facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زيارة ملكية تاريخية .. بوابة جديدة لشراكة أردنية – فيتنامية متكاملة


د.مأمون الشتيوي العبادي
13-11-2025 04:34 PM

في خطوة دبلوماسية رفيعة المستوى تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية وثقافية عميقة، قام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بزيارة رسمية إلى جمهورية فيتنام الاشتراكية يومي 12 و13 نوفمبر 2025، تلبية لدعوة فخامة الرئيس لونغ كونغ. وتأتي هذه الزيارة التاريخية – الأولى من نوعها لعاهل أردني إلى هانوي – في وقت يحتفل فيه البلدان بالذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما (9 أغسطس 1980 – 9 أغسطس 2025)، لتفتح صفحة مشرقة جديدة في مسيرة التعاون بين عمان وهانوي.

الأبعاد السياسية والدبلوماسية: من الصداقة التقليدية إلى الشراكة الاستراتيجية

التقى جلالة الملك خلال الزيارة بفخامة الرئيس لونغ كونغ، والأمين العام للحزب الشيوعي تو لام، ورئيس الوزراء فام مينه تشينه، ورئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان. ركزت المباحثات على تعزيز الروابط الثنائية، وتوسيع التعاون في مجالات الدفاع والأمن والتكنولوجيا، مع التأكيد على رفع مستوى التمثيل السياسي والتبادل الرفيع.

كما أكد جلالته موقف الأردن الثابت تجاه القضايا الإقليمية والدولية، خاصة ضرورة التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

هذه الزيارة ليست مجرد لقاء بروتوكولي، بل نقطة تحول تحول العلاقات من الصداقة التقليدية إلى شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تعكس رؤية جلالته في تنويع الشراكات الآسيوية وتعزيز موقع الأردن كجسر حضاري بين الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

الدفعة الاقتصادية: طموحات جريئة نحو مليار دولار

شكلت الجوانب الاقتصادية محوراً أساسياً في المحادثات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 نحو 188 مليون دولار أمريكي. واتفق الجانبان على هدف طموح يتمثل في رفع هذا الرقم إلى 500 مليون دولار بحلول عام 2030، ثم إلى مليار دولار بحلول عام 2035.

من أبرز مجالات التعاون المستقبلي:

• الزراعة والأمن الغذائي: تبادل المنتجات الزراعية والحيوانية والمائية، مع الاستفادة من خبرة فيتنام في الإنتاج الوفير.
• الصناعات الدوائية والمعدات الطبية: تعزيز الشراكات في هذا القطاع الحيوي.
• منتجات الحلال ومعاييرها: حيث يتميز الأردن بمكانته الرائدة عالمياً في إصدار الشهادات الحلال.
• التحول الرقمي والتكنولوجيا: بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والتعليم التقني، والاقتصاد المعرفي.

كما ألقى جلالة الملك كلمة في منتدى الأعمال الأردني – الفيتنامي، الذي يُعد منصة حيوية لربط القطاع الخاص في البلدين، وفتح آفاق استثمارية جديدة.

البعد الإنساني والتعليمي: بناء جسور بين الشعبين

لم تقتصر الزيارة على الجوانب الرسمية، بل امتدت إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم والشباب وريادة الأعمال. فالأردن يتطلع للاستفادة من التجربة الفيتنامية الرائدة في النمو السريع والتحول الرقمي، بينما تقدر فيتنام موقع الأردن الاستراتيجي كبوابة للأسواق العربية والإفريقية.

خاتمة: انطلاقة نحو مستقبل مشترك مزدهر

تُمثل زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى فيتنام لحظة فارقة في تاريخ العلاقات الأردنية – الفيتنامية، تحولها من مرحلة الصداقة إلى عصر الشراكة الاستراتيجية الشاملة. إنها خطوة حكيمة تعكس رؤية جلالته في بناء تحالفات متوازنة، وتنويع الشراكات، وتعزيز مكانة الأردن على الساحة الدولية.

من خلال هذه الزيارة، يرسخ الأردن موقعه كدولة سلام واعتدال وتنمية، ويفتح أبواباً واسعة لاستثمارات متبادلة، وتبادل معرفي، وتعاون حضاري يعود بالنفع على شعبي البلدين، ويساهم في بناء عالم أكثر استقراراً وازدهاراً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :