قراءة في كتاب فلسطين بلا هوية لصلاح خلف (أبو إياد)
17-11-2025 08:17 PM
قراءة وتعليق: يوسف عبد الله محمود
صلاح خلف "أبو اياد" مناضل فلسطيني منذ حداثة سنة. في هذا الكتاب نقع على جرأة غير مسبوقة تشمل نقدًا للذات يتحدث عن الأخطاء ونقاط العجز في المقاومة الفلسطينية منذ نشأتها. يعرّي صلاح خلف –رحمه الله- العيوب التي هيمنت على هذه المقاومة.
ينتقد في هذا الكتاب سياسة "التبرير" التي مارسها وما زال يمارسها بعض القادة الفلسطينيين. وبالرغم من ان هذا الكتاب ليس "كتابًا موضوعيًا"، لكنه يظل وثيقة يعتد بها في فهم القضية الفلسطينية.
من يقرأ هذا الكتاب يلمس مصداقية هذا المناضل الثائر ووعيه الثوري.
يدعو صلاح خلف كل فلسطيني ان لا يهمّش هويته النضالية معرضًا إياها للتلوث "ان فلسطين لا تعود بل أبناؤها هم العائدون" في كتابه يستذكر المرحوم ياسر عرفات الذي دعا دومًا الى "توحيد فلسطين في دولة علمانية ديمقراطية تستوعب اليهود والمسيحيين والمسلمين". (المرجع السابق ص 33)
مع الأسف فزعماء إسرائيل بلا استثناء ورئيس الوزراء نتنياهو ينكرون وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني، بل ويطالبون بفرض سيطرتهم على أجزاء من بلدن عربية أخرى زاعمين ان نص "التوراة" يؤيد ذلك، وهذا محض افتراء.
وبالرغم من المسحة التشاؤمية التي يشعر بها هذا المناضل بسبب تشتت المقاومة الفلسطينية. وبمفرداته: "... ما اسلفنا لا يبعث على التفاؤل، ويقينا ان دوري كقائد ثوري هو ان ابث الامل واعزز بواعث شعبنا على مواصلة المعركة". (المرجع السابق ص 33)
في هذا الكتاب يحدثنا أبو اياد عن معاناة اسرته منذ النزوح عن مسقط رأسه.
صلاح خلف كان يؤمن بالواقعية التي لا تطمس حقاً فلسطينيًا.
صلاح خلف انتقد اتفاقية اوسلو التي ابرمها المرحوم ياسر عرفات مع اسحق رابين في 18 سبتمبر 1993. وبمفرداته: "واذا كان السلام أعنى السلام العادل لا سلام كامب ديفيد سيقوم، فإن من الطبيعي ان تنفتح الحدود بين إسرائيل وجيرانها العرب". (المرجع السابق ص 33)
وكما هو معروف فإن هذه الاتفاقية ما كان يجب ان يتم التوقيع الفلسطيني عليها، حتى كلمة "سلطة فلسطينية" لم تتضمنها الاتفاقية.
وبجرأة يقول أبو اياد "اني أقول من جانبي انه لن تكون هناك نشاطات تخريبية في اليوم الذي يكون فيه لنا دولة". (المرجع السابق ص 329)
وهنا فليسمح لي الراحل الكبير أبو اياد ان اتحفظ على قوله "نشاطات تخريبية "فلسطينية" فهي نشاطات دفاعية مشروعة عن حق مغتصب.
رحم الله صلاح خلف، في كتابه "فلسطيني بلا هوية" كان جريئًا يقول ما له وما عليه.
وعنه يقول مقدم الكتاب Eric Rouleu أريك رولو، وهو صحفي فرنسي مصري يهودي، "انه –ويعني صلاح خلف- جلب لنفسه من الصداقات ما يوازي مثيلاتها من العداوات جهرًا".
youseffmahmouddd34@gmail.com