لم تكن مجرد كلمات تائهة تبحث عن من يسمعها بل هي اشبه بقطار يمشي بنا مسرعا في عالم باتت المتغيرات تعصف في كل زاوية منه وبين حنين لماضي تسوده المحبة والالفه بين عبق التراث والتاريخ وبين القلم والكتاب والفهرس وبين التطور المتسارع والتغيرات الفكرية وثقافةالسوشيال ميديا والحداثة بين التشبث بالقديم والانفتاح على ماهو جديد فالمجتمعات تتغير لكن لم يقف الإنسان العربي عاجزا أمام هذه التغيرات الفكرية بل بقي متمسكا بعاداته وتقاليده وطباعة التي لم تسرقها منه هذه الحداثة أينما توجهت البوصلة في الإمارات او السعودية او العراق او اليمن او الأردن ويرجع ذلك إلى ازدياد نسبة التعلم والعطش المعرفي عبر تلك الوسائل التي استطاع ان يستثمرها في كل ما هو خير حيث اثبت ان بإستطاعته الاندماج والتناغم مع تلك المتغيرات واحتفاظة بهويته وتراثة وماضيه.
ومن جهة أخرى كان الأمس اكثر واقعية يتسم بالبساطه والسكينه سمة الناس صفاء النفس والفكر رغم الكثير من التحديات المحيطه حيث كان المكان اكثر دفئا وواقعية والكل يحمل هم الآخر دون اشهار لافراحنا وأحزاننا وسفراتنا وحتى تفاصيل حياتنا فهل بهت البريق من حياتنا اليوم
في وقت اصبح العالم الافتراضي واقعا لا نستطيع جلده من حياتنا بل لا نستطيع محوه من حاضرنا او حتى مستقبلنا أصبحت لوحة المفاتيح تعزلنا عن محيطنا وعن الورقة والقلم وقراءة الكتب وعن حتى الزيارات واللقاءات التي كانت تغمر المدينة والقرية بالامس هل اصبح التفكير وطريقته مختلفة عما كانت ؟ هل اصبح الإنترنت وشاشات هواتفنا اكثر دفئا من أماكننا أين ثوب البساطة الذي كان في السابق تلك الهواتف الذكيه أصبحت اليوم للكثيرين سببا في العزله والكآبه فالاستقرار النفسي والسعادة لا يتحققان إلا بالتفاعل الإيجابي مع الآخرين في إطار العلاقات الاجتماعية الأكثر واقعيه.
ومع ذلك لا احد ينكر ان التطورات التكنولوجية قد غيرت جوانب متعددة في حياتنا فعلى صعيد العمل اصبحت الكثير من الوظائف تعتمد على تكنولوجيا والمهارات الرقمية وحتى على صعيد التعليم اصبح للتكنولوجيا دور محوري بعيد عن الأساليب التقليدية في الجامعات او المدارس والتعلم عن بعد ومايوفره الإنترنت من خلفية علمية لا حد لها' وحتى على الصعيد الطبي والمواصلات وكافة الصعد نلمس ان هذه التكنولجيا أصبحت جزء من حياتنا.
ويمكن القول بأن تلك التكنولوجيا نجحت على كافة الصعد فهي مسخرة لخدمة البشرية لكنها لم تنجح بإعادة التوازن على الصعيد الاجتماعي بين الأفراد فعلى الرغم من ان لها تاثير مزدوج وتسهل بناء علاقات جديده حتى لو كانت مع أشخاص من خلف شاشة إلا أنها قد تودي للعزله وتضعف مهارات التواصل المباشر مع الآخرين إذا ما تم استخدامها بشكل مفرط واخيراً لابد من استخدامها بشكل إيجابي وترك كل ما هو سلبي من خلال الموازنه بين العالم الرقمي والتواصل المباشر مع الآخرين.