facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخبرة التّراكميّة في الإعلام .. العمود الفقريّ للتّميّز والجودة


سهى الصبيحي
15-11-2025 12:14 PM

في عالَم الإعلام، لا يكفي أن تمتلك الموهبة وحدها، ولا حتّى الشّهادة؛ فالقدرة على الكتابة المُتقَنَة، أو اقتناص اللّقطة المُعبّرة، أو مَهارة المونتاج ليست سوى البذرة الأولى في هذا الحقل الواسع والمُعقّد. ومع مرور السّنوات في رُدهات الأخبار، وفي ساحات التّغطية، وفي مساحات التّحرير المُتسارِعَة، يتّضح أن الخبرة التّراكمية قد تكون العمود الفقريّ الّذي يستند إليه العمل الإعلاميّ الحقيقيّ والمُتميّز.

فالخبرة التّراكمية ليست مُجرّد سنوات تمضي؛ إنّها تراكم التّجربة، وعُمق الفَهْم، واتّساع النّظرة. وهي ما تجعل المُنتَج الإعلاميّ ينضج، وتتوازن زواياه، ويُصبح أكثر قُدرة على الوصول والتّأثير، ومِن دونها تصبح الموهبة طاقة غير مهذّبة، وجهدًا قد يبرز مرّة ويخفت مرّات.

الإعلام حقل مُتشعّب، تتداخَل فيه القِيَم المِهنيّة معَ المهارات التّقنيّة، وتتقاطَع فيه اعتبارات الدّقّة مع متطلّبات السّرعة. وفي هذا الميدان لا يبرز إلّا مَن يمتلك عَيْنًا نَقديّة ثاقبة؛ عينًا مُفلترة قادِرَة على التّمييز بين الجيّد والعادي والرّديء، وعلى إدراك التّفاصيل الّتي تصنع الفرق في النّصّ والصّورة والرّسالة.

وتكمن قيمة الخبرة التّراكميّة في أنّها تعيد ترتيب الأولويّات؛ فبدلًا من الانشغال بالكَمِّ، توجِّه صاحبها نحو نَوْعية العمل أي نحو بناء هُوُيّة بصريّة مُتمايزة، ورسالة إعلاميّة مُتقَنة، وقرار مهنيّ لا يستسلم للعشوائيّة أو الارتجال أو حتّى الإرضاء، وهي الخبرة الّتي توضّح لك أن ليس كلّ ما يمكن فعله ينبغي فعله؛ فبعض التّفاصيل، وإن بَدَت صَغيرَة، قَد تلحق ضرر بالمُنتج أو تضعف أثره.

وحين تجتمع المَوهبة الأصيلة مع خبرة تراكميّة ناضِجَة، يتجاوز العمل الإعلاميّ حدود المألوف، ويصبح قادرًا على الإضافة لا التَّكرار، وعلى الابتكار لا الاستهلاك، ويبرز هذا الأمر بوضوح في الإعلام المؤسسيّ؛ حيث تُبنَى الصّورة، وتُصاغ السّمعة، وتُدار الرّسائل بدقّة وحساسية تتطلّب أكثر بكثير من مجرّد مهارات.

ومن واقعِ تجربةٍ تمتدّ لأكثر من خمس عشرة سنة في الإعلامِ المؤسّسي، أرى أنّ الخبرةَ التراكميةَ ليست رفاهيةً مهنية، بل شرطٌ أساسيّ لصناعةِ إعلامٍ مسؤول، رصين، مؤثّر وفريد. فهي التي تحفظ البوصلة، وترفع السقف، وتترك بصمةً لا يمكن تقليدُها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :