالمحطات العالمية الناجحة تضمّ خبراء ومبدعين من خلفيات متعددة، ما يخلق بيئة تنافسية محفّزة وأفكارًا مبتكرة ترفع من مستوى الأداء وتغني المحتوى.

وفي خضم هذا الحراك، من المهم أن يُمنح الوقت الكافي للإدارة الجديدة لتطبيق خطتها في التطوير قبل إطلاق الأحكام المسبقة، لأن الحكم العادل لا يكون بالكلام بل بالنتائج التي ستظهر أمام الجمهور. ولتحقيق مواكبة الإعلام الحديث، ينبغي للتلفزيون الأردني أن يتجه إلى التحول الرقمي عبر إطلاق تطبيقات للبث المباشر وإعادة البرامج إلكترونيًا، وربط القناة بالمنصات الاجتماعية بأسلوب تفاعلي يجعلها حاضرة في كل بيت وجهاز محمول. كما يُستحسن تفعيل مبدأ المشاركة الجماهيرية من خلال قنوات تواصل مباشرة مع الجمهور تتيح لهم التعبير والمشاركة في صناعة المحتوى.

كذلك، فإن الاستثمار في الطاقات الشابة الأردنية التي تمتلك أدوات العصر الرقمي وأفكارًا مبتكرة أمر لا غنى عنه، مع تمكينها وتدريبها في بيئة تشجع الإبداع وتمنحها الثقة لصنع الفرق. ولا يقل أهمية عن ذلك الانفتاح على التعاون والإنتاج المشترك مع المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية لتبادل الخبرات وصناعة محتوى ينافس على المستويين الإقليمي والدولي، إلى جانب إنتاج برامج وثائقية حديثة تروي قصة الأردن وإنجازاته بأسلوب عصري يعزز الانتماء ويبرز الصورة المشرقة للوطن.

ومن الجميل أن يُعاد بناء الهوية البصرية والموسيقية للتلفزيون بروح أردنية حديثة تجمع الأصالة بالحداثة، لتظل الشاشة قريبة من وجدان الناس وهوية الوطن. كما يُقترح إنشاء مركز بحث ودراسات إعلامية داخل التلفزيون الأردني يُعنى بتحليل الأداء وقياس نسب المشاهدة ودراسة احتياجات الجمهور لضمان أن تكون كل خطوة تطويرية مبنية على رؤية علمية وبيانات دقيقة.

وفي الختام، لا بد من تقديم الشكر والتقدير لإدارة التلفزيون الأردني ومجلس الإدارة على جهودهم في هذه المرحلة المهمة وسعيهم للنهوض بالمؤسسة وتقديم الأفضل. فكل مواطن أردني يغار على مصلحة وطنه وإعلامه الرسمي، لأنه النافذة التي تطل منها صورتنا على العالم. والباب سيبقى مفتوحًا أمام كل من يُثبت كفاءته وإبداعه، فالكفاءات الإعلامية الأردنية موجودة وتستحق أن تأخذ فرصتها في بناء إعلام وطني متجدد ومشرق.

إن الإعلام الوطني القوي هو صوت الدولة وضمير المواطن، وإذا تطور التلفزيون الأردني تطور معه الوعي الجمعي وثقافة الحوار. وحين يتحدث التلفزيون بلغة العصر يسمعه الجميع، وحين يتحدث بلغة الوطن يحبه الجميع. فالإطلالة الجديدة ليست نهاية الطريق، بل بداية عهد جديد من العمل الجاد والابتكار الإعلامي الذي ننتظر أن نراه واقعًا مشرفًا يليق بالأردن وشعبه وإعلامه العريق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :