في الحديث عن خدمة العلم والجيش الشعبي
نور قطاونة
17-11-2025 01:16 PM
قلنا منذ ان بدء الحديث عن عودة خدمة العلم ان مطلبنا واضح وجلي، فنحن نريد قانوناً لخدمة العلم متمثلاً برؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الحسين إبن عبدالله، نريده قانوناً محكماً متوازناً يطبخ على نار هادئة دون عجلة حتى يلبي الطموح والغرض.
لسنا على عجلة من أمرنا ولا داعي للاكتفاء بسلقه كما حدث مع العديد من القوانين كقانون العفو الملكي الأخير وغيره من القوانين.
قانون خدمة العلم الجديد يجب ان يهدف إلى إعادة تفعيل الهيبة لحامل الشعار ولابس الفوتيك بمعنى ان نعيد تخريج رجال على قدر المسؤلية نفتخر بهم في ساحة الحرب والسلام، حاملين الأردن في قلوبهم وعقولهم ليس لهم أنتماء الا للأردن المقدس.
القانون يعيد غرس القيم الوطنية وروح العمل الجماعي، يهدف إلى تخريج شباب يمثلون منصة عز وفخر وطنية من خلالها تنغرس فيهم قيم الانضباط والمهارات المهنية، ويعكس رؤية الدولة الأردنية بترسيخ الهوية الوطنية، ويزرع فيهم حب الوطن والولاء له ولقيادته الحكيمة، ويجعل منهم رجالاً على المحك.
اليوم ومجلس النواب يشرع في مناقشة هذا القانون فإن المطلوب هو رفع جاهزية الشباب وتعزيز روح الوطنية، فخدمة العلم تعكس أقصى درجات الولاء والانتماء للوطن، وكلنا يعلم كيف اصبح حال شبابنا بعد ان تجميد العمل فيها إذ تبدل الحال واصبح غير ذي الحال، ولعلها مناسبة لإعادة الهيبة للشباب الأردني الذي أصبح قاب قوسين او أدنى من درجات الضياع، كيف لا وخدمة الوطن شرف لا بل إعادة صياغة لواقع شبابي مظلم.
على الجانب الآخر وفي سنة 1982 صدرت الإرادة الملكية بتشكيل الجيش الشعبي بهدف تسليح المواطنين، ورفع قدرتهم على مقاومة أي عدوان، ونص قانون الجيش الشعبي الصادر عام 1985م على أن الجيش الشعبي مسؤول عن الدفاع عن الوطن والدفاع عن استقلاله، وتحصين مدنه وقراه، وحماية خطوط القوات المسلحة والقيام بأعمال الدفاع المدني، وتأمين حراسة المرافق العامة، والتصدي لمقاومة إشاعات العدو.
وبالفعل تم تدريب المواطنين من مختلف الفئات في الجيش الشعبي ضمن برنامج متكامل، شمل الذكور والإناث، لذلك نسأل، الم يحن الوقت لإعادة تفعيل قانون الجيش الشعبي والعمل به من جديد؟.
لا زلنا نذكر وان لم يكن جيلنا فالاجيال التي سبقتنا كيف ساهم الجيش الشعبي منذ نشأته في كثير من المهمات المدنية المتعلقة بالزراعة ومعسكرات العمل وعمليات الإنقاذ في أيام الكوارث، ففي مجال الزراعة شارك في خطة الوزارة الهادفة إلى الوصول إلى أردن أخضر عام 2000، وشارك في معسكرات الشباب الصيفية التي تنظمها وزارة الشباب، وفي برنامج السابلة، وجائزة سمو الأمير الحسن، واكتسب منتسبوه خبرات عسكرية لمواجهة اي تحد قد ينال من الوطن الذي نعيش كلنا من أجل ان نفديه بالمهج والأرواح.
نحن اليوم بأمس الحاجة لإعادة صياغة مفاهيمنا حول صناعة الأجيال وحول تعليمهم المثل التي يجب ان نتربى عليها ونحن نعيش في دولة التعددية الإنسانية ودولة تواجه حقداً وهجوماً صارخاً ممن ينوون لنا الشر، وصفحات التواصل الاجتماعي خير دليل على ذلك.